غياب الإعلام الفلسطيني و اعتماده على الرواية الإسرائيلية

1721518736
حجم الخط

في ظل استمرار انتفاضة القدس التي اندلعت بالثالث من أكتوبر المنصرم و تزايد الأوضاع حدة و ارتفاع أعداد الضحايا من كلا الجانبين وغياب الإعلام الفلسطيني بشكل ملحوظ عن الساحة الميدانية لنقل الحقيقة واعتماده على الرواية الإسرائيلية.

وبالحديث عن هذا الأمر أجرت وكالة خبر الفلسطينية للصحافة مقابلات منفصلة مع محللين وقيادات حزبية فلسطينية حيث قال المحلل السياسي لحركة الجهاد الإسلامي حسن عبدو إ"ن الإعلام العالمي يهيمن عليه اللوب الصهيوني و يتحكم به في معظم أرجاء العالم و يهدف بالمقام الأول سحق الشعب الفلسطيني بكونه الشعب العقبة بوجه العالم حسب نظرهم ويقوم جميع قوي العالم بمحاربته وطمس معالمه.

ولكني أقول بأننا الشعب الأكثر نضالا على وجه الخليقة و لكوننا شعب مضطهد ونقوم بواجبنا نحو بلادنا، وعلى الرغم من قيام  الحركة الصهيونية العالمية بالسيطرة على الإعلام العالمي  ألا وانه استطعنا تكوين أعلام حر وصل صوته لكافة أرجاء العالم.

و أضاف على الرغم من أن الحكومات العالمية تصدق الرواية الصهيونية بكافة ألوانها و أشكالها وأنهم يعلمون بأنها تحمل الأكاذيب المضللة  ولكن استطاع الإعلام الفلسطيني الغير حزبي و الرسمي بإيصال أصواتهم للشعوب .

 و نوه بان الإعلام الفلسطيني بشكله فان معظمه بل تقريبا جميعه يتبع للأحزاب و القيادات وهذا يخلق نوع من عدم النزاهة و الشفافية المهنية لأنها تصبح مهنة غير متكاملة المحاور و بالإضافة إلى الإعلام الحكومي الرسمي المقصر بعمله وبشكل كبير.

وهذا يجعل عدم وجود سياسة إعلامية فلسطينية واضحة المعالم والدليل على ذلك اعتماد الأعلام الحزبي والرسمي الفلسطيني على الرواية الإسرائيلية في ظل أحداث الانتفاضة على الرغم بأنهم يعلمون بأنها كاذبة ومضللة.

وقال مع انعدام الرواية الفلسطينية بتغطية الأحداث الجارية بالساحة الفلسطينية من قتل و دمار ومع انشغال القيادات الفلسطينية بالإشكاليات الداخلية والإعلام المحلى للأسف يترقب اى أمر بهذا الخصوص وليس بدافع نقل الحقيقة بل لأثاره التوتر 

.

وأشار أنني سأقولها وبكل وضوح إن الكادر الشبابي استطاع إن يغير مسار البوصلة إلى الطريق المناسب من خلال الإعلام الالكتروني الذي أوصل صوت الشعب إلى كافة بقاع الأرض.

وأما عضو المكتب السياسي كايد الغول بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  بدا حديثة بالأسف والندم على ما نراه من الإعلام الفلسطيني الرسمي والحزبي باعتماده على الرواية الإعلامية الإسرائيلية .

وهذه تعتبر اكبر ثغرة تاريخية تسجل على فلسطين و الإعلام الفلسطيني الذي عرف منذ انطلاقته بالإعلام الجريء صاحب الرواية المستقلة ويحمل هموم شعبه إلى العالم وبالفعل قد وصل إلى معظم المجتمعات العالمية.

واسنطرد قائلا  لكن ما نشهده ألان بان معظم الأخبار المتداولة في أعلامنا يكتب نقلا عن مصادر عبرية أو ذكر موقع عبري فهل هذا يعني بان فلسطين لا يوجد لديها إعلام مستقل، مضيفا و هل ستبقى فلسطين تبحث على إعلام مستقل يحمل صوتها وهمومها على عاتقه.

ونوه بان الإعلام سلاح ذو حدين لذلك تقوم الحركة الصهيونية العالمية بالتحكم به لكونه من اخطر الأسلحة العالمية و بالفعل فإنها تحكمت ولكن استطاع الشعب الفلسطيني بان يتخطي الخطوط الحمراء وإيصال صوته .

ولكنني أقول بان الفلسطينيين قد تراجعوا باعتمادهم على الرواية الفلسطينية وذلك يعود لغياب الوحدة الفلسطينية وأصبح الإعلام ينتظر متلهفا إلى أي حدث عن الملف الفلسطيني الداخلي لكي يبدأ يذم بهذا و يمدح بذاك و تبدأ الأوضاع بالتوتر أكثر مما كانت عليه سابقا.

و أضاف بالمقابل لا استطيع إن أغيب دور الشاب الفلسطيني الذي يعمل ليلا نهارا لأجل وطنه ويقوم بنقل الحقيقة كما هي للعالم اجمع و ذلك في ظل صعوبة الإمكانيات المتاحة أمامهم ولكنهم قد جعلوا من المواقع الالكترونية وسيلة سريعة لإيصال صوت بلادهم من خلالها.

وأشار فهذا خلق نوع من التوازن بالمعادلة الإعلامية وما أتمناه من هؤلاء الشباب الاستمرار لخدمة بلادهم حتى لو كلفهم ذلك حياتهم واتمني إن تنظر القيادة و تخدمهم وتوفر لهم ما يلزمهم لكي يستمروا بدلا من اللهو بالخلافات السياسية.

و ختم حديثه أنني أوجه رسالتي للقيادة الفلسطينية كفاكم استهتارا و غيابا عن شعبكم و أتمنى من الإعلام الفلسطيني إن يصحو من غفلته التي ستذهب بنا إلى االهلاك والدمار لكي نجلس تحت غطاء واحد يحمل اسم فلسطين.