العالم معنا ونحن ضد أنفسنا

دعيبس.PNG
حجم الخط

بقلم :ابراهيم دعيبس

 

لدى متابعة الاخبار يلاحظ المراقبون ان العالم بصورة عامة صار اكثر تأييدا لنا وتفهما لقضيتنا، ومن امثلة ذلك ان آلاف الاميركيين وقعوا على عريضة ضد الممارسات التي يقوم بها الاحتلال سواء في النقب او الضفة الغربية . والفدرالية الالمانية اكدت ان مقاطعة اسرائيل تعبير عن الرأي يكفله القانون ، كما ان مركزا حقوقيا في لندن يقرر رفع قضية عائلة صالحية الى المحكمة الجنائية الدولية ، وهنا أمثلة اخرى في هذا السياق.
وللأسف الشديد فإننا وسط هذا التأييد نواصل الممارسات والتصريحات والمواقف المحلية المتناقضة وبين فريق وآخر ويبحث كل عما يراه اخطاء لدى الطرف الاخر والتركيز عليه واستغلاله للإساءة لاصحابه ومن يقومون به.
والامثلة كثيرة من جنين شمالا الى الخليل جنوبا مرورا بالقدس بالطبع ووصولا الى قطاع غزة. وصارت الانتخابات المحلية مشكلة سياسية بدل ان تكون فرصة لتجديد هذه المؤسسات التي تقوم بدور كبير في خدمة المواطنين والواقع المحلي عموما.
ولا ضرورة لذكر هذه الممارسات والمواقف لأنها واضحة ومعروفة ويعاني منها المواطنون بشكل واضح.
ولقد وصل الانقسام المخزي الى درجة كبيرة من الانتشار والتعنت والمواقف المؤلمة وصار المواطن محبطا الى درجة كبيرة من هذه القيادات ومن استمرار تمسك كل طرف بمصالحه وفوائده الحزبية او الشخصية ، ورغم كثرة النداءات والمطالبة فإن احدا ممن يعنيهم الامر لا يبدو مهتما بكل هذا.
ولقد تحدث كثيرون عن هذه الحالة المدمرة ، وكانت القاهرة المتحترك الرئيسي لرأب الصدع ثم جاءت المبادرة الجزائرية بدعوة كل الفصائل الى الاجتماع والتباحث وايجاد المخرج لهذه الحالة الصعبة ، ولكن ردود الفعل من كل الاطراف كانت مجرد كلام حتي الان ولم نسمع عن موقف جدي وعملي استجابة لهذه المحاولات المصرية والجزائرية حتى الآن ، رغم كل التجاوب اللفظي مع هذه المبادرات.
الاحتلال يتغطرس ويواصل اعمال التهجير ومصادرة الاراضي كما يحدث بالقدس في هذه الايام سواء في الشيخ جراح او بالمنطقة بين شعفاط والعيسوية حيث صادر الاحتلال نحو 500 دونم من الاراضي، واقتلاع اكثر من 400 شجرة ، كما ان قوات الاحتلال اصابت عددا من المتضامنين ويواصل المستوطنون عربدتهم بدون اي رادع او مساءلة او محاسبة.
المطلوب من القيادات ان لم تكن قادرة او حتى راغبة في انهاء هذا الانقسام والوضع الداخلي الذي يزداد سوءاً ان تدعو الى انتخابات عامة شاملة رئاسية وللمجلس الوطني ، وعدم الاكتفاء بدعوة المجلس المركزي فقط للاجتماع رغم تأكيد بعض القوى انها لم تستلم اية دعوة أساسا للمشاركة في هذا الاجتماع.
اذا كان الاحتلال لا يعرف طريقاً إلا الاستبداد فإن على القيادات ان تعرف طايقا اخرى لمواجهة ما تواجهه ولا سبيل الى ذلك الا بالتخلي عن عقدة التمسك بالمناصب والمصالح والاحتكام الى الشعب، واذا كان هذا امرا صعبا او مستحيلا ، فإن التاريخ لن يرحم والوطن لن يغفر لكل هؤلاء الذين يتاجرون به وبمستقبله.. فهل يسمع من يعنيهم الامر ام انهم في سبات عميق ؟؟!!