كرر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، مزاعم الاحتلال بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ينكر المحرقة، وذلك بالرغم من التوضيح الذي نشره الرئيس عباس أمس الأربعاء، نافيًا فيه بشدة أنه ينكر المحرقة، وأنه تحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، في برلين أول من أمس، عن المجازر التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها بحق الفلسطينيين.
وادعى غانتس، خلال مقابلة أجراها اليوم الخميس، معه موقع "واينت" العبري، أن أقوال الرئيس عباس هي حدث خطير جدًا، مجرد إنكار المحرقة، وخاصة في ألمانيا، هذه أقوال مثيرة للغضب، مهووسة وكاذبة، ولا مكان لها أبدا.
وفيما يتعلق بأقوال الرئيس عباس حول مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، زعم غانتس أنه لا توجد ظاهرة مثل المحرقة التي تعرض لها يهود أوروبا واليهودية عموما في الحرب العالمية الثانية، ولا يمكن طمس هذا، وطلبت بواسطة مكتبي أن يتراجع عن أقواله وحسنا أنه فعل ذلك.
وأضاف غانتس أن "علينا الحفاظ على استقرارنا الأمني، وعلينا الحرص على التنسيق الأمني. ولا ننفذ ذلك مع الأم تريزا، وأنا أنفذ ذلك مع الذي يتواجد في الميدان. هذه هي طبيعة الأمور. وأعلن أمام الجميع، نحن موجودون هنا، والفلسطينيون هنا أيضا، وينبغي إقامة علاقات معهم. والتقيت مع أبو مازن، مرة في منزله، ومرة في منزلي ومرة في مكتبه في رام الله. ولا توجد هنا مسألة صداقة شخصية"، مضيفا أنه "لا توجد خطة للقاء آخر في الفترة القريبة".
وتابع: "إنه سيلتقي مع الرئيس الفلسطيني "كلما دعت الحاجة إلى ذلك، من أجل ضمان مصالح دولة إسرائيل، وسأفعل ما هو صائب من أجل دولة إسرائيل. وفي الوضع الذي أتواجد فيه الآن، فإني لست مسؤولا عن تغريدة. أنا مسؤول عن الواقع. وإذا كانت هناك حاجة إلى لقاء من أجل استقراره، ومن أجل الاستمرار بأفق لمواصلة حوار كهذا أو ذاك مع الفلسطينيين، فهذه مصلحة كلا الجانبين في نهاية الأمر".
وحول ما إذا كان الرئيس عباس "شريكا لاتفاق سياسي"، قال غانتس إنه "أواجه صعوبة في رؤية اتصالات حول اتفاق دائم وطويل الأمد في الوقت الراهن. وأعتقد أن علينا مواصلة العمل من أجل تقليص الصراع، وربما نصل لاحقا إلى تسوية دائمة".
وأضاف أن دعوة المرشح في حزبه ورئيس أركان جيش الاحتلال السابق، غادي آيزنكوت، إلى الانفصال عن الفلسطينيين، "لا تعني إخلاء مستوطنات، وإنما الحفاظ على الحوار الإستراتيجي. وأنا أتساءل، ما هو البديل؟ أن تنشأ منظمة راديكالية أكثر من أبو مازن ومن حماس؟ هل الجهاد الإسلامي أفضل من أبو مازن؟ فهو زعيمهم. هو وليس حماس ولا الجهاد الإسلامي. والخطر الآخر هو فكرة الدولة الواحدة، وأن نكون كلنا هنا أقلية يهودية في هذا المكان. أهذا ما نريده؟ علينا السعي من أجل التقدم إلى الأمام".
وقال إن قائمة "المعسكر الوطني" التي يرأسها لا تدعو إلى حل الدولتين، "ومن يعتقد أنه سيكون هنا عام 1948 مرة أخرى والفلسطينيين لن يبقوا، فإنه يعيش في وهم. ومن يعتقد أنه سنعود إلى حدود العام 1967، أي نحن هنا وهم هناك، يعيش في وهم. والطريقة الوحيدة هي أن نحلّ ذلك معا، أن نقلص الصراع، ونحافظ على الأمن، ونطور الاقتصاد. والطموح هو تقوية دولة إسرائيل. والطريق إلى هناك تمر أيضا، وليس فقط، عبر تقوية السلطة الفلسطينية".
وتابع، إن الضفة الغربية هي "موضوع أمني – سياسي بارز. وعلاقتي مع الفلسطينيين هي علاقة متواصلة، ومكتبينا يطلعان بعضهما الآخر، وأنا مسرور أنه هو (عباس) أيضا طلب هذا الأمر".
وفيما يتعلق بإيران، اعتبر غانتس أن "إسرائيل جاهزة لشن عملية (عسكرية) ضد إيران إذا اضطرت لذلك، وفي أي توقيت. ونحن مستمرون في تعزيز قوتنا وسنسمر بذلك طالما نحن مضطرون له".