كانت ,ولازالت القضية الفلسطينية في قلب الاهتمام العربي، وكانت عنصراً موحداً للمشاعر العربية، وعلى الرغم من أن ثورات الربيع العربي بدأت تتخذ مواقف فردية تخص الدول فما زال هناك الكثيرون الذين يعودون إلى تلك القضية من أجل توحيد المشاعر، غير أن المواقف التركية تصعب قراءتها على نحو صحيح وذلك ما يجعلنا نتوقف عند ذلك طويلاً خصوصاً ما قامت به السلطات التركية مؤخراً .
غموض تركي ..أم تقارب تركي حمساوي
وبالإشارة إلى إذا ما كان هناك توتر على الصعيد السياسي التركي - الفلسطيني قال ،حسن عبدو، الباحث والخبير في شؤون الشرق الأوسط أنه" لم يطرأ أي تطور أو تغير يذكر على صعيد العلاقات التركية الفلسطينية، بدليل أنه من فترة ليست بالبعيدة استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تركيا، ليتم منع ،توفيق الطيراوي، (عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ) من دخول الأراضي التركية .".
وتابع "عبدو" علينا انتظار التبرير التركي، لمعرفة الحيثيات التي دفعت السلطات التركية لفعل مثل هذا الأمر .
ومن جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ،هاني حبيب، أن قرار المنع التركي لـ (الطيراوي)،" يعبر عن انحياز تركي كامل إلى طرف دون الطرف الآخر في الوضع الفلسطيني الداخلي".
وأشار إلى أن " تركيا بمثل هذه الأفعال والممارسات تدعم استمرار الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني، من خلال دعمها للجهات التي تقف حائلاً دون انهاء (الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني) ".
وأكد أن "الجانب الفلسطيني دائماً ما يسعى إلى ايجاد مناخات وعلاقات طيبة مع دول الجوار من ضمنها ،تركيا.
ولفت ،حبيب، إلى أن "الفلسطينيون لا يملكون الكثير لعمله إزاء سياسات تركيا الخارجية، خصوصاً وأن تركيا لها مصالح في المنطقة ولها دور تلعبه على ضوء الخريطة السياسية للمنطقة العربية بما فيها الوضع الفلسطيني".
وحول إذا ما كان لقرار المنع علاقة بتحيز السلطات التركية لحركة (حماس) " نفى ،عبدو، أن يكون الأمر كذلك أو أن يكون لحركة حماس تأثير على ذلك ".
ويعتقد ،عبدو، أن "القرار تركي بحت وربما يكون المنع مرتبط بشخص الطيراوي نفسه أو تغير لنهج وسياسة تركيا تجاه منظمة التحرير الفلسطينية ".
الأزمات التركية المصرية ..وتأثيراتها على الفلسطينيين
وفيما يتعلق بعودة القضية الفلسطينية إلى عراب القضية ،جمهورية مصر العربية ،وما إذا كان لذلك أي تأثيرات على العلاقات التركية الفلسطينية في ظل تصاعد الخلاف التركي المصري ؟ استبعد ،حسن عبدو، أن "يكون لقرار منع (الطيراوي) أي بعد إقليمي أو أن يكون ذلك مرتبط بتطور سياسي معين ".
وبين أن "مثل هذا القرار مستغرب خصوصاً وأن تركيا كانت استقبلت الحاخام (كليك)، الذي يقود الهجمة الشرسة ضد المسجد الأقصى المبارك ".
وأكد أنه" مالم يكن هناك تبريرات واضحة من الحكومة التركية، فإنه لا يمكننا أن نربط هذا المنع باي تطور على الساحة الإقليمية ".
وبدوره أكد ،هاني حبيب، أن "الخلاف التركي المصري ليس بالأمر الجديد ".
وتابع أنه " عندما كان الخلاف التركي- المصري على اشده، كانت العلاقات التركية - الفلسطينية على المستوى الرسمي تتميز بالإيجابية",
ورجح "حبيب" أن يكون للخريطة السياسة في المنطقة تأثيرات وتداعيات على الموقف التركي فيما يتعلق بالجانب الفلسطيني .
رسالة تركية للفلسطينيين
وحول إذا ما كان هناك رسالة أرات تركيا أن توجهها للسلطة الوطنية الفلسطينية وما فحوى هذه الرسالة، يجيب ،حسن عبدو، "بالنفي واستبعد أن يكون لقرار المنع هذا رسالة تريد تركيا ايصالها".
وعاد وأكد أن "الأمر ربما يكون متعلق بشخص (الطيراوي ) نفسه ورجح أن تتم تسوية الخلاف في الأيام القليلة القادمة، خصوصاً وأن السلطة الوطنية الفلسطينية دائماً ما تسعى إلى انشاء علاقات طيبة مع دول الجوار .
بينما يرى ،هاني حبيب، أن :ما فعلته السلطات التركية لا يعني شيء سوى أن السلطات التركية تنحاز بالدرجة الأولى لحركة (حماس) وهذا الأمر بات واضحاً أكثر من أي وقت سبق ".
يذكر أن السلطات التركية احتجزت بمطار اسطنبول اللواء، توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لمدة 5 ساعات، أمس الجمعة، قبل أن يرحله إلى مطار عمان في الأردن.
وقالت مصادر خاصة أن الامن التركي لم يسمح له بالعبور بحجة ما اسماه "أنه يشكل خطراً امنياً".
وقال توفيق الطيراوي انّه وبعد خمس ساعات من التواجد في مطار اسطنبول أبلغه الأمن التركي أنه خطر على الأمن التركي .
وقال اللواء الطيراوي وهو رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية السابق انّ الامن التركي قرر اعادته الى الأردن .
وكان اللواء الطيراوي توجه بدعوة رسمية من سفارة فلسطين وحركة فتح الى اسطنبول للمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات.
وأبدت حركة فتح استغرابها مما قامت به السلطات التركية في بيان أصدرته اليوم جاء فيه" إن هذا الإجراء مستغرب ومستهجن بالرغم من العلاقات التي تربط تركيا بدولة فلسطين، مشيرا الى "أنه لا يوجد تفسير لهذا الإجراء في الوقت الذي تسمح فيه تركيا لآخرين في الساحة الفلسطينية من العبور والإقامة في ارضيها".
ومن جانبها لطفت الدبلوماسية الفلسطينية الاجواء وقال سفيرنا في تركيا فائد مصطفى أن احتجاز الطيراوي خطأ غير مقصود.