فساتين الزفاف.. رحلة بين قرنين تعكس تغيّر ثقافة وذوق الإنسانية

1280x960 (1)
حجم الخط

من فساتين كثيرة الزخارف بأكمام منتفخة وقماش الدانتيل المنساب كذيل طويل وراء العروس، إلى فساتين تجعل من العروس حورية بحر حين ترتديه، اختلفت موضة فساتين الزفاف عبر العقود، لكنها بقيت تعبّر عن طراز الحياة في كل عصر، وميول المجتمع للبساطة أو الفخامة، ووضعه الاقتصادي وثقافته العامة أيضاً.

قد يتسّم كل عقد من العقود السابقة بشكل معين كان دارجاً في حينه للباس العروس يوم زفافها، إلا أن العقد الأخير نظراً لوسائل التواصل والتكنولوجيا المتطورة جعل من الموضة أكثر تنوعاً واختلافاً، فهي تضيف صرعات حديثة لكنها ما زالت تستوحي التصميمات من العقود المختلفة من القرن الماضي.

وللاطلاع على تغيّر موضة فساتين الزفاف خلال القرن الماضي، رصد "الخليج أونلاين" وجمع صوراً وتفاصيل حول مميزات الفساتين على مر السنوات، منذ عام 1900 حتى العقد الثاني من القرن الـ21.

- فستان الملكة فكتوريا

وكما يظهر في الصورة أدناه، تميّزت فساتين الزفاف بالسنوات العشر الأولى من القرن العشرين (1900-1910) بفساتين ذات الأكمام الطويلة والخصر المتوسط والياقة العالية أيضاً، يثبّت فيها طوق يزيّن الرقبة المغطاة. كما كانت القفازات الطويلة جزءاً أساسياً من الفستان والذيل الطويل كذلك.

1900

وقد أطلقت هذه الموضة على يد الملكة فيكتوريا، ملكة بريطانيا، عندما ارتدت فستاناً أبيض يوم زفافها من الأمير ألبرت، حتى ذلك الحين كان من المعتاد أن ترتدي العروس فستاناً ملوناً، وردياً مثلاً أو بنفسجياً فاتحاً، لكن الملكة فكتوريا استحدثت اللون الأبيض ليبقى موضة لأكثر من قرن.

- فستان إدواردو

في السنوات ما بين 1910 و1919، بدأ اهتمام العروس يزيد بالمكياج، أما الفستان فأصبحت الموضة تفرض عليه الوسط العالي والأكمام القصيرة وتزّينه بالورود أحياناً كثيرة، ولم تعد القفازات الطويلة شائعة ولا الياقات العالية التي تغطي الرقبة، وقد أحدث هذا التغيير بعد أن انتهى تأثير فترة "إدواردو" المعروفة في عالم الموضة والتي امتدت حتى عام 1910.

1910s

- الفستان القصير

أما في العشرينات من القرن العشرين فقد أصبحت الفساتين أقصر من السابق، أي أصبح طولها يغطي الركبة وجزءاً من الساق وأصبحت الياقة أوسع وتكشف أكثر والأكمام قصيرة، ولم يعد دارجاً أن يكون الخصر ضيقاً بل أصبح الفستان فضفاضاً، لكن موضة القفازات الطويلة عادت في تلك الفترة وازداد الاهتمام بتزيين الوجه بالمكياج والرقبة بالعقود والإكسسوارات.

1920s

- الفستان الأكثر ستراً

وفساتين الثلاثينات تميّزت أيضاً باستخدام الورود والأزرار والأكمام الطويلة والياقة العالية، وقد عادت موضة الوسط الضيق على عكس العقد الذي سبقه. كما أن طول الفستان ازداد وأصبح يغطي الساق كاملة لكنه لا يصل حتى الأرض، أي أن الطراز العام للفستان أصبح أكثر ستراً وأقل كشفاً للجسم.

1930

- فستان الحرب

أما فساتين الأربعينات فقد كانت مختلفة إلى حد كبير، بعد إضافة صرعة الأكمام ذات الأكتاف المنفوخة والقفازات القصيرة بدل الطويلة، والاهتمام بالقسم العلوي للفستان وتطريز قماشه بالتفاصيل الصغيرة، وتغيير شكل الياقة التقليدي البيضوي أو المثلث لشكل جديد كما يظهر في الصورة أدناه.

وقد انتشرت هذه الفساتين بشكل كبير في تلك الفترة نظراً لأنها كانت فترة حرب ضاقت فيها الحالة الاقتصادية للناس في أوروبا، وأصبح شراء فساتين الأعراس يتم عن طريق كوبونات تستخدم في متاجر محددة، لذا كان هناك تشابه كبير بين الفساتين في تلك الفترة.

1940

- فستان الطرحة القصيرة

وفي سنوات الخمسين عادت القفازات الطويلة وأصبحت الطرح قصيرة إلى حد كبير لا تغطي إلا جزءاً صغيراً من تسريحة الشعر، كما أن تنورة الفستان أخذت تنتفخ كثيراً باستخدام قطعة خاصة تحتها، والاهتمام كان أكثر بالجزء العلوي من الفستان، وكان الخصر ضيقاً ومنخفضاً ومزيناً. واشتهر هذا الطراز لكونه صمم عن طريق شركة "ديور" الشهيرة التي أحدثت "ثورة" في عالم الموضة في تلك السنوات.

 

1950

- الفستان المرصع

وفي الستينات عاد خصر الفستان ليصبح عالياً ومزيناً بعقدة على شكل وردة ومرصعاً بحليّ أخرى، وبقيت الطرحة قصيرة مع إضافة ما يشبه القبعة كنوع من التغيير والتطوير في شكلها، وتميزت الفساتين بكونها أكثر بساطة، فالتنورة منتفخة كما في الخمسينات لكن أضيف لها ذيل منساب على الأرض.

1960

- فستان عصر التحول

أما فساتين السبعينات فقد أعارت اهتماماً أكبر للتنورة وأصبحت تضيف عليها الزخارف وتصممها على شكل طبقات مختلفة، وأضافت أيضاً الياقة المفتوحة على شكل مربع أحياناً، كما أصبحت الأكمام واسعة وطويلة من قماش ناعم. ويعتبر هذا القرن نقطة تحول في عالم تصميم فساتين الزفاف، الذي أصبح منذ ذلك الحين مجالاً هاماً في عالم الأعمال، له سوق وفيه متنافسون كثر.

1970

1970s

- فستان الأميرة ديانا

وفساتين الثمانينات التي غالباً ما يراها جيل الشباب اليوم في صور حفلات زفاف أهاليهم والجيل السابق من عائلاتهم، كانت متأثرة بطراز الكاتدرائية المسيحية، الذي يهتم بوجود ذيل طويل للفستان، ونذكر في هذا السياق فستان الأميرة ديانا في المملكة المتحدة، الذي اشتهر بذيله الطويل للغاية والذي اعتبر أجمل فستان في ذلك العقد وفستاناً خالداً في الموضة العالمية للأبد.

1980

- فستان البساطة

أما سنوات التسعين فقد اعتمدت البساطة في التصميم مستخدمة التنورة المنسابة غير المنتفخة، وأصبح الكشف عن اليدين والأكتاف والرقبة موضة رائجة، كما عادت القفازات الطويلة والطرحة أيضاً لتطول أكثر وتغطي جزءاً كبيراً من الظهر، ولم تعتمد موضة تلك السنوات على التطريز أو الأحجار المرصعة.

1990

- فستان القرن الحادي والعشرون

وجاء القرن العشرين لينقل الفساتين نقلة كبيرة، فلم تعد بسيطة كما كانت وأصبحت الزينة والأحجار المرصعة واللامعة من المواد الهامة المستخدمة في التصميم، كما أن الفستان أصبح أكثر كشفاً عن اليدين والأكتاف، والاهتمام لم يقتصر على الجزء العلوي من الفستان لكن أيضاً الجزء السفلي أي التنورة، ولم تعد الطرحة دارجة إلا فيما ندر واستبدلت بإكسسوارات زينة.

2000

ولا يعتبر هذا التغيير مستبعداً بل ملائماً للقرن الواحد والعشرين، الذي أصبحت فيه معدلات الاستهلاك عالية ورغبة الناس بالتميّز والتغيير أكبر، كما أن السوق أصبح تنافسياً أكثر، وهو ما يأتي بالاتساق مع التطور التكنولوجي وزيادة التنوع والسرعة في تغيّر الموضة وفرضها على غالبية المجتمعات، ففي حين كانت الأعراس في السابق تختلف عن بعضها بحسب البيئة، تقلصت الفروقات في عصر العولمة.

- فستان البساطة والفخامة

وبالعودة إلى البساطة، يحمل العقد الحالي حباً جديداً للبساطة التي لا تخلو من الفخامة، فعادت موضة الأكمام الطويلة وراجت الفساتين الضيقة التي تجعل من العروس حورية بحرية، وعادت موضة الطرح الطويلة جداً لتضيف وقاراً على الزفاف، كما أن التنورة لم تعد تبدأ من الخصر كما كانت من قبل، وزاد الاهتمام بالتفاصيل التي تزيّن الفستان دون الإفراط فيها.

2015

المواضيعمن فساتين كثيرة الزخارف بأكمام منتفخة وقماش الدانتيل المنساب كذيل طويل وراء العروس، إلى فساتين تجعل من العروس حورية بحر حين ترتديه، اختلفت موضة فساتين الزفاف عبر العقود، لكنها بقيت تعبّر عن طراز الحياة في كل عصر، وميول المجتمع للبساطة أو الفخامة، ووضعه الاقتصادي وثقافته العامة أيضاً.

قد يتسّم كل عقد من العقود السابقة بشكل معين كان دارجاً في حينه للباس العروس يوم زفافها، إلا أن العقد الأخير نظراً لوسائل التواصل والتكنولوجيا المتطورة جعل من الموضة أكثر تنوعاً واختلافاً، فهي تضيف صرعات حديثة لكنها ما زالت تستوحي التصميمات من العقود المختلفة من القرن الماضي.

وللاطلاع على تغيّر موضة فساتين الزفاف خلال القرن الماضي، رصد "الخليج أونلاين" وجمع صوراً وتفاصيل حول مميزات الفساتين على مر السنوات، منذ عام 1900 حتى العقد الثاني من القرن الـ21.

- فستان الملكة فكتوريا

وكما يظهر في الصورة أدناه، تميّزت فساتين الزفاف بالسنوات العشر الأولى من القرن العشرين (1900-1910) بفساتين ذات الأكمام الطويلة والخصر المتوسط والياقة العالية أيضاً، يثبّت فيها طوق يزيّن الرقبة المغطاة. كما كانت القفازات الطويلة جزءاً أساسياً من الفستان والذيل الطويل كذلك.

1900

وقد أطلقت هذه الموضة على يد الملكة فيكتوريا، ملكة بريطانيا، عندما ارتدت فستاناً أبيض يوم زفافها من الأمير ألبرت، حتى ذلك الحين كان من المعتاد أن ترتدي العروس فستاناً ملوناً، وردياً مثلاً أو بنفسجياً فاتحاً، لكن الملكة فكتوريا استحدثت اللون الأبيض ليبقى موضة لأكثر من قرن.

- فستان إدواردو

في السنوات ما بين 1910 و1919، بدأ اهتمام العروس يزيد بالمكياج، أما الفستان فأصبحت الموضة تفرض عليه الوسط العالي والأكمام القصيرة وتزّينه بالورود أحياناً كثيرة، ولم تعد القفازات الطويلة شائعة ولا الياقات العالية التي تغطي الرقبة، وقد أحدث هذا التغيير بعد أن انتهى تأثير فترة "إدواردو" المعروفة في عالم الموضة والتي امتدت حتى عام 1910.

1910s

- الفستان القصير

أما في العشرينات من القرن العشرين فقد أصبحت الفساتين أقصر من السابق، أي أصبح طولها يغطي الركبة وجزءاً من الساق وأصبحت الياقة أوسع وتكشف أكثر والأكمام قصيرة، ولم يعد دارجاً أن يكون الخصر ضيقاً بل أصبح الفستان فضفاضاً، لكن موضة القفازات الطويلة عادت في تلك الفترة وازداد الاهتمام بتزيين الوجه بالمكياج والرقبة بالعقود والإكسسوارات.

1920s

- الفستان الأكثر ستراً

وفساتين الثلاثينات تميّزت أيضاً باستخدام الورود والأزرار والأكمام الطويلة والياقة العالية، وقد عادت موضة الوسط الضيق على عكس العقد الذي سبقه. كما أن طول الفستان ازداد وأصبح يغطي الساق كاملة لكنه لا يصل حتى الأرض، أي أن الطراز العام للفستان أصبح أكثر ستراً وأقل كشفاً للجسم.

1930

- فستان الحرب

أما فساتين الأربعينات فقد كانت مختلفة إلى حد كبير، بعد إضافة صرعة الأكمام ذات الأكتاف المنفوخة والقفازات القصيرة بدل الطويلة، والاهتمام بالقسم العلوي للفستان وتطريز قماشه بالتفاصيل الصغيرة، وتغيير شكل الياقة التقليدي البيضوي أو المثلث لشكل جديد كما يظهر في الصورة أدناه.

وقد انتشرت هذه الفساتين بشكل كبير في تلك الفترة نظراً لأنها كانت فترة حرب ضاقت فيها الحالة الاقتصادية للناس في أوروبا، وأصبح شراء فساتين الأعراس يتم عن طريق كوبونات تستخدم في متاجر محددة، لذا كان هناك تشابه كبير بين الفساتين في تلك الفترة.

1940

- فستان الطرحة القصيرة

وفي سنوات الخمسين عادت القفازات الطويلة وأصبحت الطرح قصيرة إلى حد كبير لا تغطي إلا جزءاً صغيراً من تسريحة الشعر، كما أن تنورة الفستان أخذت تنتفخ كثيراً باستخدام قطعة خاصة تحتها، والاهتمام كان أكثر بالجزء العلوي من الفستان، وكان الخصر ضيقاً ومنخفضاً ومزيناً. واشتهر هذا الطراز لكونه صمم عن طريق شركة "ديور" الشهيرة التي أحدثت "ثورة" في عالم الموضة في تلك السنوات.

 

1950

- الفستان المرصع

وفي الستينات عاد خصر الفستان ليصبح عالياً ومزيناً بعقدة على شكل وردة ومرصعاً بحليّ أخرى، وبقيت الطرحة قصيرة مع إضافة ما يشبه القبعة كنوع من التغيير والتطوير في شكلها، وتميزت الفساتين بكونها أكثر بساطة، فالتنورة منتفخة كما في الخمسينات لكن أضيف لها ذيل منساب على الأرض.

1960

- فستان عصر التحول

أما فساتين السبعينات فقد أعارت اهتماماً أكبر للتنورة وأصبحت تضيف عليها الزخارف وتصممها على شكل طبقات مختلفة، وأضافت أيضاً الياقة المفتوحة على شكل مربع أحياناً، كما أصبحت الأكمام واسعة وطويلة من قماش ناعم. ويعتبر هذا القرن نقطة تحول في عالم تصميم فساتين الزفاف، الذي أصبح منذ ذلك الحين مجالاً هاماً في عالم الأعمال، له سوق وفيه متنافسون كثر.

1970

1970s

- فستان الأميرة ديانا

وفساتين الثمانينات التي غالباً ما يراها جيل الشباب اليوم في صور حفلات زفاف أهاليهم والجيل السابق من عائلاتهم، كانت متأثرة بطراز الكاتدرائية المسيحية، الذي يهتم بوجود ذيل طويل للفستان، ونذكر في هذا السياق فستان الأميرة ديانا في المملكة المتحدة، الذي اشتهر بذيله الطويل للغاية والذي اعتبر أجمل فستان في ذلك العقد وفستاناً خالداً في الموضة العالمية للأبد.

1980

- فستان البساطة

أما سنوات التسعين فقد اعتمدت البساطة في التصميم مستخدمة التنورة المنسابة غير المنتفخة، وأصبح الكشف عن اليدين والأكتاف والرقبة موضة رائجة، كما عادت القفازات الطويلة والطرحة أيضاً لتطول أكثر وتغطي جزءاً كبيراً من الظهر، ولم تعتمد موضة تلك السنوات على التطريز أو الأحجار المرصعة.

1990

- فستان القرن الحادي والعشرون

وجاء القرن العشرين لينقل الفساتين نقلة كبيرة، فلم تعد بسيطة كما كانت وأصبحت الزينة والأحجار المرصعة واللامعة من المواد الهامة المستخدمة في التصميم، كما أن الفستان أصبح أكثر كشفاً عن اليدين والأكتاف، والاهتمام لم يقتصر على الجزء العلوي من الفستان لكن أيضاً الجزء السفلي أي التنورة، ولم تعد الطرحة دارجة إلا فيما ندر واستبدلت بإكسسوارات زينة.

2000

ولا يعتبر هذا التغيير مستبعداً بل ملائماً للقرن الواحد والعشرين، الذي أصبحت فيه معدلات الاستهلاك عالية ورغبة الناس بالتميّز والتغيير أكبر، كما أن السوق أصبح تنافسياً أكثر، وهو ما يأتي بالاتساق مع التطور التكنولوجي وزيادة التنوع والسرعة في تغيّر الموضة وفرضها على غالبية المجتمعات، ففي حين كانت الأعراس في السابق تختلف عن بعضها بحسب البيئة، تقلصت الفروقات في عصر العولمة.

- فستان البساطة والفخامة

وبالعودة إلى البساطة، يحمل العقد الحالي حباً جديداً للبساطة التي لا تخلو من الفخامة، فعادت موضة الأكمام الطويلة وراجت الفساتين الضيقة التي تجعل من العروس حورية بحرية، وعادت موضة الطرح الطويلة جداً لتضيف وقاراً على الزفاف، كما أن التنورة لم تعد تبدأ من الخصر كما كانت من قبل، وزاد الاهتمام بالتفاصيل التي تزيّن الفستان دون الإفراط فيها.

2015

المواضيع