ليس طبيعياً أنّ تتوجه إلى مقر إحدى المؤسسات الخدماتية وتجده مغلقاً تحت أيّ ظرف كان، لكنّ هذا الأمر موجود بمدينة غزّة وفي مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى المُدون على أبوابه "ممنوع فتح المقر إلا بأمر من أبو عزيز الغرابلي!".
المقر مُغلق بأمر من مالك البناية
وبالحديث إلى مالك عمارة الغرابلي للإسكان، السيد أبو عزيز الغرابلي، قال: "إنّه أغلق مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، بسبب تراكم مبلغ مالي قدره 2000 دولار أمريكي على المؤسسة، وهو قيمة إيجار وكهرباء ومياه".
وأضاف الغرابلي في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم الأربعاء: "إنّه تم إغلاق المقر بعد المماطلة في تسديد المبالغ المتراكمة على المؤسسة"، مُردفاً: "طلب مني محاسب المؤسسة المسامحة بالمبالغ المتبقية بدعوى أنّ المبلغ بسيط وبسبب الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية"، وفق حديثه.
وتابع: "قيمة الإيجار السنوي وفق الاتفاق مع المؤسسة حوالي 3400 دولار أمريكي، ولم أتقاضى على مدار ثلاثة سنوات سوى 2180 دولار أمريكي فقط، ويتم خصم باقي المبلغ بدعوى ضرائب الدخل، وبلغت أضراري على مدار سنوات الإيجار حوالي 3800 دولار أمريكي".
وأشار إلى أنّ مديرة المؤسسة بغزّة، سهام القرم، طلبت منه التوجه إلى مكتبها للتفاهم حول الأمر، ولكنه رفض ذلك إلا بعد دفع كامل المبالغ المستحقة، حتى لا يتم ابتزازه ومنعاً للإحراج.
وختم الغرابلي حديثه، بالقول: "إنّ المقر سيبقى مُغلقاً حتى تسديد كامل المبالغ المستحقة"، مُضيفاً: "تواصلت في الفترة الأخيرة مع رئيس مؤسسة أسر الشهداء والجرحى، انتصار الوزير، والتي لم تُجيب على اتصالاتي على الرغم من وجود اتصالات سابقة بيني وبينها".
مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى
وفي تعقيب رئيس مؤسسة أسر الشهداء والجرحى، انتصار الوزير، أوضحت أنّ مالك البناية يرفض تسديد الضرائب المستحقة عليه، ولم يعترف بها، لافتةً إلى أنّ وزارة المالية خصمت الضرائب المستحقة عليه، وهي إجراءات وزارية ليس للمؤسسة علاقة بها.
وتابعت الوزير في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "المؤسسة سددت كامل الرسوم وتلقى الغرابلي كامل حقوقه المالية، وأيضاً وزارة المالية خصمت الضرائب المستحقة"، مُبيّنةً أنّ مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى بصدد نقل مقرها إلى مكان آخر.
تسديد الإيجار
من جانبه، لفت نائب رئيس مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، خالد جبرين، إلى أنّ السلطة الفلسطينية تمر بأزمة مالية خانقة، وعلى الرغم من ذلك تم تحويل شيك لمالك البناية بتاريخ 2021/5/4م، وهي قيمة الإيجار عن السنة الماضية، أيّ لم يتبقى له مستحقات إيجارية حتى تاريخ 2021/3/1م، وما تبقى له فقط قيمة شهرين".
وطالب جبرين، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، مالك البناية السيد أبو عزيز الغرابلي، بفتح مقر المؤسسة حتى لا يتم اللجوء إلى الطرق القانونية.
وبالحديث عن وجود مستحقات عن بدل الكهرباء والمياه لمالك البناية، قال جبرين: "عليه أنّ يُرسل ما لديه من أوراق ثبوتية بهذا الخصوص، ومن ثم يتم مطالبة وزارة المالية بصرف مستحقاته".
الغرابلي يرد مُجدّداً
وفي رد الغرابلي على تعقيب مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، قال: "أطالب بتحويل قيمة الضريبة التي تم خصمها لصالح حكومة رام الله إلى قطاع غزّة، ودفع المياه والكهرباء المستحقة، وتسديد أجرة الشهرين المتبقيين، حتى يتم فتح أبواب المؤسسة من جديد".