هل ستشهد غزة حرباً قادمة؟!

M1A1_firing_main_gun_3
حجم الخط

في الحديث عن إقبال قطاع غزة على عدوان جديد قال المحلل السياسي هشام أبو هشام لوكالة "خبر"، إنه من المتوقع في أي وقت أن تندلع حرب جديدة على القطاع، في حين أن العدوان الأخير لعام 2014 لم ينتهِ ولم يأخذ حقوقه كاملة، كما أن غزة ما زالت محاصرة فلا يوجد منفذ سوى عدوان إسرائيلي.

ويعتبر المحلل السياسي د. هاني العقاد أن اسرائيل مُصرة على جلب الفلسطينيين إلى مربع الدم مرة أخرى، مضيفاً أننا كمراقبين سياسيين نرى أن إسرائيل ستلجأ إلى هذه الخطوة لإنهاء الانتفاضة في الضفة الغربية ولكن لا نعتقد أن هناك عمليات مواجهة قريبة مع الجانب الاسرائيلي .

ويذكر أنه قبل العدوان الأخير على غزة، كان هناك بوادر هبة فلسطينية من أجل مواجهة شاملة مع الاحتلال الاسرائيلي، ونجحت اسرائيل بكل وسائلها وطرقها في جلب الفلسطينيين إلى مربع النار فكانت الحرب.

 وأضاف العقاد أن على الفلسطينيين أن يكونوا أكثر وعياً في هذا الموضوع، ويجب عليهم أن لا يسمحوا للاحتلال التذرع بأي سبب لشن حرب جديدة على غزة، خاصة في ظل محاولته إيجاد رابط يجمع بين حركة حماس وتنظيم الدولة "داعش".

ومن جهته أوضح أبو هشام أن هدف إسرائيل من هذا العدوان هو إنهاء الهبة الجماهيرية في الضفة الغربية، التي باتت اسرائيل لا تستطيع مواجهة كل الفلسطينيين المنتفضين بالحجز والسكين بكافة قواتها وأسلحتها، وإنهاء الأزمة داخل مجتمعها الإسرائيلي للخروج بشكل المنتصر أمامه.

ويرجح العقاد أن اسرائيل ستلجأ إلى شن حرب جديدة لتغيير الخارطة السياسية في المنطقة، وتغيير وجهة الصراع . لافتاً إلى أن اسرائيل تسعى لوضع حلول على أساس مرحلتين، وهي مرحلة الحكم الذاتي للضفة الغربية ومرحلة تجعل من غزة دولة بحكم أنها المنطقة الساخنة على الدوام، وبهذا يلجأ الاحتلال لإنهاء قضية فلسطين وتطبيق حل الدولتين.

وحول الآليات الواجب اتباعها لتجنب قطاع غزة من الوقوع في مستنقع حرب جديدة، أكد أبو هشام على ضرورة المصالحة الفلسطينية وتكاثف جهود جميع الفصائل، وإجماع وطني على أهداف سياسية واستراتيجية تتحرك بها القيادة للمجتمع الدولي.

 وأضاف العقاد أنه من الواجب أن تكون الفصائل الفلسطينية على وعي كبير ومعرفة متى تستخدم السلاح لمواجهة اسرائيل بالنار، كما عليها أن لا تنجر وراء تجاذبات اسرائيلية، بحيث يكون الرد بإطلاق صواريخ من قبل الفصائل مؤدياً لتنفيذ عمليات عسكرية اسرائيلية.

 وطالب العقاد بأن يكون لدى الفلسطينيين قيادة وطنية موحدة وتمثيل فلسطيني موحد عبر إنهاء الانقسام الفلسطيني وتفويت الفرصة على الاحتلال الاسرائيلي بالتفرد بالضفة الغربية وقطاع غزة كلاً على حدا، مضيفاً أن هذه المرحلة تتطلب بالفعل توحيد الصف الفلسطيني أكثر من أي مرحلة ماضية، لأن من شأنه إجبار اسرائيل التراجع عن تنفيذ مخططات قد تعيدنا إلى دائرة الدم أو تفكيك وتجزئة الصراع الفلسطيني على أساس منطقتين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وذكر العقاد أن كل ما تقدم ليس دلائل على اقتراب قدوم حرب، بل إنها تصرفات تأتي في إطار الابتزاز الاسرائيلي والحرب النفسية على الفلسطينيين للحصول على أشياء كثيرة من بينها: إرجاع جثامين القتلى الإسرائيليين أو الأسرى المتواجدين في غزة، خاصة بعد الحراك الأخير وما أعلنته صحيفة "يديعوت أحرنوت" بشأن الرسالة التي وصلت إلى عائلة الأسير الإسرائيلي في غزة "شاؤول"،.

في حين استبعد أبو هشام أن يكون هناك عدوان اسرائيلي جديد على قطاع غزة،  لكن من الممكن أن تقوم اسرائيل بقصف بعض المواقع والأراضي الفارغة كأداة لتحريك ملف معين.