حين يأتى الموت على غفلة .. ماذا بعد الرئيس "عباس" .. هل يجتمع المختلفون على شخص "دحلان" للرئاسة ؟!

محمد دحلان
حجم الخط

مع بداية العام الجديد، تنطلق الشائعات حول صحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي جاوز الثمانين عاما، لتبدء التكهنات حول تأثيرات غيابه على المشهد الفلسطيني الداخلي الذي يشهد حالة انقسام متجذرة منذ 9 أعوام، وبخاصة كيانية السلطة الفلسطينية التي تعاني بفعل قبضة إسرائيل على مفاتيح استمرارها من تملكها لقرار الأموال وتحركات قيادات السلطة واجتياحاتها لمناطقها بأي لحظة ، ومن هي الشخصية الكاريزمية القيادية التي من الممكن أن تقود السلطة، فيما يري البعض أن السؤال الأهم هل هناك شيء نقوده حتى نختلف عليه !!!.

المشهد ... بعيدا عن الرئيس محمود عباس "أبو مازن"

كيف سيبدو المشهد في حال الغياب القصري للرئيس "محمود عباس" مع تحديات يعيشها يقف في مقدمتها الانقسام الداخلي بين فتح-وحماس، والخلافات داخل البيت الفتحاوي، والاحتلال الاسرائيلي في ظل هجمة مسعورة على الأرض والمقدسات والانسان الفلسطيني

وحول تأثيرات غياب الرئيس"أبومازن" على الساحة الداخلية الفلسطينية يقول الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله "لوكالة خبر" أن  " التأثيرات كبيرة وسيئة على الساحة الفلسطينية، خاصة لو غادرنا بشكل مفاجئ، وهذا ما لا يتمناه أحد على الساحة الفلسطينية"

وأكد عطالله  "الحديث حول صحة الرئيس يدق كافة الأجراس والخطوط الحُمر، بضرورة ايجاد البدائل لحركة فتح ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية"

وتابع أنه حينما غادر الراحل "ياسر عرفات" الحياة السياسية، كان أبو مازن "رجل الاجماع" داخل فتح والمنظمة، باعتباره الرجل الثاني داخل حركة فتح وداخل السلطة.

من جانبه ينفي استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزت نشأت الأقطش" لوكالة خبر" أن يكون لغياب الرئيس "عباس" تداعيات على الساحة بخلاف سابقة "أكرم عطالله" بالقول " لن يكون له تأثيرات على الضفة الغربية المحكومة بأجهزة أمنية قوية، ولن يحدث فراغ لأن الانقسام موجود"

وتابع "فيما مضي غاب "عرفات"عن الساحة ولم يحدث شيئ داخل حركة فتح مستدركا أنه من المرجح أن تحدث ارتدادات ترسخ الانقسام.

وشدد "الرئيس عباس أعد "صائب عريقات" بتوليته أمانه سرمنظمة التحرير الفلسطينية مما يؤهله لقيادة السلطة بشكل مؤقت، لكن الخلاف القانوني سوف ينفجرمع المجلس التشريعي الذي يتمتع بأغلبية "نواب حماس"، في حالة انعقاده وانتخاب شخصية من حماس أو مقربة منها لهذا المنصب.

بدوره يقلل الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل "لوكالة خبر"  من تأثيرات غياب "عباس" عن الساحة الفلسطينية بالقول " الانقسام حاصل وأي ترتيبات حول الأمر سوف تكون من خلال منظمة التحرير، ولن يحدث فراغ سياسي"

وأكد أن " حالة الجدل القانوني فترة الانقسام قد تجاوزتها، باعتبار الجميع قد تجاوز القانون، وبالتالي أزمة الرئاسة سوف تخلق صعوبات وتناقضات لبعض الوقت"

وشدد أن المرحلة الحالية التي يعيشها الفلسطينيون معقدة ولاخيار أمامهم سوى الذهاب لمربع الاشتباك مع اسرائيل بحضور الرئيس عباس أو في غيابه"

هل دحلان مرشح للرئاسة ؟

كثرت التكهنات والتسريبات حول شخصية الرئيس القادم مع حديث يدور حول طبخة تعد في الخفاء بمشاركة مصرية سعودية اردنية إسرائيلية  للتوافق على بعض الأسماء ويطرح هنا ناصر القدوة وسلام فياض. لكن يبقي السؤال اين محمد دحلان من أي طبخة تعد ؟

وبشأن طرح اسم "محمد دحلان" كمرشح محتمل لرئاسة السلطة الفلسطينية يقول الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله  "مصر أجرت أكثر من جولة لمحاولة رأب الصدع داخل البيت الفتحاوي، لكنها لم تنجح"

وتابع "كذلك كانت هناك وساطات من دولة الإمارات لإنجاز مصالحة فتحاوية مستدركا أن المفاجئات محتملة في الوضع الفلسطيني بالقول عندما ترشح أبومازن لمنصب الرئاسة استقال من حركة فتح ومنظمة التحرير"

وشدد عطالله انه يبقي السؤال " هو الاجماع داخل حركة فتح، ودحلان لديه كتلة شعبية على الأرض وكذلك داخل اللجنة المركزية، وفي حال تحققها سوف يتم ترشيحه لرئاسة السلطة"

ويتفق طلال عوكل مع سابقه بالقول أن "دحلان لديه كتله خارج الهيئة القيادية لحركة فتح"

ويتابع "الأمر يعتمد على توافقات فتحاوية، وقد تدخلت دول عربية في أمر المصالحة سواء مصرية أو إمارتية أو أردنية"

مؤكدا أنه في حال توافقت عليه فتح سوف يصبح دحلان أحد المرشحين.

وحول  ضرورة الحصول على موافقة حمساوية على شخص دحلان يقول عوكل" لا أرجح أن تعطي حماس الضوء الأخضر لأي شخصية فلسطينية"

أما نشأت الأقطش فيرى أنه لايوجد مرشح توافقي في الساحة الفلسطينية، حتي ما يطرح بخصوص " اسم مروان البرغوثي أيضا".

وكشف أن هناك تسريبات حول طبخة مصرية أردنية سعودية أمريكية إسرائيلية لتحضير لمنصب الرئاسة وتتداول أسماء ناصر القدوة وسلام فياض

ونوه أنه مهما كانت التحليليات حول شخصية الرئيس فالتحدي الأبرز في وجه الفلسطينيين يبقي الاحتلال.

انهيار السلطة

وبخصوص التكهنات بانحلال السلطة الفلسطينية في حال الغياب المفاجئ للرئيس عباس عن المشهد يؤكد نشأت الأقطش أن "السلطة تقوم بوظيفة وهي مصلحة عربية واسرائيلية مشددا أن السؤال الأهم هو ليس من سيقود ولكن ماذا سنقود في ظل وجود سلطة منقوصة وبدون سيادة"

ويتابع قوات الاحتلال تتواجد على بعد 100 متر عن مدينة رام الله العاصمة السياسية للسلطة، وكذلك بالقرب من بيت الرئيس.

بدوره يرى أكرم عطالله أنه في حال حدوث غياب مفاجئ للرئيس عباس عن مسرح السياسة الفلسطينية  "اسرائيل سوف تلتقط الفرصة ، في ظل غياب اجماع حول الشخص الكاريزمي الذي سيقود الضفة الغربية وحركة فتح والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير"

وينوه أن اسرائيل سوف تحدث خلل كبير يؤدي لتآكل السلطة وستستلم كل الصلاحيات على نمط البلديات وروابط القرى.