ألغى رئيس القائمة العربية المشتركة في البرلمان الإسرائيلي أيمن عودة امس الخميس الكلمة التي كان من المفترض أن يلقيها أمام مؤتمر "رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى" وهي أكثر المنظمات اليهودية الأميركية تأثيراً ، وذلك بسبب تشارك مكان القاء الخطاب مع "مقر الوكالة اليهودية" شبه الحكومية التي "تمارس التميز العنصري ضد المواطنين العرب في إسرائيل كما ضد الفلسطينيين".
وحسب تصريحات منظمي اللقاء، فقد رفض عودة التوجه إلى مكان المؤتمر رغم أنه دخل بهو (لوبي) العمارة بسبب تشارك "الوكالة اليهودية" مع مكاتب "مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية" في طابق واحد.
وقال عودة في معرض شرحه للاسباب التي دفعته لاتخاذ قرار بإلغاء الخطاب في بيان وزعه الخميس "لقد جئت إلى هنا لتمثيل الجمهور العربي في إسرائيل أمام الجمهور الأميركي، بصفتي ممثلا لهم، ولا أستطيع المشاركة بضمير مرتاح في لقاءات في مكاتب المنظمات التي يتسبب عملها بتشريد المواطنين العرب"، مشيرا إلى انه "كما هو الحال في الكنيست، فنحن لا نشارك في وزارة الدفاع أو وزارة الخارجية ووزارة استيعاب الهجرة".
واوضح عودة في بيانه "خلال زيارتي إلى الولايات المتحدة، تحدثت مع مجتمعات يهودية وفلسطينية حول الحاجة إلى نضال مشترك لمستقبلنا المشترك، بالاستناد على الاحترام المتبادل والاستقلال للشعبين، وأن رفض مؤتمر الرؤساء عقد اللقاء في موقع آخر يظهر عدم فهم وقلة احترام عميقين".
يشار إلى أن أكثر من عشرين ممثلا عن المنظمات المشاركة في "مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى" كانوا في انتظار عودة، وعندما علموا بقراره نزل نائب المدير التنفيذي لمؤتمر الرؤساء مالكولم هونلين الى بهو العمارة في محاولة لإيجاد حل، فيما حاولت عضو الكنيست الاسرائيلي ميراف ميخائيلي (المعسكر الصهيوني) تخفيف واحتواء التصعيد مقترحة أن يعقد اللقاء مع عودة في طابق آخر في ذات المبنى، الذي يضم مكاتب الحركة الإصلاحية، إلا أن المكان لم يكن متوفراً "مع العلم أننا ما كنا لنقبل تغيير المكان حتى لو كان متوفراً كون أن هذا هو مكان الاجتماع المحدد سلفا" حسب قول هونلين.
وأحتج هونلين متسائلا "هل يتوجب علي نقل مكان اللقاء لأن عضو كنيست يرفض الحضور إلى الطابق وكأن هناك نوع من التلوث في المكان لأن هناك حضور صهيوني؟"، مؤكدا أن الغرفة التي خصصت للاجتماع لا تحمل اسم أو شعار "الوكالة اليهودية".
وأخبر هونلين الصحافة "لقد سألته، كيف تذهب إلى الكنيست؟"، مشيرا الى أنه لدى إعلامه المجتمعين بقرار عودة شعروا بالغضب وأن "المنظمة ستستمر بتوفير منتدى مفتوح للنقاش ولكننا سنحافظ على المبادئ التي لا ينبغي انتهاكها؛ لدينا قادة عرب يأتون إلى هناك كل الوقت. لم يكن لدينا أبدا شخص قال لنا لا أستطيع دخول طابقكم ".
يشار إلى أن كل من ستيفن غرينبرغ، المديرالتنفيذي لمنظمة مؤتمر الرؤساء، ونائبه هونلين قالا في رد رسمي على رئيس "القائمة المشتركة" ايمن عودة أن المنظمة "أُصيبت بالإزعاج والصدمة العميقين جراء رفض عودة الوفاء بالتزامه بالتحدث أمام المؤتمر، لأن مكاتبنا مشتركة مع الوكالة اليهودية، ومنظمات صهيونية أخرى".
يذكر أن عضو الكنيست عود يزور حالياً الولايات المتحدة الاميركية ، حيث التقى مع مسؤولين في الإدارة الأميركية وأعضاء في الكونجرس وممثلين عن مراكز الفكر والأبحاث.