الرئاسة تطالب .. واشتية يحذر ولا حول ولا قوة الا بالله وبالشعب

دعيبس.PNG
حجم الخط

بقلم ابراهيم دعيبس



المحكمة العليا الاسرائيلية اعطت الضوء الاخضر لحكومة الاحتلال لكي تهدم اكثر من 12 قرية في منطقة مسافر يطا وتهجير اكثر من اربعة آلاف مواطن فلسطيني وكذلك الاستيلاء على اكثر من 22 الف دونم من اراضي السواحرة الشرقية ومنطقة النبي موسى جنوب اريحا. كما ان ما يسمى المجلس الاعلى للتخطيط والبناء التابع للادارة المدنية الاسرائيلية بالضفة اعطى الضوء الاخضر لبناء اكثر من اربعة آلاف وحدة استيطانية جديدة بانحاء مختلفة من الضفة.
وقد اعلنت بلدية الاحتلال بالقدس عن شراء 57 قطارا لتعزيز الربط بين المستوطنات داخل عاصمتنا الموعودة وفي محيطها لكي يتم خنق اي تقدم وطني فيها.
ونحن لم نقف مكتوفي الايدي ازاء هذه التطورات ، فقد طالبت الرئاسة الادارة الاميركية بوقف مشاريع الاستيطان ، كما ان رئيس الوزراء د. اشتية قد حذر من تبعات البناء الاستيطاني وهدم 12 قرية في يطا.
وتجيء هذه الانتهاكات الاسرائيلية قبيل زيارة الرئيس الاميركي بايدن الى المنطقة في حزيران القادم، ويبدو ان اسرائيل التي تدرك تماما مدى انحياز الادارة الاميركية وعماها السياسي قد اتخذت كل هذه الاجراءات الاحتلالية للترحيب بهذا الزائر الاميركي وهي تعرف ما الذي يرضيه ولا يغضبه أبدا ، ولا يستمع الى مطالبة الرئاسة له بوقف المشاريع الاستيطانية.
كما ان الحرم القدسي الشريف يتعرض لحملة انتهاكات واسعة تقودها جماعات في غاية التطرف والعنصرية من الداعين الى «الهيكل المزعوم» وهم لا يستمعون ابدا لنداء الامم المتحدة بالحفاظ على الوضع الراهن للاماكن المقدسة بالقدس ولا دعوة الاتحاد الاوروبي اسرائيل كقوة احتلال ، ان تعمل على حماية الفلسطينيين وليس تهجيرهم كما يحدث، كما ان استطلاعا للرأي أكد ان حوالي نصف الاسرائيليين يؤيدون اقتحامات الحرم ويرون في ذلك امرا طبيعيا وضروريا ، رغم انهم يستمعون الى بيانات الاستنكار والادانة من الدول العربية والاسلامية ولكنهم لا يهتمون بذلك ولا يحسبون له اي حساب.
ولقد اعتدنا على سماع بيانات الاستنكار والادانة هذه ولم نعد نحن ايضا نهتم بها ونرى فيها استكانة وتخاذلا ولا سيما ونحن نرى تطبيع بعض الدول العربية مع هذا الاحتلال وهم يرون كل ممارساته. ان المطلوب هو اقل ما يمكن فعله ، استعادة الوحدة الوطنية بين الضفة وغزة وبين القوى المختلفة ووقف المهاترات الاعلامية بين الطرفين اللذين يختلفان وهما يدركان تماما ويشاهدان ما يقوم به الاحتلال ، وما عاد شعبنا، في تقديري ، يحترم كل هؤلاء المختلفين ولا يثق بهم، ولو كانت لديهم ذرة من المسؤولية الحقيقية لكانوا دعوا الى انتخابات رئاسية وتشريعية شاملة لكل الفلسطينيين لكي يختاروا من يمثلهم فعلا، ولكنهم يرون ما يحدث وليس امامهم الا الصبر والصمود وقد قدموا التضحيات الكبيرة والكثيرة وهم يواصلون هذا الصبر وهذا الصمود ولن يطول الوقت حتى ينتفض الشعب لكي يطالب بحقوقه ويتخلص من حالة الفراغ السياسي التي يعيش بها ويعاني منها.