على هامش انتخابات لن تحدث.."تيار وطني جديد" في الأفق!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 يوما بعد آخر، تتكرس حركة "الهروب الانتخابي" التي أعلنها الرئيس محمود عباس بكل مكوناتها الثلاثية، وسينتظر الفلسطينيون زمنا الى حين رؤية "حراك سياسي جديد" يعيد الاعتبار للنظام "المخطوف" عمليا منذ عام 2007 بين فصيلين لا يبحثان نهاية أزمة، بل يعملان على تجديد "شرعيتها" اتفاقا وعبر مراسيم نالت من البعد القانوني الذي أسسته السلطة الوطنية في الانتخابات العامة 1996.

مبدئيا، الحديث عن الانتخابات فتح حراكا سياسيا عاما في بقايا الوطن، ومنح المواطن زاوية نقاش على ما يجب أن يكون وبدأت عملية محاسبة فصيلي الحكم، واتسعت دائرة حساب الفشل العام في القضية الوطنية، بل انهما ساهما موضوعيا في توسيع حركة استيطانية وتهويد غير مسبوقة، وعزل مدينة القدس بمحيطها عن جسد النظام، وتوقف الفعل الكفاحي الشعبي.

الى جانب فشل نادر في إدارة الحكم والبعد الاجتماعي وتنمية الفساد ليصبح جزءا من ملامح النظام، وتعززت "العصبوية" وثقافة كراهية الآخر، ما أدى الى أن يصبح الانقسام كأنه فعل مستدام يحتاج الى "ثورة شعبية شاملة"، تؤدي الى حضور قوى قادرة على حصار أدواته التي عملت على إدامته، وحريصة عليه كونه قناتها للسيطرة والحكم.

من بعض فضائل مراسيم الرئيس محمود عباس "الانتخابية"، أنها ولدت حراكا لن ينتهي بتأجيل الانتخابات أو الغائها، بل ربما يأخذ أبعادا جديدة وفتح الباب لـ "ولادة حركة سياسية" تكون قوة موازية أو مزاحمة لطرفي الانقسام، وتخلق تيارا مستندا الى التراث الوطني العام مع رؤية معاصرة وفكر حداثي لبناء نظام فلسطيني.

ربما الفائدة الأبرز لفتح المسألة الانتخابية، هي خلق فرص جادة نحو ولادة "التيار الوطني المستحدث"، بعد أن كان ذلك يبدو فعلا اتهاميا بل ومستحيلا في ظل سطوة وسيطرة فصيلي الحكم، بما لهما من تاريخ وأدوات في ذات الوقت، إمكانية كانت تقترب الى حد العدم واللاممكن، وفجأة باتت هي الحديث الأهم في المشهد الوطني، وانتقل النقاش من هل هناك فرصة لوجود "تيار وطني" ديمقراطي أو شبه ديمقراطي الى متى وكيف يمكن ولادة ذلك التيار.

الانتقال من اللاممكن الى الممكن الملموس يمثل الحدث الأهم، وقد يكون حدثا بملامح تاريخية لو أكمل عناصر التكوين، وفتح الباب لحركة التجديد العام، ما سيترك بصماته وأثره على مختلف المكونات الحزبية القائمة، وسيكون للتيار دورا مركزيا في فرض نقاش شمولي حول طبيعة ومستقبل النظام السياسي الذي يجب يكون، وآليات كسر "القطبية الحزبية" الضارة.

قيمة ولادة "تيار سياسي مستحدث"، أنها ستجبر القوى الأخرى على إعادة التفكير في واقعها الذي أصيب ببلادة فكرية – سياسية، فقدت القدرة على رسم الرؤى في المجالات كافة، ضمن حركة "اتكالية" أدت الى سبات التفكير العام وانحصاره في البحث عن "مصالح خاصة" بغطاء وطني.

قد يرى البعض أن الحديث عن ولادة التيار المستحدث لا زال مبكرا، لكن الواقع الذي أنتجته مراسيم الرئيس الانتخابية قال غير ذلك، وكشف كم هي الحاجة موضوعيا له، بل وتبين أن هناك قدرة لبنائه من منابع متعددة، بملامح فكرية متنوعة.

والآن، الجوهري في النقاش الوطني لن يستمر حول الانتخابات بذاتها، بل فيما بعد عدم إجراءها وما سيكون من ملامح سياسية تهز واقع السكون الذي طال...!

ملاحظة: هل تكون رسالة إسرائيل بمنع حسين الشيخ من زيارة القيادي مروان البرغوثي في السجن، مع أنه مسؤول التنسيق معها، الرصاصة الأولى لدحر الانتخابات...أكيد المنع مش مزاج..عهيك لململوا الأوراق ووفروا "المصاري"..!

تنويه خاص: كلما زاد "ردح الكلام" من قوى الجهل والظلام فتأكد أنها تزداد ضحالة فكرية وسياسية...غريب نفس الملامح لتلك الفئة الضآلة والحاقدة تجدها حيثما رفعت رايتها المخالفة لراية الوطن!