وضمان عدم إفلات قادة الجيش من العقاب

بالفيديو: حقوقي يتحدث لوكالة "خبر" عن مجزرة أطفال "الفالوجا" بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بارتكابها

مجزرة أطفال الفالوجا
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر

قال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، د. صلاح عبد العاطي، إنَّ تأكيد دولة الاحتلال مسؤوليتها عن مجزة اغتيال أطفال مقبرة "الفالوجا" شمال قطاع غزّة، في السابع من أغسطس الحالي، يعني أنّها تعمدت ارتكاب جرائم ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب.

وأضاف عبد العاطي، في حديثٍِ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ إسرائيل استهرت بكل قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، الذي يُوفر الحماية للمدنيين خاصةً الأطفال والنساء"، مُردفاً: "هذا العدوان يُبين أنَّ إسرائيل تعمدت استهداف المدنيين وتحللت من كل الالتزامات وقواعد القانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقية جنيف واتفاقية حقوق الطفل وكافة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن".

وتابع: "كل ذلك يتطلب إحالة هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية، ووقف سياسة التسويف والمماطلة سواء من السلطة أو مُدعي محكمة الجنايات الدولية، من أجل ضمان منع إفلات قادة الاحتلال من العقاب".

وأشار عبد العاطي، إلى أنّ هذه الجريمة عبارة عن تكرار لمسلسل جرائم إسرائيلية يتم ارتكابه في كل عدوان على قطاع غزّة، مُبيّناً أنَّ دولة الاحتلال تحتمي بالفيتو الأمريكي والدعم السياسي والعسكري من بعض الدول، وحصانة لجنودها وقادتها السياسيين، ما يعني أنَّ عدم محاسبتهم سيؤدي لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني. 

وكانت عائلة نجم، قد طالبت مساء يوم أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي، برفع ملف جريمة اغتيال الاحتلال لأطفالها الأربعة خلال العدوان الأخير على قطاع غزّة، إلى محكمة الجنايات الدولية، ومحاسبة قادة الاحتلال على تلك المجزرة.

وقال جميل نجم، في كلمة عائلة الشهداء: "إنَّ الاحتلال أوغل في دماء شعبنا، وتجاوز كافة الخطوط الحمراء باغتيال مجموعة من الأطفال على مرأى ومسمع العالم"، مُردفاً: "نقف اليوم رفضاً لهذا الظلم ولرفع صوتنا حتى منع هذا الإجرام من التكرار".

وطالب نجم، بمحاكمة قادة الاحتلال وتقديمهم إلى محكمة الجنايا الدولية، لمحاسبتهم على تلك الجريمة وغيرها العشرات من الجرائم التي اقترفها الاحتلال على مدار سنوات مضت، مُستدركاً: "لن نتترك أيّ مؤسسة أو وسيلة قانونية، سواء هيئات محلية أو دولية، حتى ينال المجرم الصهيوني عقابه".

وكشفت وسائل إعلام عبرية، يوم أمس الثلاثاء 2022/8/16م، أنَّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اعترف بأنَّ قواته تقف خلف قصف مقبرة الفالوجة في جباليا شمال قطاع غزّة، والذي أدى لاستشهاد 5 أطفال حينها من بينهم 4 من عائلة نجم وخامس من عائلة أبو كرش.

والأطفال الشهداء هم: جميل إيهاب نجم "13 عاماً"، جميل نجم الدين نجم "4 أعوام"، حامد حيدر نجم "16 عاماً"، محمد صلاح نجم "17 عاماً"، ونظمي فايز أبو كرش "14 عاماً".

وزعم سفير "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن، أنَّ الاحتلال "الإسرائيلي" لم يقتل الاطفال الخمسة في جباليا، وأنَّ صواريخ المقاومة هي من تسببت باستشهاد الأطفال.

وبحسب صحيفة هآرتس العبرية، فإنّه خلافاً للتقرير الأولي الذي أصدره جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حينها بأنّهم استشهدوا نتيجة صواريخ "الجهاد الإسلامي" كما جرى في جباليا في الليلة التي سبقت الحدث، تبيّن من خلال التحقيقات العسكرية أنَّ الأطفال قُتلوا نتيجة غارة جوية "إسرائيلية".

وبيّن التحقيق العسكري، أنّه لم يتم رصد إطلاق صواريخ الجهاد في ذلك الوقت، كما تُظهر بيانات القوات الجوية أنّها هاجمت أهدافاً بالمنطقة في ذلك الوقت.

يُشار إلى أنَّ طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" شنّت هجوماً كبيراً على قطاع غزة، استمر ثلاثة أيام، استشهد خلاله ما يقارب من 50 مواطناً وأكثر من 350 جريحاً، جُلهم من الأطفال والنساء.