باسل أبو زر

التحول الرقمي والأمن المعلوماتي في فلسطين عبر منصات التواصل الاجتماعي

باسل أبو زر
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

 

بمناسبة اليوم العالمي "للاتصالات ومجتمع المعلومات" من باب العلم بالشيء في  تخصص " "هندسة الحاسوب" أرتيت ضرورة الكتابة في التحولات السريعة المتعلقة بالمحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي كيف تغيرت من حالة الوعي والتبادل المعرفي إلى منصات أمنية تتخذ إجراءات تخدم سياسات حكومة الاحتلال وأجهزة مخابراتها وتتنافى مع منظومة حقوق الإنسان العالمية , وفي ظل وجود المئات من المواقع الإسرائيلية التحريضية التي تنتشر على تلك الشبكات دون أن يتخذ بحقها أي إجراء هذا يدلل أن هناك سياسة الكيل بمكيالين ويؤكد أن ما تقوم به هذه الشركات يخالف كل القوانين وينتهك بشكل واضح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان  الذي يندرج تحت حرية الرأي والتعبير؛ حكومة الاحتلال تعمل بالاتفاق والتعاون مع إدارة مواقع التواصل الاجتماعي على محاربة المحتوى الفلسطيني وفي مقدمة ذلك عمليات حظر واسعة لحسابات صحفيين,  ونشطاء فلسطينيين بدعوى التحريض وأن تلك السياسات التي تمارسها الشركات تخدم أغراضا سياسية وتشجع طرفا على حساب الاخر حيث الاستمرار بالتضييق على المحتوى الفلسطيني في خطوة تتناقض مع المعايير والأخلاقيات المهنية والحقوقية وحق الانسان في تلقي وتداول المعلومات,

شكل عالم التواصل الاجتماعي اليوم وفي ظل الظروف الراهنة عاملا أساسيا في ايصال صوت الحق والحقيقة للعالم وفي أسرع الاوقات وبطرق ما كنا نصل اليها لولا هذا العالم الإلكتروني الذي يحمل الملايين من المعلومات التي تتدفق دقيقة واحدة عبر شبكات النت والشبكة  المعلوماتية, ثم جاءت الوسيلة النقالة للمعلومة جهاز صغير بحجم  كف اليد "الهواتف النقالة"  بعد أن كانت اجهزة كمبيوتر بحجم غرفة كبيرة, هذا التحول جعل العالم كله في قرية صغيرة, تأتي المعلومات للمستخدمين في لمح البصر بمختلف أماكن تواجدهم؛ أصبحت هذه المنصات الشبكية رائدة عالميا تربعت علي عرش وسائل الإعلام وتتصدر المعلومات قبيل المصادر الرسمية كالقنوات الرسمية والصحف الرسمية, بل اصبحت تنافسها في نقل المعلومات والأخبار وأصبحت مصدر لها في بعض الأحيان, من هنا بدأ  مصطلح "المواطن الصحفي" في رصد وتوثيق الأحداث سواء بالصورة أو الفيديو, تتنقل بين مختلف منصات التواصل الاجتماعي, حتما أنهم يبدلون جهدهم ما بين التدوين والتغريد صباح مساء من أجل توصيل محتواهم المتعلق بالقضية الفلسطينية للعالم, ورأينا في اليومين السابقين حجم التعاطف والتضامن الدولي استشهاد الصحفية " شيرين أبو عاقلة"  التي تحولت لقضية رأي عام, كانت نموذج رائع وسيطر على محركات البحث؛ وضاف صانع المحتوى عبر الفضاء الأزرق معلومات, أخبار تناقلوها كسرعة البرق من مشاهدة ومعاينة وميدانا واقعا, تتسارع الاحداث لأن القضايا الساخنة عاجلة وأنية ومستجدة فلابد من أن تشكل خطرا على ناقليها وكان الهتك والصراع والقتل والهمجية البشعة التي امتدت أياديها على تلك المحمولات وتقنيات العنكبوتية بما يسمى بذبابات تبعث من أجل اختراق محتوى صانعيها, لا يقف المشهد الدراماتيكي عند هذا الحد  فلكل ملك جبار جنوده واعوانه بالفعل استطاعت بعض من الاجهزة المخابراتية الأمنية حرق واختراق ومتابعة صناع ومدوني المحتويات التي تنقل الحقيقة بكل ألم ومأساة ومعاناة بدون تزيف لها وفي حينها و وقتلهم  وتخويفهم , كما فعلوا مع " أيقونة الصحافة"  صاحبة الكلمة الحرة في الميدان "شيرين أبو عاقلة" منعوا الجنازة والتصوير ورفع الاعلام أثناء الجنازة في مدينة القدس المحتلة, وما أن باشر "صانع المحتوي الفلسطيني" بالاعتراض علي ما حدث أثناء الجنازة عبر الإعلام الأزرق  قامت "إدارة منصات التواصل"   بحجب التعليقات و التدوين لمنع فضح جرائم  الاحتلال ضد الصحفية "شيرين أبو عاقلة",  التناقض واضح والتمييز الإعلامي في نقل المعلومة والخبر فيما يجري بين الحدثيين العالميين و تعاطى الاعلام الغربي الذي يدعي الانسانية وحرية التعبير والمحافظة على المواثيق الدولية ومعاهدات ونقل المعلومات للبشر يتجه اعلامه الى التظليل والتمييز العنصري؛ بالمقابل يتم نقل الاخبار عبر فضائيات الغرب الذي تواطؤه مكشوف صورة وصوتا في جميع محافله ولقاءاته عبر الندوات مؤتمرات ولقاءات ومفاوضات من اجل نقل حقيقة ان الاوكرانيين ظلموا بسبب اعتداء وحرب روسيا عليها, تغيّيب الحقيقة وعدم الاكتراث بها والنظر بعين قاصرة واحدة ادى الى التنكيل ومصادرة الحق في كتابة المحتوى  وبالتالي أدى الى خلط اوراق سياسية عالميا ودوليا واقليميا وحتى على المنظمات الدولية وأنكشف بمقتل شهيدة الكلمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.