استنكرت وزارة الخارجية والمغتربين، اليوم الأحد، بأشد العبارات الدعوات التي أطلقتها ما تسمى مجالس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، إلى تنظيم مسيرات استفزازية حاشدة في مناطق متفرقة من الضفة يوم غد الاثنين تحت عنوان (محاربة التوسع والبناء غير القانوني الفلسطيني) في المناطق المصنفة (ج).
واعتبرت الوزارة، في بيان لها، أنّ هذه الدعوات، عملية تحريض واسعة النطاق وامتداد لحرب الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة على الوجود الفلسطيني في تلك المناطق التي تشكل الغالبية العظمى من مساحة الضفة الغربية المحتلة.
وذكر أنّ هذه الدعوات تنسجم مع الاتفاقيات والتفاهمات التي تم نسجها بين أعضاء الائتلاف الحكومي "الإسرائيلي" الجديد، خاصة ما يتعلق بتشكيل لجنة حكومية رسمية تحت شعار (مراقبة البناء الفلسطيني غير القانوني) في المناطق المصنفة (ج)، بهدف تقويض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية.
و استهجنت الوزارة بشدة استمرار عدوان الاحتلال واعتداءات المستوطنين الوحشية ضد المواطنين الفلسطينيين في طول الضفة وعرضها، سيّما العدوان الآثم الذي حصل بالأمس ضد أهلنا الصامدين في حي الشيخ جراح، وإقدام المستوطنين على إطلاق النار بكثافة في قرية دير شرف في شمال الضفة وتعريض حياة المواطنين للخطر، وشروعهم وتحت حماية جيش الاحتلال بشق طرق جديدة في منطقة جبل العالم ببلدة نعلين غرب رام الله.
كما أدانت شروع قوات الاحتلال بشق طريق إستيطاني ضخم قرب قرية بيتا جنوب نابلس، وقيام المستوطنين بالاعتداء على المواطنين في قرية "التوانة" في مسافر يطا واصابة المسنة المقعدة فاطمة خليل الربعي (٧٠ عاماً) خلال جلوسها أمام منزلها، بالإضافة الى الشعارات والهتافات التي لا تتوقف من قبل ميليشيات المتطرفين ضد الرسول الأعظم والمعادية لكل ما هو عربي وفلسطينين مُحمّلة للاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن اعتداءات الجيش ومنظمات المستوطنين الإرهابية،
وقالت الوزارة: "نُلاحظ أن هناك ازدياداً ملحوظاً وجرأة أكبر من قبل المستوطنين لارتكاب المزيد من الجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين، وكأنهم أخذوا جرعة قوية وشجاعة وغطاء تحفيزي من شكل وتركيبة الحكومة "الإسرائيلية" الجديدة، ومن مواقف رئيسها المتطرف المعروفة".
وأضافت: "هناك عنف أكبر وأشد تمارسه قوات الاحتلال بحق شعبنا منذ استلام الحكومة الإسرائيلية الجديدة لمهامها، وهناك أيضا لا مبالاة متعمدة ومقصودة تجاه حقوق شعبنا وعدم اهتمام بردود الفعل الدولية، ما يعني أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة عكست نفسها حتى الآن كحكومة تصعيد في تعاملها مع الفلسطينيين".
وأشارت إلى أنّها تنظر الوزارة بخطورة بالغة لهذا التصعيد وتداعياته، وأنّها تضعه برسم الأمين العام للأمم المتحدة والمسؤولين الدوليين وإدارة الرئيس بايدن ووزير خارجيته،ِ سيّما وأن الإدارة الأمريكية وبعض الأطراف الدولية تُفضل الامتناع عن ممارسة أية ضغوطات على حكومة الاحتلال الجديدة لوقف عدوانها واستيطانها، وتختار منحها ما تحتاجه من غطاء زمني لتثبيت أقدامها في الحكم وإطالة أمدها حتى لو كان الفلسطيني وحقوقه ثمناً لذلك.