أكّد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أحمد المدلل، على أنّ القدس هي عنوان التحدي الفلسطيني، مُشدّداً في السياق ذاته على أنّ ممارسات الاحتلال ضد المدينة المقدسة لإفراغها من أهلها وتثبيت روايته الزائفة بأنّها "ستكون العاصمة الأبدية والموحدة لإسرائيل" لن تمر مرور الكرم، لأنّ القدس ملك لأهلها والمسلمين والمعركة مستمرة حتى تحريرها.
وقال المدلل في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم السبت: "إنّ الجهاد الإسلامي وحركات المقاومة لن يقبلوا بتوغل العدو الصهيوني وتصاعد جرائمه في مدينة القدس"، لافتاً إلى أنّ سرايا القدس والأذرع العسكرية لفصائل المقاومة ليست بمنأى عما يجري في القدس.
وأضاف: "لا يمكن أنّ نترك أهلنا في الشيخ جراح يخوضون هذه المعركة لوحدهم، فالجهاد الإسلامي وحركات المقاومة على أتم الجهوزية للدفاع عن أهلنا هناك".
وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت أمس، عقب اقتحام قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك، بعد انتهاء صلاة المغرب.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنّ نحو 205 مواطنين أصيبوا بجروح متفاوتة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، وقمع المعتصمين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
وبيّنت الجمعية في بيان صحفي فجر اليوم السبت، أنّ إحدى الإصابات للشاب عدي عدنان غيث نجل محافظ القدس، حيث تعرض لكسر في الجمجمة وتجري له حاليا عملية جراحية، فيما أصيب 5 مواطنين بالرصاص المطاطي في أعينهم ووصفت إصاباتهم بالخطيرة.
وأشارت إلى أنّ 45 مواطنا أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الرأس، فيما سُجلت الإصابات الاخرى في الأجزاء العليا والسفلى من الجسم، حيث نُقل 88 مصاباً إلى المستشفيات لتلقي العلاج، و20 مصاباً إلى المستشفى الميداني الذي أقامه الهلال الأحمر في القدس.
الإرباك الليلي
وبالحديث عن موقف الجهاد الإسلامي من قرار تفعيل وحدات الإرباك الليلى والنفير العام نحو الأراضي المحتلة عام 1948، قال المدلل: "إنّ هذا القرار يُعبر عن حالة الغضب التي تدفع الشباب الفلسطيني باتجاه دعم وإسناد أهلنا في القدس؛ تأكيداً على وحدة شعبنا في مواجهة العدو الصهيوني".
وأردف: "رسالة شبابنا بأنّ الغضب سيمتد لكل المناطق باستخدام كافة الخيارات المتاحة، وهذه الأدوات التي يستخدمها الشباب هي جزء من الخيارات التي تُعبر عن ثورة وغضب شباب الشعب الفلسطيني".
وفي وقت سابق، قررت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بعد منتصف الليل، تفعيل عمل مجموعات ما يعرف بـ "الأدوات الخشنة" التي تم إطلاقها مع بدء مسيرات العودة التي انطلقت في الثلاثين من مارس/ آذار 2018.
وأعلنت المجموعات التي تتبع للفصائل عن تفعيل وحداتها العاملة في إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة تجاه مستوطنات الاحتلال على الحدود مع القطاع، إلى جانب تفعيل وحدات الإرباك الليلي، وقص السياج الحدودي.
وأوضحت تلك المجموعات في بيانات متتالية نُشرت له هذه الليلة، أنها ستبدأ منذ اليوم بعملياتها إسنادًا لأهالي القدس والمرابطين في الأقصى الذين يتعرضون لهجمة إسرائيلية غير مسبوقة.
المعركة مستمرة
وفى رده على سؤال حول ما يدور من أحاديث عن وساطات لتهدئة جبهة غزّة مقابل وقف الاحتلال أعمال العدوانية في الأقصى والشيخ جراح، قال المدلل: "حتى لو كانت هناك وساطات لتهدئة الوضع؛ فإنّه على الجميع أنّ يُدرك بأنّ معركة القدس مستمرة ولا يمكن أنّ نقبل باستمرار الاحتلال الصهيوني للقدس والأقصى".
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر في حركة "حماس"، قولها: "إنّ اتصالات أجراها الوسيط المصري مع حركة حماس خلال اليومين الماضيين، بهدف منع تدهور الأوضاع والذهاب إلى مواجهة عسكرية كبيرة، تخلّلها نقل رسالة من دولة الاحتلال مفادها أنّها لا ترغب في التصعيد وتسعى إلى احتواء الموقف".
وأضافت المصادر: "ردت الحركة مؤكدة أنّ ما يجري على الأرض لا يشير إلى صحّة ادّعاء العدو، وأنّ خيار الهدوء مستبعد وغير وارد خلال الفترة الحالية".
وختم المدلل حديثه بالقول: "نُؤكد على أنّ معركة القدس تهم الكل الفلسطيني ومستمرة مع العدو الصهيوني ولا يمكن أنّ تتوقف طالما استمر الاحتلال الصهيوني لمدينة القدس، وهذا ما يجب أنّ يُدركه الجميع".