قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، إنَّه يتم السعي منذ وقتٍ طويل لوضع قضية الأسير المريض ناصر أبو حميد وما يرمز له في صدارة الاهتمام الشعبي الفلسطيني؛ لتشكيل أكبر حالة من الضغط على الاحتلال من أجل كسر "التابو الإسرائيلي" المتمثل في رفض إطلاق سراح الأسرى المرضى؛ حتى حين يصل الوضع بهم إلى حالةٍ ميؤوس منها.
وأضاف فارس، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّه لا يُمكن كسر هذا الوضع إلا من خلال ممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي"، مُعتبراً أنَّ محاولاتهم تُشكل أكبر حالة ضغط؛ لكِن حتى الآن لم يتم النجاح في هذه المهمة.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قد حذّرت يوم أمس، من استشهاد الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد "49 عاماً"، في أيّ لحظة، وذلك في الوقت الذي خرجت فيه مسيرة شعبية من مخيم الأمعري تتقدمها والدته، وجابت شوارع مدينتي رام الله والبيرة، بالتزامن مع وقفة مماثلة وسط مدينة نابلس، للمطالبة بالإفراج الفوري عنه، في ظل التدهور الشديد الذي طرأ على حالته الصحية، نتيجة سياسة الإهمال الطبي.
وأوضح المتحدث باسم الهيئة حسن عبد ربه، أنَّ الاحتلال مارس الإهمال الطبي بحق أبو حميد، حيث لم يتلقى منذ شهرين أيّ جرعة علاج، لأنَّ جسده لم يعد يقوى أو يتجاوب مع تلك العلاجات.
كما أكّدت عائلة الأسير أبو حميد، على أنَّ التوصية الطبية الأخيرة، دعت إلى فحص إمكانية السماح له بالخروج من السجن ليقضي أيامه الأخيرة بين عائلته.
والأسير ناصر أبو حميد، من مخيم الأمعري، وهو أحد خمسة أشقاء حكم عليهم الاحتلال بالسّجن مدى الحياة، وكان الاحتلال قد اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: "نصر وناصر وشريف ومحمد"، فيما اعتقل شقيقهم إسلام عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أنَّ بقية العائلة تعرّضت للاعتقال، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما تعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019.
وبالحديث عن الجهود الأممية المبذولة للإفراج عن الأسير أبو حميد، قال فارس: "إنَّ الحديث عن جهود أممية كلمة مبالغ فيها"، مُتسائلاً: "ما هو المقصود بالجهود الأممية؟ هذه مبالغة".
وأردف: "أما الصليب الأحمر فهو مؤسسة إنسانية لا تستطيع أنّ تفعل شيء، كما أنَّ دورها تراجع خلال السنوات الأخيرة، ولا يمكن أنّ تكون سبباً في إطلاق سراح ناصر أبو حميد.
وحمَّل فارس، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة الأسير أبو حميد؛ لأنّه هو من اعتقله وأهمله طبياً، ولم يُقدم له العلاج المناسب وهي مسؤولية حصرية يتحملها الاحتلال "الإسرائيلي".
وعلى صعيدٍ موازٍ، أكّد فارس، بقاء أسير واحد مضرب عن الطعام وهو عدنان الموسى، الأمر الذي يؤكد استمرار رفض الأسرى للقانون البائس المتمثل في الاعتقال الإداري التعسفي العنصري الذي تنفرد إسرائيل به في العالم أجمع.
وختم فارس حديثه، بالقول عن والدة الأسير ناصر أبو حميد وأشقائه الخمسة داخل سجون الاحتلال، بالقول: "إنَّ الكلمات تعجز عن تمثيل حالة نموذجية في فلسطين، قدّمت كل ما تملك من أجل حرية الشعب الفلسطيني"، مُردفاً: "خمسة أبناء محكومين بالسجن المُؤبد وشهيد وبيت مهدوم وحالة صمود واستقامة".