مجرد ادانة جرائم الاحتلال ليست ردا كافيا!!

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم: ابراهيم دعيبس

 

 


تسللت قوة احتلال خاصة الى الحي الشرقي من جنين واقتحمت عدة احياء بالمدينة واقامت كمائن في بعض المواقع، وحاصرت منطقة كانت فيها سيارة، بداخلها الشبان الثلاثة الذين اغتالتهم باطلاق النار مباشرة باتجاههم ثم النزول من سياراتهم واطلاق النار مرة اخرى ومباشرة الى السيارة من خلال مقدمتها وجوانبها وذلك لكي تتأكد من استشهاد الشبان الثلاثة .. وبعد ذلك انسحبت وعادت الى قواعدها وقد حققت هدفها.
وجريمة الاغتيال هذه كانت مقصودة بالتأكيد لأن قوات الاحتلال كان بامكانها اعتقال الشبان الثلاثة ولكنها كانت مصممة على اغتيالهم فقط.
بالطبع نحن نستنكر جريمة الاحتلال هذه ونشعر بالتأكيد باحزان ومعاناة اهاليهم واصدقائهم بصورة خاصة، كما يشعر كل مواطن بذلك، وندعو الله ان يعينهم ويمنحهم الصبر والسلوان.
لكن لهذه الجريمة وجه آخر لا بد من الحديث عنه واعطائه الاهمية اللازمة واستخلاص النتائج والتعامل معها بكل الجدية والمسؤولية، واقصد بذلك دور المخابرات الاسرائيلية بمعرفة السيارة والذين بداخلها ومكان وجودها، وبالتالي محاصرتها وارتكاب الجريمة بكل سهولة والانسحاب من الموقع بهذه البساطة، وكيف يتم ذلك وكيف تتمكن المخابرات الاسرائيلية من الوصول الى اهدافها ومعرفة كل المطلوب لتنفيذ ذلك؟!
ان ادانة الجريمة واجب وشعور وطني حقيقي ومشاعرنا مع اهالي الشهداء عميقة للغاية وصادقة ولكن لا بد للجهات الفلسطينية الرسمية من البحث عن كيفية وصول هذه القوات القاتلة الى هدفها ثم الانسحاب بكل هذه البساطة، وعدم الاكتفاء بالادانة والاستنكار، لا لمجرد معرفة ما خلفيات ما حدث فقط، ولكن لمحاسبة المتورطين المحتملين بالتنسيق والتعاون مع قوات الاحتلال اولا، وتجنب حدوث جرائم كهذه لاحقا من ناحية ثانية.
مخططات تهويد جديدة في القدس
الحديث عن اطماع الاحتلال ومخططاته لمزيد من السيطرة على عاصمتنا الموعودة القدس العظيمة، صار مجرد تكرار للقول لانهم يواصلون عمليات التهويد والتوسع ونحن نواصل الادانة والرفض، واخر هذه المخططات هو مشروع استيطاني جديد لفصل منطقة المصرارة عن باب العمود، ومن يعرف القدس يعرف اهمية منطقة المصرارة ومدى ارتباطها وقربها من باب العمود.
وقبل ذلك سمعنا عن مخططات تتعلق بباب العمود نفسه وصولا الى تحويل شارع قريب وهام هو شارع السلطان سليمان الى مجرد شارع للمشاة فقط وكذلك المخططات التي تطال اهم شارع بالقدس الشرقية وهو شارع صلاح الدين، وهو الامر الذي سيؤدي الى تقسيم وتفتيت ما هو تاريخي واصيل بالقدس الشرقية عاصمتنا الموعودة...!.
اسرائيل هدفها تعميق الانقسام، فهل يسمع المنقسمون؟
الانقسام الذي تصادف هذه الايام ذكراه الخامسة عشرة، اصبح بشكل واضح هدفا قويا لجهاز الامن الاسرائيلي، ويؤكد جهاز الامن الاسرائيلي ان من بين اهم اهدافه تعميق الانقسام وتحسين الوضع الاقتصادي الصعب للغاية في قطاع غزة حتى لا تنفجر الامور وتسود حالة من الفوضى وعدم الاستقرار مما سوف ينعكس على اسرائيل بالتأكيد ، وبناء على هذا فقد قررت اسرائيل زيادة عدد العمال الذين من غزة ويعملون بداخلها وكذلك تقديم ما تستطيع من مساعدات والسماح بدخول اية مساعدات من السلطة او دول العالم والمؤسسات المختلفة الى القطاع ودخول ما يمكن من منتجات غزة اليها.
بالطبع ان اسرائيل لا تتعامل مع حركة حماس التي هي عدو لدود لها، ولكنها وبوساطة مصرية عقدت اتفاقية تهدئة معها، وهي تحاول تقليص دور حماس او حتى انهاء حكمها للقطاع ان استطاعت.
ان ما هو مثير فعلا يجيء باعتراف جهاز الامن الاسرائيلي رسميا وعلنا بأن من اهدافه تعميق الانقسام، وهذا امر معروف ولكن الاعتراف الرسمي به هو الجديد بالموضوع.
ولعل هذا الاعتراف يكون صرخة في عقول وضمائر الذين يواصلون الانقسام ويعيشون في واد المصالح والمواقف الخاصة والشعب يعيش في واقع الاحتلال بكل ممارساته، فهل تصل الصرخة الى آذان من يعنيهم الامر او انها ستظل صرخة في واد وهم في واد آخر؟!.