أنتَ سهمٌ عراقي أبىَ ...
أنتَ سَهمٌ عراقيٌ أبى ...
شهمٌ عربيٌ ...
غوى، ثم هوى ...
يا أحمدُ النعيميُ* ...
شاعر متألم ...
مبصر، شاهد ...
مُستحضر ...
نورَ أندلسٍ ...
وشهامةَ معتصمٍ ...
وعِز بغدادٍ ...
أيامَ الرشيدِ ...
ودمشقُ هيَ عنوان الفتوحِ ...
ومكةَ والمدينة هديُ محمدٍ (ص) ...
لماذا كشفتَ عن السِرِّ ...
عن الحقيقةِ المخبأةِ ...
عَرَّيتَ خُيولَ الرومِ والفرسِ ...
كشفتَ عوراتهم ...
في عصرٍ لا مكانَ فيهِ ...
إلا لمن أعطى البيعةَ ...
لولاية فاسدةٍ ...
وسار خلف فقيه وإمامٍ غائبٍ ...
في غياهبِ الجبِ ...
والعجبِ ...
وألغىَ العقلَّ وأطفأ فيهِ نورَّ الهدى ...
في زمنٍ تحكمهُ طوائف الظلمِ والظلامِ ...
والبغي وغيابِ العقلِ ...
وخسوفِ البصرِ ...
لكل هذا أستحقيتَ الموتَ شنقاً ...
معلقاً على الرافعةِ ...
لترتفعَ فوقَ ظلام عقولهم ...
وسواد عمائمهم ...
ولتبقىَ حروفكَ تشعُ نوراً ...
في عقلِ من إهتدى ...
وتشعل ناراً في قلبِ من كممَ الأفواه ...
وفتح بغدادَ وكل المدن للبغاة ...
لمن هبَ ودَبَّ واعتدىَ ...
أنتَ رجلٌ وعز الرجال ...
في زمنٍ أختزلت فيهِ الرجولة ...
بعضوٍ يبدو قد إختفىَ وغابَ ...
واستأنسَ الخصيَّ ...
بين خيول الفرسِ والرومِ ...
أنتَ سهمٌ عراقيٌ أبىَ ...
أنت شهمٌ عربيٌ غوى ...
ألا يكفيِ كل هذاَ ...
كي تعدم، وتموت فوق الرافعة ...
مرفوعَ الرأسِ ...!!!