كشفت وسائل إعلام عبرية، أن شركة تعمل في مجال الخرائط، نشرت صورًا ذات دقة عالية لمواقع سريّة ومنشآت حساسة في "إسرائيل"، وذلك في خطوة مسبوقة، وجعلتها متاحة أمام كل من يرغب بالاطلاع على تلك الأماكن التي من بينها مفاعل ديمونا النووي جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووفقًا لما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، أشارت إلى أنه إضافة إلى مفاعل ديمونا، سيكون بإمكان المهتمين رؤية مكان رسو الغواصات الإسرائيلية ومنشآت سرية أخرى بدقّة عالية.
يشار إلى أن دولة الاحتلال، دأت في بناء مفاعل ديمونا النووي سرا في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، بمساعدة سرية من الحكومة الفرنسية، في صحراء خالية بالقرب من ديمونا الواقعة على بعد 90 كيلومترا جنوب القدس المحتلة، وقد أخفت الغرض العسكري للموقع لسنوات عن الولايات المتحدة، الحليف الرئيس لها، حتى أنها أشارت إليه على أنه مصنع نسيج.
ولفتت الصحيفة العبرية الانتباه إلى أن التحديث الذي قامت به شركة خرائط "ماب بوكس" لصور الأقمار الصناعية الخاصة بدولة الاحتلال أدى إلى زيادة دقّة الصور من مترين لكل بكسل إلى نصف متر لكل بكسل، وقالت: "إن هذا التحديث بات يتيح لأيٍ كان، رؤية الصور بدقة عالية، اعتباراً من يوم الثلاثاء الماضي، الأمر الذي أثار مخاوف لدى بعض القادة الأمنيين في إسرائيل".
وقللت الصحيفة العبرية من شأن تلك المخاوف، إلا أنها نقلت عن خبير نظم المعلومات الجغرافية الإسرائيلي هاريل دان، قوله: "إن السماء لن تسقط، حتى لو كان بإمكان الجميع جعل سطح المكتب الخاص بهم (حواسيبهم وهواتفهم الذكية)، صورة لقاعدة "سدوت ميخا" التابعة للقوات الجوية التابعة لجيش الاحتلال، والتي، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية، تضم منظومة صواريخ محمّلة برؤوس نووية".
وذكر دان أن "كل تلك المعلومات كانت متاحة لأي شخص يحتاجها وهو على استعداد لدفع ثمنها"، مؤكداً على أن الأمر لم يكن مفاجئاً، في إشارة إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان أصدر في منتصف العام الماضي مرسوماً يتيح للشركات الأمريكية التقاط صور عالية الجودة للمواقع في الأراضي المحتلة، ليلغي بذلك حظراً كان مفروضاً على نشر صور عالية الدقة من "إسرائيل" كان قد تضمنه قانون صادر من الكونغرس عام 1997، بناء على طلب إسرائيلي.