ما بعد عملية الخليل ..

تقرير تقرير مفصل حول مستقبل الإنتفاضة .. المحللين يفشلون بالتنبؤ ومشاركة الفصائل مربط الفرس ؟

thumb
حجم الخط

رغم دخولها الأسبوع السابع لا تزال "أعمال المقاومة"، في كافة بقاع الأراضي الفلسطينية، محل جدل بين من يعتبرها "حراك فلسطيني - شعبي تلقائي محركه ظلم الاحتلال، والبعض الآخر يصنفها "بالهبة الجماهرية"، التي تتصاعد بفترات متزامنة ، قد تتراجع حيناً وقد تتقدم حينا،ً كما تبقي مشاركة الفصائل محل خلاف كبير أيضا بين مشجع لقيادتها، وآخر ينفر من دخولها لشواهد تاريخية أجهضت انتفاضات سابقة.

بين مد وجزر

يقول أكرم عطاالله الكاتب والمحلل السياسي لوكالة "خبر" ، حول احتمالية تصاعد أعمال المقاومة بعد عملية الخليل أنه " من الصعب التنبؤ بمسار هذه الهبة الجماهرية، لأنها تندرج تحت إطار العمل الفردي والعشوائي"

ويتابع "أن العمل المنظم من السهل تقديره، ولكن العمل الفردي يشكل استعصاءً على المحللين وأجهزة الأمن الإسرائيلية، إلي أين ستذهب الأمور؟".

ويوضح أنه من المبالغة اطلاق مسمي انتفاضة على هذه الهبة، وهي لا تزال محصورة في القدس والخليل وبيت لحم.

أما طلال عوكل يقول  " لسنا أمام تراجع في الهبة الجماهرية، وإسرائيل تحاول جاهدة تصعيدها باستخدامها المفرط للقوة في قمعها".

ويري عوكل لوكالة خبر،  أن إسرائيل تتفنن في عقاب الفلسطينيين بالعقوبات الجماعية تارة، وهجمات شرسة لها أبعاد سياسية تسعي لاستفزاز الفلسطينيين.

وحول المدة الزمنية المتوقعة لاستمرارها  يشدد عوكل " هذه الموجة قد تطول أو تقصر انطلاقا من الدوافع التي أدت لاندلاعها، أبرزها غطرسة إسرائيلية وهجماتها الاستفزازية بحق الفلسطينيين".

ويؤكد عوكل أن هذه الهبة تشكل نوعا من "المعارك الصعبة"، التي تخوضها إسرائيل، لأنها اعتادت على المعارك خارج إسرائيل لكن هذه المرة في داخل العمق الإسرائيلي.

ويري أن إسرائيل تتحرك بإصرار لقمع الهبة لأنها تتحرك بمخطط توراتي، لبناء دولة الكيان على أكبر مساحة ممكنة من أرضي الضفة الغربية بالإضافة للقدس.

من جهته ينفي عبد الستار قاسم استاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح بنابلس، "أن تكون أعمال المقاومة المندلعة منذ أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم بالانتفاضة الهبة الجماهرية أو حتي بالمقاومة إنما هي "حراك فلسطيني شعبي تلقائي تتخلله، بعض أعمال السكاكين من بعض الشباب الذين لديهم رصيد في الرؤية الوطنية ".

وينوه قاسم في حديثه لوكالة خبر ، إلى أن "الحراك الفلسطيني" لم يمتد إلى كافة مناطق الضفة الغربية، وإنما بقي محصورا في أماكن محددة وخاصة نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويري "أن الضفة الغربية لا تشكل حاضنة لانتفاضة أو مقاومة وأن هناك عزوف شعبي عن المشاركة".

أين الفصائل ؟؟

للأسبوع السابع على التوالي تغيب فصائل العمل الوطني والإسلامي عن أعمال المقاومة المندلعة في أرجاء الضفة الغربية، وهل تستمر الانتفاضة بغيابها رغم الحاجة الملحة لإسنادها، أم بقاءها على الحياد يخدم هدف الشباب.

يقول عبد الستار قاسم حول تدخل فصائل المقاومة في "الحراك الفلسطيني"، " الفصائل أذا ابعدت عن الحراك فهذا أفضل، لأنها تمزق، وكل فصيل يريد أن يركب الموجة وأنه أب وأم الانتفاضة".

ويعزي قاسم ذلك إلى أن الفصائل تاريخيا ساهمت في تمزيق الشعب الفلسطيني، فضلا عن التفافها حول مصالحها الفئوية.

وذكر قاسم أن إسرائيل تسطيع أن توقف هذه الهبة كما فعلت في سابقاتها، انتفاضة الضريبة المدخلة انتفاضة الأولي، وانتفاضة النفق، وانتفاضة الأقصى، وذلك باستغلال حالة التشرذم التي تعيشها الفصائل تاريخيا على حد وصفه.

ودعا في الوقت نفسه إلي ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة للفصائل في الخارج.

ويؤكد أنه "في حال تشكلها لأصبح للمنتفضين في الضفة الغربية وغزة عنوان." مطالبا بضرورة تزويد الشباب بالمال بدلا من الخطابات الرنانة لقادة الفصائل بالداخل والخارج.

أما أكرم عطاالله فيري أنه من الضروري أن تدخل الفصائل على خط إدارة الهبة الجماهرية، ويتجلى ذلك بتشكيل قيادة وطنية موحدة، ولجان تنسيقية".

وشدد أنه "الشباب الفلسطيني المنتفض قادر على مشاكسة إسرائيل وجيشها لكنه، لا يملك القدرة على توسيع رقعة الهبة، لأن من يمتلك امتدادات شعبية وحزبية خارج أماكن الهبة هي فقط الفصائل الفلسطينية".

وينوه " لا يستطيع أحد إنكار دور هذه الفصائل رغم غيابها في هذه الفترة، لأن الثقافة التي زرعتها في نفوس هؤلاء الشباب والروح المقاومة هي من تحركهم".

ودعا في الوقت نفسه الفصائل  إلي ضرورة الحفاظ على سلمية هذه الهبة، وإبقاءها على ما هي عليه الآن دون أن تتجه نحو التسليح، لأنه يوفر لإسرائيل مبررات التحرك عسكريا ضد الفلسطينيين ودرس غزة بحروبها الثلاثة لا زالت آثارها شاهدة حتي الآن.

وتابع أن "العمل المسلح في الضفة الغربية استدعي الجيش الإسرائيلي لاحتلالها عقب عملية السور الواقي".

وأكد أنه ينبغي على السياسيين مشاكسة وإرهاق إسرائيل دون خسارة المزيد من الشهداء، والدمار في البنية التحتية الفلسطيني، وعليها أن تبقي الوضع الراهن، وتحسبه بميزان من الذهب كي لا تخسر ".

من جهته طلال عوكل يقول أن تريث الفصائل في التدخل  في الهبة الجماهرية وعدم سعيها لركوب الموجة حتي اللحظة هو تصرف عقلاني.

وتابع أن " من يريد ركوب هذه الموجة قادرة على تحمل تبعاتها بأن يسيطر على السياسية الإسرائيلية".

وأكد أن "الفصائل عمليا مساهمة في الميدان وتدعم هذه الموجة، وتغذيها ببعض الطاقة بدون واجهات سياسية معلنة" .

مسار السلام ... مستبعد

يقول طلال عوكل حول فرضية رضوخ إسرائيل في حال تصويب الأوضاع السياسية الفلسطينية " هذه الفرضية خاطئة جملة وتفصيلا، لأنه من الصعب أن تستجيب إسرائيل للرؤية الفلسطينية، فهي غير مستعدة لخوض هذه التجربة، والظهور بموقف الضعيف".

ويتابع أن أهداف هذ الانتفاضة محدودة ومفتوحة وكبيرة، طالما أن إسرائيل مستمرة في سياستها.

وشدد في ذات الاتجاه أن "هذه الانتفاضة هي صرخة في وجه الجميع الاحتلال والانقسام الفلسطيني، والفشل السياسي الفلسطيني والاستنجاد للأقصى، وكذلك في وجه  العالم العربي  والعالمي الذي أدار وجه للقضية الفلسطينية ".

بدوره يري عبد الستار قاسم في حديثه لـ "وكالة خبر" أنه لم نعتد على اسرائيل أن تقدم إي تنازلات، إلا في صفقات تبادل الأسري وإلا فغير ذلك مستبعد بدليل أن الانتفاضات السابقة لم تحقق أهدافها.

وتابع كي تجني الانتفاضة ثمارها لا بد من وجود قيادة حكيمة تستطيع أن تنتزع من الاحتلال حقوق الفلسطينيين.