ثلاثة مطالب لمنع التصعيد

مستشار الرئاسة لـ"خبر": مُقبلون على هبة شعبية لمنع تثبيت التقسيم المكاني والزماني في الأقصى

هبة شعبية في الأقصى
حجم الخط

القدس المحتلة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

أكّد مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس، المحامي أحمد الرويضي، على أنَّ اقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك يوم الجمعة الماضي واليوم، تأتي في سياق محاولات كسر إرادة المرابطين وضرب مفهوم سيادة الأوقاف الإسلامية على الأقصى، وإقرار أنَّ دولة الاحتلال هي صاحبة السيادة المُطلقة؛ الأمر الذي يعني أنَّ الاحتلال يتجه نحو تثبيت التقسيم المكاني والزماني في المسجد الأقصى.

وقال الرويضي، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، اليوم الأحد: "إنَّ إعطاء الضوء الأخضر للمستوطنين وجماعات الهيكل لاقتحام الأقصى وتقديم القرابين لإحياء ما يُسمى عيد الفصح اليهودي بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، سيؤدي لإشعال الأحداث في الأقصى وانتقالها إلى العالم أجمع؛ لما تمثله القدس من قيمة لملياري مسلم حول العالم".

ثلاثة مطالب لوقف التصعيد

وأشار إلى أنَّ التصريحات والبيانات التي صدرت عن الجماعات الاستيطانية، وكذلك تصريحات بن غفير، بجلب مستوطنين مسلحين للأقصى، تُعطي إشارات بأنّنا مُقبلين على شهر ساخن بالأحداث.

وأضاف: "دولة الاحتلال تستخدم المسجد الأقصى في إطار الصراع الحكومي وتحصيل الأصوات بين الأحزاب اليمينية"، مُشدّداً على رفض استخدام الأقصى في الصراع الانتخابي.

وحذّر كافة الأطراف من توجه الأمور نحو الصعيد، مُردفاً: "الاحتلال وحده يتحمل مسؤولية التصعيد في القدس؛ وذلك لأحقية المسلمين في الوصول إلى الأقصى للصلاة والعبادة بحرية فيه".

واستعرض ثلاثة مطالب للقيادة الفلسطينية لمنع التصعيد في الأقصى، أولها الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأقصى، أيّ احترام الوصاية الأردنية عليه وعدم التدخل في إدارته؛ لأنّ من يتولى الإدارة هي الأوقاف الإسلامية.

أما المطلب الثاني، فهو ضمان وصول كل المُصلين بحرية للمسجد الأقصى دون قيود أو شروط، والمطلب الثالث بحسب الرويضي فهو وقف اقتحامات المستوطنين الاستفزازية للأقصى.

واقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، ودارت مواجهات عنيفة مع المرابطين.

وأفادت مصادر محلية، أنَّ المئات من عناصر شرطة الاحتلال شاركوا باقتحام الأقصى لقمع المرابطين وإجبارهم على مغادة المكان تمهيدًا لاقتحامه من المستوطنين.

وبيّنت أنَّ شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على المرابطين قرب باب حطة، فيما اعتقلت آخرين ونقلتهم إلى خارج باحات المسجد الأقصى.

صمت دولي

قال الرويضي: "إنَّ الرئيس محمود عباس خاطب العالم بكتب رسمية خلال اليومين الماضين؛ لوضعهم تحت مسؤولياتهم؛ لكِن في ظل المعايير الدولية الراهنة ليس هناك احترام للقانون الدولي ولا لحرية العبادة؛ فالعالم يغمض عينيه عندما يتعلق الأمر بإسرائيل".

وتابع: "لذلك يجد الشعب الفلسطيني نفسه وحيدًا في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، ويتحمل مسؤولية كبيرة في ظل ظروف أمنية مُعقدة، فالاحتلال يعتقل ويعتدي على المصلين دون حسيب أو رقيب".

مُتجهون لهبة شعبية

ودعا الأمة العربية إلى التحرك الجدي العاجل بما يتناسب مع الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى المبارك، والتراجع عن البيانات الخجولة؛ وإلا سيحاسبهم التاريخ.

وختم الرويضي حديثه، بالقول: "إنّه مُنذ العام 1967 وحتى اليوم، عندما تتعلق الأحداث بالأقصى، يتجاوب الفلسطينيون معها من تلقاء أنفسهم؛ لما يمثله من قيمة دينية بالنسبة لهم"؛ مُضيفاً: "الأمور تتجه لهبة شعبية في ظل تصاعد الانتهاكات الاحتلالية بحق المسجد الأقصى".