الفلسطيني عمار مصطفى: رحلة من مخيمات اللجوء إلى كبرى المؤسسات التعليمية في بريطانيا

20151312202052
حجم الخط

ايتون (المملكة المتحدة) - أ.ف.ب: يروي الشاب الفلسطيني عمار مصطفى مسيرته الطموحة من طفولته في ليبيا الى مخيمات اللاجئين في سورية ولبنان، وانتهاء بمدرسة ايتون كوليدج البريطانية المرموقة التي خرجت كبار شخصيات بريطانيا مثل ديفيد كاميرون والاميرين ويليام وهاري. فبفضل النتائج الدراسية الممتازة التي حققها عمار، وبمساعدة من مؤسسة كوغيتو سكولارشيب، تمكن من الدخول الى اكثر المؤسسات التعليمية رقيا في بريطانيا، وفيها درست شخصيات لامعة في هذا البلد، منهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، ورئيس بلدية لندن بوريس جونسون، والاميران ويليام وهاري. ويقول عمار لمراسل وكالة فرانس برس، "انها فرصة تغير حياتي.. عيش هذه التجربة الرائعة في بريطانيا جعلني اشعر اني ربما قادر على التغيير في مجتمعي". ولد عمار في ليبيا، وحين كان في عمر السنتين رحل به والده مع والدته واشقائه الثلاثة الى مخيم اليرموك في دمشق حيث عمل الوالد تقنيا كهربائيا. لم يكن مخيم اليرموك مخيما بما تعنيه الكلمة، وانما كان حيا من احياء دمشق بلغ عدد سكانه 160 الفا قبل اندلاع الاحداث في سورية وتحوله الى ساحة معارك بين القوات النظامية والمعارضة. واليوم لم يبق من سكانه سوى 18 الفا. ويروي عمار "تركنا المخيم عشية قصفه" في العام 2012، متجهين الى مخيم البرج الشمالي في صور جنوب لبنان. ويقول، "كلمة مخيم في لبنان وسورية تعني تجمعات اللاجئين الفلسطينيين"، علما انها احياء سكنية وليست تجمعات للخيم. في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التفت اليه استاذ الفيزياء البريطاني بيتر مان، وقرر مساندته. ويقول الاستاذ، "عمار خجول جدا وهادئ، لكن نتائجه الدراسية ممتازة، وهو مختلف عن اترابه، فكلهم كانوا يحلمون مثلا بان يصبحوا مهندسين مدنيين، اما هو فكان يحلم بالهندسة الداخلية". الا ان عمار الذي يستعد الآن لطرق ابواب كبرى الجامعات البريطانية والاميركية، يبدو انه غير رأيه. ويقول، "بعد التخرج من الجامعة انوي البقاء في اوروبا او الولايات المتحدة للعمل، لكن هدفي على المدى البعيد هو العودة الى لبنان ومساعدة الفلسطينيين كمهندس مدني". بانتظار ذلك، يعيش عمار وقتا ممتعا يمضيه في استكشاف محيطه، ولعب السكواش وكرة المضرب وكرة القدم والعاب الفيديو، اضافة الى تعلم فن التصوير الفوتوغرافي. لكن اقامته في بريطانيا لا تخلو من المصاعب، فاللغة "هي التحدي الاكبر" اضافة الى الاشتياق الى مأكولات والدته، وهي سمة عامة لدى الشرقيين في المدرسة، بحسب ما تقول فرانشيسكا مولتري المسؤولة في هذه المؤسسة التعليمية. وبحسب مولتري، فإن "الاستفادة من هذه التجربة متبادلة، اذ ان هؤلاء التلاميذ (الآتين من الشرق الاوسط) يكتسبون الكثير هنا، لكنهم ايضا يفتحون آفاقا جديدة لزملائهم الذين يتشاركون معهم الحياة اليومية". يبدي عمار سعادته بالنظام التعليمي في مدرسته الجديدة، ففي لبنان كان يتلقى 14 مادة تركز بمعظمها على "الحفظ غيبا"، اما في ايتون فهو يدرس الرياضيات والرياضيات المعمقة والفيزياء، ويعيش تجربة كانت مستحيلة في مدرسته في صور وهي تجربة اكتساب المعارف في المختبر. اضافة الى تفوق عمار، كان لمؤسسة كوغيتو سكولارشيب الفضل الاكبر في اتاحة هذه الفرصة له اذ تتكفل بنفقات تعليمه البالغة خمسين الف دولار سنويا. ويقول مؤسسها رجل الاعمال الايراني علي عرفان، "هدفنا ان نعثر على الفتيان والفتيات الاكثر تفوقا في المجتمعات المهمشة في الشرق الاوسط، وان نمنح 100 منهم سنويا افضل مستوى من التعليم في العالم، بأمل ان يكون لدينا بعد عشرين عاما الفا شخص يقدرون على الاضطلاع بدور في نهضة الشرق الاوسط". -