رغم الفوز الساحق الذي حققته كتلة الشهيد ياسر عرفات التابعة لحركة فتح في انتخابات نقابة المحامين بغزّة، بحصولها على كامل المقاعد الستة المخصصة لمجلس النقابة؛ إلا أنَّها لم تُفرز نقيباً للمحامين من قطاع غزّة، وذلك على الرُغم من فوز فتح في الضفة بخمسة مقاعد فقط مقابل ستة للحركة بغزّة.
وأعلنت نقابة المحامين يوم أمس، عن انتخاب المحامي سهيل عاشور وهو من الضفة الغربية نقيباً للمحامين لمدة عام ونصف العام، وزميله فادي عباس نقيباً لعام ونصف آخر، وبذلك أصبح لدى محامين الضفة تسعة أصوات مقابل ستة من غزّة، وهو ما أفرز استبعاد محامين حركة فتح في غزّة من منصب النقيب، بعد أنّ قابل أصواتهم الستة تسعة أصوات من الضفة.
وكانت قائمة حركة فتح قد فازت، بتاريخ 16 مايو الجاري، في انتخابات مجلس نقابة المحامين الفلسطينيين للدورة الانتخابية 2022-2025، والتي جرت في كافة محافظات الوطن، بحصولها على 11 مقعداً من أصل 15 مقعد، بينهم 6 مقاعد للحركة من غزّة و5 في الضفة.
وجاءت نتائج انتخابات مجلس نقابة المحامين الفلسطينيين في الضفة الغربية على النحو التالي: " محمد سهيل عاشور، حركة فتح، القدس/ وفادي عباس، حركة فتح، القدس/ أمجد الشلة/ حركة فتح، القدس/ وسعد سليم، حركة فتح القدس، سعد سليم، حركة فتح، القدس/ وأحمد العصا، حركة فتح، القدس/ داود درعاوي، ائتلاف الشعبية وحماس، فلسطين/ ولؤي أبو جابر، ائتلاف شعبية مع حماس، فلسطين/ وراوية أبو زهيري/ ائتلاف شعبية وحماس، فلسطين/ ومحمد العريني، مستقل، فلسطين".
أما نتائج انتخابات مجلس النقابة في غزّة فكانت على النحو التالي: "علي الدن (فتح)، مظهر الحسنات (فتح)، زياد النجار (فتح)عبد العزيز الغلايينن (فتح)، صافي الدحدوح (فتح) هالة الشريف (فتح)".
الكاتب والمدون المهتم في الشأن الفتحاوي، هشام ساق الله، قال: "إنَّ الفوز الساحق الذي حققته كتلة الشهيد ياسر عرفات في انتخابات نقابة المحامين، يُؤهلها أنّ يكون نقيب المحامين من قطاع غزّة وذلك للمرة الأولي مُنذ عشرين عاماً".
وأضاف ساق الله، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "لكِن للأسف فتح في الضفة الغربية التي فازت فقط بخمسة وثلاثة يسار وواحد مستقل، أصرت على أنّ يكون النقيب سهيل عاشور من الخليل من الضفة الغربية، وعدم الموافقة على أنّ يكون من غزّة؛ في توجه عنصري واضح نحو الإقليمية؛ بحجة أنّ حماس موجودة في غزّة وهي جزء من الانقسام".
وأشار ساق الله، إلى أنَّ اللجنة المركزية لحركة فتح لم تتوصل إلى اتفاق حول من يكون النقيب، مُضيفاً: "على إثر ذلك عُقدت أول جلسة للفائزين من الضفة وغزّة في نقابة المحامين، يوم أمس، وبالتحالف بين فتح واليسار تم توزيع المناصب".
وأضاف: "تم توزيع منصب النقيب لسهيل عاشور، لعام ونصف من الخليل، بينما منصب النقيب الثاني تم توزيعه على فادي عباس من القدس لعام ونصف أيضاً، حيث تم استبعاد غزة من مناصب هيئة المكتب"، مُردفاً: "تم اختيار اثنين من اليسار؛ كي يتم إرضاؤهم أحدهم أمين سر والآخر أمين صندوق".
وأكمل: "أعضاء نقابة المحامين في غزّة تم وضعهم أمام موقف صعب، بعد تحالف فتح في الضفة مع اليسار، فإما أنّ ينسحوا ويجعلوا الجلسة غير قانونية أو الاستكمال؛ لكِنهم آثروا الصمت، وبعد انتهاء الجلسة حسب النظام والقانون قاموا باختيار المحامي صافي الدحدوح نائباً للنقيب، وآخر كأمين صندوق".
ورأى أنَّ "استبعاد غزّة من مناصب هيئة المكتب الرئيسية لنقابة المحامين على مستوى فلسطين دون الأخذ بثقلهم النقابي، يأتي من أجل تركيز العمل الموحد لنقابة المحامين في الضفة الغربية، دون تقدير الفوز الساحق الذي حققته فتح في انتخابات نقابة المحامين بغزة، حيث تم التعامل مع الأمر بشكل إقليمي دون تغليب مصالح الوطن الكبرى وحركة فتح العليا، بأنّهم أبناء تنظيم واحد، وتم التحالف مع الخصوم السياسيين".
واعتبر أنَّ صمت أعضاء فتح الفائزين في نقابة المحامين بغزّة، جاء من أجل الحفاظ على النقابة ومنع الانشقاق؛ لافتاً إلى أنَّ ما حدث يؤسس للتعامل الإقليمي على مستوى النقابات وكافة الهيئات.
وشدّد على أنَّ ما جرى لن يؤثر على شعبية حركة فتح؛ لأنَّ فارق الفوز عن الآخرين كبير؛ لكِنه سيؤثر على الروح المعنوية لجماهير فتح التي ترى أنّها تفوز بدون تقدير، ويتم التعامل مع فتح على أنّها حركتين في الضفة وغزة، وفق حديثه.
وختم ساق الله حديثه، بالقول: "من العار التحالف مع الخصوم السياسيين من أجل استبعاد أبناء التنظيم الواحد؛ وهذا الأمر يؤسس للتعامل الإقليمي على حساب مصلحة الوطن ومصلحة حركة فتح العليا".