دعا عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، إلى ضرورة تهيئة الأجواء الفلسطينية داخليًا؛ لتوحيد صفوف الشعب الفلسطيني في إطار مؤسساته بشكلٍ ديمقراطي ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب؛ حتى نذهب إلى انتخاباتٍ تضمن مشاركة المواطن الفلسطيني، مُشدّداً في ذات الوقت على أنّ الانتخابات ليست في صندوق الاقتراع فقط بل في وعي المواطنين.
انتخابات القدس رهن موافقة الاحتلال
وقال عيسى في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ المواطن الفلسطيني حتى اللحظة غير مقتنع بهذه الانتخابات بعد مُضي أكثر من 14 عاماً على إجراء آخر انتخابات"؛ مُؤكّداً في ذات الوقت على أنّه ينبغي على أصحاب القرار، أنّ يتداركوا الوضع الداخلي الفلسطيني في إطار توافق وطني إسلامي للوصول إلى نتائج مقنعة للجميع؛ للحيلولة دون الانزلاق في متاهات لا يُحمد عقباها.
وأضاف: "إنّ الانتخابات التي أعلن الرئيس محمود عباس عن مواعيدها بداية لاستعادة الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام"، لافتاً إلى وجود تحديات وصعاب تُواجه الفلسطينيين لإتمام العملية الانتخابية.
وبموجب المرسوم ستُجرى الانتخابات التشريعية بتاريخ 22/5/2021، والرئاسية بتاريخ 31/7/2021، على أنّ تُعتبر نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، وسيتم استكمال المجلس الوطني في 31/8/2021 وفق النظام الأساس لمنظمة التحرير الفلسطينية والتفاهمات الوطنية، بحيث تجرى انتخابات المجلس الوطني حيثما أمكن.
ولم تجرِ أيّ انتخابات فلسطينية عامة منذ إجراء انتخابات المجلس التشريعي "البرلمان" مطلع عام 2006 التي فازت بها حركة "حماس"، وأدى ذلك إلى سيطرة الحركة على قطاع غزّة وحصول الانقسام مع السلطة في رام الله، فيما جرت قبل ذلك آخر انتخابات رئاسية وفاز فيها الرئيس محمود عباس.
وبالحديث عن إمكانية عقد الانتخابات التشريعية المقبلة في مدينة القدس المحتلة، تساءل عيسى: "هل ستسمح دولة الاحتلال الإسرائيلي بإجراء انتخابات في مدينة القدس وضواحيها؛ كمحافظة يزيد تعداد سكانها على 400 ألف مواطن فلسطيني؟".
ومضى متسائلاً: "هل ستسمح إسرائيل بانتخابات في مناطق (c) والتي تخضع لإدارتها وأمنها وعدد سكانها 350 ألف نسمة؟"، مُستدركاً: "إذا أعاقت إسرائيل ذلك؛ فلن تُجرى الانتخابات في مواعيدها".
وبيّن عيسى، أنّه يتم إجراء اتصالات مع الدول الأوربية و"إسرائيل" من أجل السماح بإجراء انتخابات تشمل القدس الشرقية.
التصويت إلكترونياً في القدس
وعن البدائل التي تحدثت عنها لجنة الانتخابات المركزية في حال عرقل الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس المحتلة، قال عيسى: "إنّ البديل هو التصويت إلكترونيًا"؛ مُردفاً: "نزاهة الانتخابات مرهون بمشاركة المواطن الفلسطيني في القدس عبر الذهاب لصندوق الاقتراع".
وتتضمن "اتفاقية المرحلة الانتقالية" المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل" والموقعة في واشنطن بتاريخ الثامن والعشرين من شهر أيلول 1995 ملحقاً خاصاً (الملحق الثاني) يتعلق بالانتخابات الفلسطينية، وفي بنود المادة (6)، يتم الاقتراع في القدس الشرقية بمكاتب تتبع سلطة البريد الإسرائيلية، وعددها خمسة مكاتب (تضم 11 محطة اقتراع) وتُقدم خدمات "تبعاً لطبيعة هذه المكاتب".
قائمة مشتركة بين فتح وحماس
وعلى صعيدٍ متصل، رأى عيسى أنّ الحديث عن قائمة مشتركة بين حركتي فتح وحماس في الانتخابات التشريعية المقبلة، أمرُ غير ناجح؛ لأنّ حماس لديها رؤيتها واستراتيجيتها ونظامها وكذلك حركة فتح.
وأردف: "فتح، حركة علمانية وسطية وقومية، بينما حماس تتمسك بالشريعة الإسلامية وفقًا لمذهب أهل السنة والجماعة"، مُشيراً في ذات السياق إلى اشتراك الحركتين في القومية الفلسطينية، لكنّ قومية فتح المقاومة الشعبية السلمية بينما حماس المقاومة المسلحة.
وتساءل: "هل الفصائل الفلسطينية ستتوصل إلى اتفاق في القاهرة خلال الأيام المقبلة في إطار برنامج سياسي متفق عليه؟، وهل هناك تعهدات في حال فوز أحد الطرفين بتسليم السلطة للفائز؟"، مُنوّهاً إلى أنّ هذه المسألة في غاية الأهمية، ويجب تداولها بشكلٍ جيد من أجل الوصول لانتخابات حرة ونزيهة.
وختم عيسى حديثه، بالقول: "لايمكن لسلطتان أنّ تنشطا في سلطة واحدة؛ لأنّه لا يُعقل أنّ يستمر حكم حماس في غزة وفتح في الضفة"، مُوضحاً أنّ الطرف الفائز في الانتخابات التشريعية، هو من يُقرر تسليم السلطة للطرف الآخر.