قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مريم أبو دقة، إنّ رفض سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" دعوة الأمم المتحدة النظر برأفة إلى قضية المعتقلة الفلسطينية خالدة جرار، والسماح لها بالمغادرة لحضور مراسيم تشييع ابنتها سهي "31 عامًا" التي تُوفيت إثر سكتة قلبية في شقتها بمدينة رام الله، يعكس سلوك المحتل المجرم الذي يسرق حياة كل شعبنا الفلسطيني.
احتلال عنصري
وشدّدت أبو دقة في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم الثلاثاء، على أنّ الأسيرة خالدة شكَّلت تحدياً لكيان الاحتلال المزعوم، مُستدركةً: "لم نكن متفائلين للحظة بسماح الاحتلال للأسيرة خالدة بالمشاركة في تشيع جثمان ابنتها".
وأضافت: "الاحتلال خارج السياق القانوني للعالم، بل ينتهك القانون الدولي في كل لحظة، لأنّ القانون الدولي يُؤكّد على عدم وجود احتلال في العالم"، لافتةً إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي آخر احتلال استيطاني توسعي لا أخلاقي عنصري في العالم على وجه الأرض.
وأشارت إلى أنَّ سلوك الاحتلال طبيعي في وقتٍ يسمح فيه للمجرم الذي قتل عمال فلسطينيين في قطاع غزّة إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987، بالخروج من السجن للمشاركة في تشييع أحد أفراد عائلته، بينما أم فلسطينية مناضلة عن حريتها وحرية شعبها لا يُسمح لها بإلقاء نظرة الوداع على ابنتها.
ورأت أنّ الاحتلال يسعى من هذه السياسية العنصرية لكسر إرادتها؛ مُردفةً: "لكننا نقول للاحتلال ومن يدعمه، إنَّ قوة وصمود أبناء شعبنا وقيادته لن يكسرها أيّ وجع مهما كان حجمه؛ ومن يشعر به النبلاء ومن لديه إنسانية وليس المجرمين كالمحتلين".
وأُطلقت حملة لإطلاق سراح الأسيرة خالدة جرار، وجاء في الدعوة لهذه الحملة " بدلاً من أنّ نسلّم بأنّ المناضلة القيادية عضو المجلس التشريعي سابقاً خالدة جرار لن تودّع ابنتها سهى، والتي أُعلن عن وفاتها، وإذ تقبع جرار في سجون الاحتلال منذ ما يقارب عامين، ومن المفترض أنّ تُنهي حكمها خلال شهرين، لنعمل محلياً ودولياً لتشكيل الضغط اللازم على إدارة سجون الاحتلال لإطلاق سراح جرار في أقرب موعد حتى يتسنّى لها وداع ابنتها، وممارسة أبسط حقوقها الإنسانية".
39 أسيرة داخل سجون الاحتلال
وبالحديث عن تسليط رفض الاحتلال للأسيرة جرار المشاركة في تشييع جنازة ابنتها، على وضع الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، قالت أبو دقة: "إنّه على السلطات الإسرائيلية أنّ تنظر برأفة إلى قضية المعتقلة الفلسطينية خالدة جرار، والسماح لها بالمغادرة لحضور مراسم تشييع جثمان ابنتها.
وتابعت: "إنّ 39 أسيرة داخل سجون الاحتلال من بينهم 19 أمَّا، فعلى سبيل المثال لا الحصر، الأسيرة المقدسية إسراء الجعابيص التي لم يعد ابنها يعرف ملامح وجهها من الحروق التي تسبب بها الاحتلال أثناء اعتقالها".
وأضافت: "الأسيرات يعانيهن من سياسية الإهمال الطبي والتعذيب النفسي برفض الاحتلال الزيارات العائلية وتمكينهن من احتضان أبنائهن"، مُشيرةً إلى انّ تسليط الضوء على قضية الأسيرات والأسرى داخل سجون الاحتلال، واجب وطني وأخلاقي وإنساني.
ثبات على المبادئ
أما عن رسالة د. مريم أبو دقة للأسيرة خالدة، قالت أبو دقة: "لا توجد كلمات توفيها حقها هي وأسرتها المناضلة؛ ولكني أثق تمامًا أنَّ خالدة موقفها أمام أيّ فقدان لأيّ أم فلسطينية وهو فقدان لها، وبالتالي لا يمكن أنّ تتنازل قيد أنملة عن مبادئها وقوتها التي تُشكل قوة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني وبناته".
وختمت أبو دقة رسالتها، بالقول: "إنّ خالدة تُعطي الصورة النموذجية للمرأة الفلسطينية المتشبثة بأرضها وحريتها وقناعتها ودفاعها عن حقوق شعبنا، لا يُمكن أنّ تمسها شائبة أمام هذا الإجرام وستزداد شموخًا وعراقة، ونقول لها نحن معك وكل أبناء الشعب الفلسطيني هم أبنائك وأخواتك وستبقي دائماً في عرين الأسود شامخةً رغم أنف المحتل".
وخالدة جرار من أبرز الرموز السياسية والمجتمعية الفلسطينية، حيث عُرفت بنشاطها السياسي والوطني والنسوي، واُعتقلت لمرات عدّة على هذه الخلفية، آخرها اعتقالها في نهاية عام 2019.
وتُعدّ جرار من القيادات البارزة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واُنتخبت عضواً في المجلس التشريعي السابق، كما تقبع في سجون الاحتلال منذ ما يقارب عامين ومن المفترض أنّ تُنهي حكمها خلال شهرين.
كما خضعت جرار خلال فترة اعتقالها الأخيرة لضغوط نفسية، فمُنعت من زيارة عائلتها بانتظام بحجة الكورونا، وتمكنت العائلة من زيارتها 3 مرات فقط خلال عام و 4 أشهر.