هارنس : إسرائيل تمنح نتنياهو "جائزة الزعرنة" !

حجم الخط

بقلم: أوري مسغاف


أي هيئة قضائية عادية وقابلة للحياة، ستوضع أمامها صفقة ادعاء بين بنيامين نتنياهو ودولة إسرائيل، يجب عليها رفضها تماما. حاول نتنياهو قتل جهاز القضاء، بكل قوته، مع تجنيد كل الموارد السياسية والعامة التي نجح في تجنيدها. أنت لا تعمل صفقة مع من حاول قتلك وكان على بعد خطوة من النجاح في ذلك.
شخصيات رفيعة في النيابة العامة كانت تسير تحت الحراسة بسببه. نشطاء تمت استضافتهم لديه ولاقوا الترحاب في بلفور نظموا لموظفي الدولة هؤلاء مظاهرات أمام بيوتهم، ونغصوا حياتهم، وتنمروا على أبناء عائلاتهم.
بتوجيهات وبتشجيع منه أُديرت من قبله وبقيادة ابنه ومخصييه المقربين حملة تحريض مستمرة، منهجية وشخصية أيضا. أبواقه المزروعة في وسائل الإعلام فتشت تحت كل حجر عن طرق لتشويه سمعتهم، وروجوا قصصا كاذبة، ولاحقوهم بشائعات حول مظلات في منازلهم ورخص بناء. العزيز على قلبه، يعقوب بردوغو، عاد وسماهم "حزب صلاح الدين". أن تقيم مع هذا الشخص أي نوع من الاتصالات فهذا يعني إدارة الخد الثاني. على المستوى التصريحي فإن القانون الإسرائيلي مستوحى من القانون العبري؛ لم يتم الادعاء في أي يوم بأن النظام يقبل على نفسه معايير يسوعية.
التسوية المتساهلة والسخية حصل نتنياهو عليها بالفعل من النظام الرحيم والضعيف.
كان يجب تقديمه للمحاكمة بسبب الدعوة للعصيان والتحريض.
في 24 أيار 2020 سقط شيء ما في إسرائيل. هذا هو أحد الأوقات التي ستذكر بالسوء إلى الأبد في تاريخ الدولة.
نسخة محلية لأحداث الكابتول. في الصباح اجتمعت في جلستها الأولى حكومة الانقلاب التي شكلها نتنياهو مع العميل بني غانتس، خلافا لرغبة الشعب (المنقسم)، كما انعكس في نتائج الانتخابات.
من هناك سار نتنياهو إلى المحكمة المركزية، وهناك افتتحت محاكمته الجنائية بتهمة تلقي الرشوة والخداع وخيانة الثقة. مسلحاً بـ 12 عميلا مقنعا من أوساط وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست، استغل المتهم التبجيل المفرط والترتيبات الأمنية لعقد مؤتمر صحافي في قاعة قريبة حيث ألقى البيان الآتي:
"الذي يحاكم يحاول إلغاء إرادة الشعب وإسقاطي. انضمت جهات في جهاز القضاء للمراسلين وأوساط اليسار من أجل إبعاد رئيس حكومة قوي. هذه محاولة لإسقاط المعسكر الوطني كله. هل هذا سلطة القانون؟ هل هذه هي الديمقراطية؟ المواطنون يقولون لي: "بيبي، كن قويا، لأننا جميعا نفهم أنهم حاكوا لك ملفات - جهات في وسائل الإعلام والشرطة والنيابة العامة. يحاولون القيام بانقلاب وإسقاطك".
في السنة الماضية خطوات "فقط ليس بيبي" اشتدت. لقد تدخلوا في الحملة الانتخابية عند نشر لائحة الاتهام وفعلوا كل شيء كي لا اقف هنا اليوم.
ولكنهم لم ينجحوا. مواطنو إسرائيل هم اكثر ذكاء. المواطنون أعطوا الليكود أصواتا اكثر من أي وقت آخر. يمثل هذا إظهار ثقة بي مثيرة للانطباع.
أقف هنا برأس مكشوف وقامة مرفوعة". غانتس بالمناسبة، بدلا من حل الحكومة في تلك اللحظة قال ردا على الخطاب بأنه "مثلما لكل مواطن فان نتنياهو له الحق في الاحتفاظ بالبراءة، وأنا متأكد من أن جهاز القضاء سيحاكمه بصورة عادلة".
هكذا، ليتفضل المواطن نتنياهو وليقف برأس مرفوع وظهر ممدود من أجل النضال على براءته في محاكمة عادلة. هنا لن يكفي حتى بند أولى في أي صفقة نظرية، بحسبه يظهر ندمه ويعبر عن اعتذاره من أعماق قلبه.
الضرر الذي لحق باسمه هو عظيم للغاية. عليهم أن يطلبوا المغفرة من أتباعه الأغبياء.
إذا كان كل شيء في الأصل مجرد لعبة وأن الأوراق السياسية والقانونية فجأة أصبحت ضده، كان يمكن الاعتراف بسلطة النظام ونزاهته، والتوجه إلى أهارون براك كي ينظم له صفقة نهاية الموسم مع مندلبليت – هذا عمل داخلي للمعسكر البيبي.
وعليه أن يجري مفاوضات من أجل صفقة ادعاء مع افيحاي بنحاييم بشأن هراء "العنف القانوني"، ومع أريئيل سيغال بشأن كذبة "حياكة الملفات".
إن مجرد استعداد الدولة لإجراء اتصالات معه هو بمثابة استسلام للإرهاب وجائزة للزعرنة.

عن "هآرتس"