مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، تفوح في شوارع قطاع غزّة رائحة "الكعك" الذي اعتادت النساء ومحال الحلويات إعداده في الأعياد، وسط أجواءٍ من الفرح والسعادة، حتى بات مصدر رزقٍ لكثيرٍ منهم.
ويُعد الكعك من الأطباق التي يرغبها الصغار والكبار، لكن احتوائه على السكر وإعداده بطريقة غير صحية جعل مرضى السكر يمتنعون عن تناوله، ما دفع السيدة هناء الوكيل "32 عامًا" إلى التغريد خارج الصندوق وافتتاح مشروع "البيت الصحي" المُختص بصناعة الحلويات والكعك والمأكولات بطريقة صحية.
تنهمك هناء مع قرب حلول عيد الأضحى بصناعة الكعك داخل متجرها بطريقة صحية وبمقادير متوازنة، معتمدةً في تكوين العجين على الشوفان وزيت جوز الهند ومكونات صحية أخرى بديلة عن السمنة والسميد والزبدة.
وقالت الوكيل، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّها تُعد الكعك بملمس هش وبحشوات متنوعة كالعين جمل والعجوة والفستق الحلبي"، لافتةً إلى أنَّ ما يُميزه عن الكعك العادي هي طريقة صنعه وعدم احتوائه على سعرات حرارية عالية.
فكرة مشروعها
تمكنت هناء الوكيل عقب تخرجها من الجامعة الإسلامية، من الحصول على فرصة عمل في مجال تخصصها الجامعي "بصريات طبية"، لكِن قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمقر عملها القائم في برج الجوهرة خلال الحرب الأخيرة على غزّة، أفقدها عملها ودفعها للتفكير في إنشاء مشروعها الخاص.
"منذ طفولتي وأنا أعشق الطبخ واعتدت على تناول وإعداد المأكولات والحلويات بطريقة صحية منذ سنوات، وكنت أبحث كثيرًا عن أماكن تختص بصناعته بطريقة صحية، لكني لم أجد، ومن هنا قررت رسم ملامح مشروعي "البيت الصحي" في مخيلتي وتمكنت من افتتاحه على أرض الواقع في أواخر عام 2021"، بهذه الكلمات استهلت هناء حديثها لوكالة "خبر".
وبعد أنّ انتهت هناء من الرد على مكالمة هاتفية لأحد زبائنها وتدوين طلبه، أشارت إلى أنّها تقضي معظم وقتها داخل متجرها ما بين ترتيب الأطباق بطريقة تجذب المواطن وبين استقبال وإعداد طلبات الزبائن والرد على استفساراتهم عبر الهاتف أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
البيت الصحي
كما أطلقت هناء على متجرها اسم "البيت الصحي"، لجذب وتعريف المواطنين بمحتوى وطبيعة مشروعها، مُشيرةً إلى أنّه لاقى إقبال وإعجاب الكثير من المواطنين منذ افتتاحه ولا سيما مرضى السكر.
وبيّنت أنَّ "ما يُميز مشروعها أنّه أول متجر بغزّة مختص بإعداد الأطعمة بطريقة صحية، حيث يستطيع المواطنين من خلاله تناول كافة أصناف الحلويات بسعرات حرارية قليلة ودون حرمان".
أما عن الأصناف التي تُعدها داخل متجرها، أوضحت أنّها تُقدم وجبات غذائية محسوبة السعرات الحرارية وخالية من الزيوت والدهون، بالإضافة إلى البيتزا والمناقيش، إلى جانب الحلويات الباردة والساخنة والتي منها "الوافل، الكريب، الكب كيك، تشيز كيك، دونات، كوكيز، الكيك، وبرالين، حلوى التويكس والسنكرز، البوظة، وغيرها".
وأكّدت الوكيل، على أنّ جميع الحلويات التي تصنعها خالية من السكر ولكن بذات الطعم والجودة، حيث تعتمد على مواد صحية أخرى بديلة مثل زيت الزيتون، وجوز الهند والشوفان، و"الستيفيا" وهي عبارة عن سكر طبيعي لا يعمل على رفع نسبة السكر في الدم مثل السكر الأبيض المتعارف عليه.
طموح وصعاب
وأضافت هناء: "واجهت العديد من الصعوبات منذ افتتاح المشروع أبرزها عدم توفر بعض المواد الخام اللازمة في إعداد الأطعمة بطريقة صحية، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزّة منذ أكثر من 15 عامًا".
وتطمح هناء إلى تطوير متجرها وتحويله إلى مطعم بحيث يستطيع الزبائن الاستمتاع بتذوق أطباقها الصحية داخل متجرها وليس فقط شرائه.