غياب دور علماء المسلمين

خبير مقدسي لـ"خبر": سقوط الأحجار والأشجار والأرضيات مؤشرات على خطورة الحفريات أسفل الأقصى

سقوط الأحجار في الأقصى
حجم الخط

القدس المحتلة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

كشف مدير مركز القدس الدولي، حسن خاطر، أنَّ السبب وراء سقوط حجر من الحجارة الداخلية للسور الجنوبي للمسجد الأقصى، يوم الخميس الماضي، داخل التسوية المعروفة بمُصلى الأقصى القديم، في نقطة تقع أسفل محراب المسجد القبلي تقريباً؛ هو الحفريات أسفل المسجد المتواصلة من قبل قيام دولة الاحتلال.

الحفريات متواصلة أسفل الأقصى مُنذ 1865

وقال خاطر، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ المنطقة التي سقط منها الحجر تشهد تشققات وتصدعات على مدار التاريخ الحديث مُنذ أكثر من 15 إلى 20 عاماً"، مُشيراً إلى أنَّ هذه التصدعات في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى وحتى في أعمدة الأساس، ما اضطر الأوقاف الإسلامية إلى وضع دعامات إسمنتية في داخل المباني القديمة من أجل تدعيمها.

وأضاف: "إنَّ الحجر الذي سقط من الجدار الجنوبي يطل من الخارج على منطقة القصور الأموية، حيث يوجد أسفل القصور الأموية والأقصى القديم عمليات حفر وأنفاق؛ لأنَّ هناك نفق متشعب من جنوب سلوان إلى منطقة حائط البراق وهو نفق عميق وضخم وشهد الكثير من عمليات الحفر بحفارات ميكانيكية يسمع صوتها المُصلين في أوقات الهدوء ليلاً وفجراً".

وأكّد على أنَّ ما يجري من عمليات حفر تحت الأرض بدأ بالوصول إلى النهايات؛ لأنّه يُحول ما تم حفره إلى استثمارات سياحية دينية للحركة الصهيونية على مستوى العالم من خلال تحويل المناطق إلى ساحات ومعارض ومتاحف.

وأوضح أنَّ أعمال الحفر أسفل الأقصى كانت قبل احتلال فلسطين من خلال "صندوق استكشاف فلسطين" حيث كان يقوم بأعمال حفر في تلك المناطق ويبحث عن أماكن ذكرتها التوراة وتم تأسيسه في بريطانيا عام 1864، قبل قيام دولة الاحتلال بحوالي مئة سنة، وتم طرده أكثر من مرة من المقدسيين وجاء الاحتلال واستمر في الحفر.

سقوط الأحجار والأرضيات والأشجار.. مُؤشرات على الحفر

وبيّن أنَّ الاهتزازات التي تعرضت لها المنطقة على مدار سنوات طويلة مرتبطة بأعمال الحفر وليس سقوط عادي لأماكن تاريخية، مُشيراً إلى أنَّ المنطقة التي سقط منها الحجر لا ترجع للعهد الفاطمي كما هو حال المبنى الموجود المعروف بالمُصلي؛ وإنما ترجع إلى ما قبل العهد الإسلامي كبناء أو في بدايات العهد الأموي أيّ في بدايات الفتح الإسلامي.

وأردف: "المنطقة منحدرة وبالتالي عمليات الحفر تُهدد وجودها ويُمكن أنّ تؤدي لحدوث انهيارات جديدة في وقت من الأوقات، كما حدث في منطقة باب السلسلة من انهيار في الأرضية بسب الحفريات".

وتابع: "كذلك فإنَّ سقوط الأشجار في باحات المسجد الأقصى والبالغ عمرها أكثر من مئة عام؛ تعود إلى تعرية جذورها بسبب عمليات الحفر المتواصلة، وجميعها مؤشرات على ضعف أساسات المنطقة وخطورة الوضع الذي أفرزته عمليات الحفر".

حضور قوى للحاخامات في الأقصى وغياب العلماء

وبالحديث عن كيفية وقف هذه الحفريات، رأى خاطر، أنَّ مواجهة سياسات الاحتلال المنظمة تحتاج إلى عمل منظم يُوازيه؛ لأنَّ الهدف الاستراتيجي هو السيطرة على الأقصى وإبعاد المسلمين عنه".

وأشار إلى دور المقدسيين المركزي في حماية المسجد الأقصى وإفشال مخططات الاحتلال وعدم الاستسلام لبطشه؛ مُستدركًا: "لكِن هناك أدوار ضعيفة كدور السلطة الفلسطينية التي لا تمتلك رؤية بعيدة المدى من ميزانيات وخطط واضحة لمواجهة ما يجري في الأقصى".

وأكمل: "سياسيات السلطة تجاه الأقصى ومدينة القدس تقتصر على ردود الأفعال الارتجالية، ولم تتغير بتغير الأخطار وبقيت مجرد إدانات وشجب واستنكار تتعلق بالنشاط اليومي للمقدسيين ولا تصل مستوى مواجهة سياسات الاحتلال".

وشدّد على غياب الدور العربي والإسلامي؛ على الرغم من أنَّ الأقصى ليس مُقدس فلسطيني بل إسلامي عربي، لافتاً إلى التماهى والتناغم العربي مع دولة الاحتلال في مرحلة التطبيع؛ الأمر الذي انعكس سلبًا على حساب المقدسات الإسلامية في القدس.

كما نوّه إلى غياب دور دول إسلامية مهمة كتركيا وأندونسيا وماليزيا وباكستان والجزائر، وجميعها تمتلك إمكانيات في حماية الأقصى بسياسات مبنية على مواقف بعيدة المدى تجعل من الأقصى مُقدس وليس مجرد ملعب كرة قدم؛ وكأنه ساحة لسفك الدماء.

و ختم خاطر حديثه، بالإشارة إلى غياب دور العلماء المسلمين تجاه ما يجري في الأقصى، مقابل أنَّ حاخامات الصهاينة هم من يصنعون الحدث ويُنظمون المناسبات الدينية في الأقصى، مُشدّداً في ذات الوقت على أنَّ تحرك جزء من علماء الأمة من أصحاب الأصوات المسموعة سيُحدث نوعاً من التوازن؛ رغم أهمية دور المقاومة الفلسطينية.