كثر في الفترة الأخيرة الحديث حول الجنود الاسرائيليين المفقودين في قطاع غزة ، رسائل عديدة وجهته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس للاحتلال تتضمن معلومات حول جنودهم لديها في مناسبات عديدة ، كان أخرها رسالة مكتوبة من الجندي " شاؤول آرون" لعائلته.
نص الرّسالة ::
"أمي الغالية" "أنا أسمع المطر يتساقط من حولي لكنني لا أراه ولا أشعر به، اكتشفت أنه ليس من حقي منذ أن أُسرت، أنتظر أي خبر يفرحني ويعيدني إليكم"حماس تعرض الرسالة وكأنها كتبت قبل عدة أيام، "أنا أريد التحرر من الأسر" يقول "لن أنكر أنهم يعاملونني بلطف، لكن شعور أنكم نسيتموني وأنكم لا تكترثون بي هذا الشعور يملئ قلبي خوف وضائقة.
والأمر الذي يقززني أكثر هو أنني أعتقد أنكم ستتركونني لسنوات طويلة مثلما فعلت الحكومة بالجندي جلعاد شاليط.
"وورد أيضا في الرسالة "أمي، بدأت الشعور بالبرد وأخاف من شتاء قاسي مثلما كان العام الماضي، هل قلبك الحنون يقبل أن أبقى بعيدا عنك طيلة هذه الفترة؟
أمي، متى تتصرفوا وتعملوا من أجلي؟ هل تقبلوا بألاعيب سياسية تلعب بكم؟
هل ستوافقون على وعودات فارغة من قبل حكومتنا ؟
لقد وعدونا في الجيش أن نعود إلى بيوتنا وأمهاتنا سالمين ومعافين، لكنهم تركوني، ذهبوا ولم يفعلوا شيئا لأجلي، اكتشفت من آسري أنني لن أعود قبل إطلاق سراح أسراهم.
"آرون شاؤول ينهي رسالته بتوسل لوالديه: "أمي، أبي أطلب العمل لأجلي"
رد العائلة جاء سريعاً في مؤتمر صحفي لوالدته ::
خرجت والدة الجندي الاسرائيلي الأسير لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس شاؤول آرون في مؤتمر صحفي ، طالب خلاله بالكشف عن مصير ابنها والافراج عنه بعد ما يزيد عن عام ونصف من اعتقاله.
وقالت زهافا شاؤول: “رُغم كل الوعود التي تلقيتها، لا نتائج على الأرض في موضوع استعادة ابني المفقود”، محمّلة جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية إعادة ابنها.
وأضافت مخاطبة نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية: “نريد دليلاً على صدق رسالة شاؤول التي نشرها موقع تابع لحماس، وسنضغط على الحكومة للتعامل معكم”.
وطالبت والدة شاؤول مطالبتها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، العمل على الإفراج عن ابنها بغزة، وتغيير التفكير واستراتيجيته، واتخاذ خطوات من شأنها أن تعيد ابنها لعائلته.
وتحدثت زهافا عن “الأيام القاسية” التي تمر بها منذ اختفاء ابنها الجندي قائلة “من يوم لآخر يتحول الوضع إلى قاسي جداً، والثقب في القلب يكبر، لا أعرف كيف سنخرج من هذا وكم من الوقت سيستغرق وآمل أن يحرك هذا المؤتمر الصحفي شيئاً ومع ذلك فسأرى النور في نهاية النفق”.
خبراء اسرائيليين يكذبون الرسالة وأخرون يعتبروها حرب نفسية
نقل موقع “معاريف” العبري عن خبراء بالجيش قولهم إن الرسالة مفبركة وأن حماس هدفت لممارسة الضغط على عائلته وتحريك المياه الراكدة بهذا الملف وإجبار الحكومة الإسرائيلية على البدء بمفاوضات لعقد صفقة تبادل.
أما يوسي ميلمان محلل الشئون العسكرية والاستخبارية فقال ، " إن حركة حماس استطاعت أن تتلاعب بمشاعر وأعصاب عائلة شاؤول ونجحت في حربها النفسية بعدما دفعت العائلة لعقد مؤتمر صحفي.
وقال ميليمان:" بل أكثر من ذلك فالأم زهافا توجهت لنائب المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قائلة: (لحظة عرضك إثباتات عن الوضع الحقيقي لابني، أعد أننا سنقلب إسرائيل رأسا على عقب ونقلب العالم لأجل إتمام صفقة تبادل)".
وكشف ميليمان إلى أن والدة شاؤول ألمحت خلال المؤتمر أنها لم تتلق رسالة من حماس، بعدما تلقت توجيهات من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لانكار ذلك.
ولفت إلى وجود سياسة جديدة لدى الأجهزة الأمنية نتيجة استخلاص العبر من تجارب سابقة في التعامل مع خطف الجنود بالإعلان أنهم قتلى طالما لا يوجد دليل على أنهم أحياء.
المختص بالشأن الاسرائيلي أ. توفيق شومر تحدث لـ "وكالة خبر" عن ذلك ، قائلا ، " أولا هناك مناسبة وهي انطلاقة حركة حماس ، في الانطلاقة دائما يجب ان يكون هناك بعض المعطيات ، أعتقد هناك شيئا ما ولكن غير واضح وبالنسبة لإسرائيل لم تعد تسير الامر كما كانت في صفقة "جالعاد شاليط" ، هناك تهميش وغض نظر واضح ، لانهم تصرفوا من منطلق استفادتهم من الصفقات السابقة" على حد قوله .
ويضيف أبو شومر ، " اذن هذه الصفقة ستكون مختلفة وقد اشاروا ان هناك معطي جديد وفق أنهم اعتبروه ميت وبالتالى سيكون اقل تأثر من الحال التي كان عليه في قضية شاليط" .
وحول الاتفاق القادم ، يقول أبو شومر ، " ربما لا يكون هناك اتفاق ، كأن الموضوع لم يعد قائم ، هناك تعمية اعلامية كاملة ، حتي الصحف وكل وسائل الاعلام العبرية لم تشر كثيرا له ، وهذا ما ازعج حركة حماس ، وبدأت تكشف قليلا عن معلومات تثير غضب اسرائيل وربما عائلات الجنود أنفسهم ".
يردف ، "هناك رغبة في اسرائيل باتخاذ موقف اخر ، عدم السماح بالابتزاز أو الافراج عن عدد كبير من الاسرى ، صفقة "شاليط " هي الاكبر وان تحدثنا عن صفقة قادمة فلن تكون بحجمها ، لن تصل لها ، حتى اللحظة هم يعتبون على "نتنياهو" وهي نقطة ضعف في تاريخه "
المخرج المطروح لدي حركة حماس ، حول ذلك يقول أبو شومر ، " الحل تدخل اطراف خارجية ، ولكن أيضاً لربما لا تعطي اهتمام مثل صفقة شاليط "
رسائل حماس الأخيرة
أبو شومر يقول ، " الاحتلال لديه معلومات ويعرف كثيرا ولكن هم أيضاً معنيون لما يسوق لهم للجمهور الاسرائيلي ، وهناك تعامل اخر مع الجمهور الاسرائيلي يختلف عن السابق ،وهذا ما يجعل الامور تختلف عن صفقة شاليط ، التي اعتبروها خطأ وهم يستفيدون من هذا الامر " على حد تعبيره
"أهم شيء الاعلام ، طالما الاعلام مهمش ولا يولي القضية أهمية ، اذن هناك تخطيط اسرائيلي جديد ، تعمية اعلامية ، لربما يصبح ذات يوم مثل كثير من المعلومات السرية التي لم يكشف عنها لليوم "على حد قوله
ويختم ، " من لا يستطيع ادارة الامر بالطريقة الصحيح هو الرابح ، استعجال حركة حماس خاطئ ، إلا ان كان هناك معلومات اكثر خطورة من هذه المعلومات لان اسرائيل اعتبرت الرسالة الاخيرة مزيفة " .