سمعنا مسؤولاً فلسطينياً كبيراً يقول إن غياب الحل السلمي العادل يضع المنطقة على مفترق طرق، ثم سمعنا بيانا لوزارة الخارجية يؤكد ان تغييب العملية السلمية يضع المنطقة امام خيارات صعبة.
والحقيقة ان احدا لم يقل لنا ما هي هذه الخيارات الصعبة، ولا الى اين يؤدي بنا مفترق الطرق الذي يتحدثون عنه، ولكن المهم والواقع ان الاحتلال يواصل تنفيذ مخططاته وسرقة الارض وتهجير المواطنين، ونحن نواصل تكرار الخطابات والبيانات وتصريحات الاستنكار والادانة.
واذا كنا نطالب الاحتلال بالتوقف عن ممارساته المدمرة ولكنه لا يستجيب لأن احدا لا يسمع سوى لغة القوة، فإننا نطالب المسؤولين بالتوقف عن تكرار البيانات التي لا قيمة لها، لأن المطلوب اتخاذ خطوات فعلية مؤثرة، فهل يستجيبون ام أننا سنظل ندور في الحلقة المفرغة من غطرسة الاحتلال، والكلام الاجوف الذي زهق منه المواطنون ولم يعودوا يستمعون اليه او يهتمون به، وللأمانة والصدق، فإنني لم اعد اهتم بسماع نشرات الاخبار واكتفي في احسن الاحوال بالشريط الاخباري الذي اتابعه ولو مرة واحدة..
كلمة صريحة .. عن التعليم بالقدس
يكثر في هذه الايام الحديث عن التعليم بالقدس ومساعي الاحتلال لتهويده ومحاوله تشويه الوعي والمفاهيم الوطنية والتربوية لدى ابنائنا وبناتنا في عشرات المدارس في العاصمة الموعودة.
ان التربية الوطنية لا تكون بالكتب ابدا وانما بالبيت والعائلة والحس الوطني ومعرفة الواقع والمطلوب مستقبلا، واكبر دليل على ذلك ان الفلسطينيين داخل حدود ١٩٤٨، يدرسون المناهج الاسرائيلية كاملة ولكنهم من اقوى الناس تمسكا بالوطن والوطنية والرفض للاحتلال بكل ممارساته.
لا بد في هذا السياق من الاشارة الى الدعم المادي الكبير الذي تقدمه سلطات الاحتلال الى المدارس عموما ويستفيد من ذلك كل مدارس القدس ولكن ذلك لم ولن يقتل الروح الوطنية ابدا.
الجوائز الخرافية !!
تقدم بعض البنوك والمنظمات جوائز نقدية ضخمة الى بعض الفائزين او المميزين حسب المفاهيم المتفق عليها، وهذا التشجيع امر ايجابي يستفيد منه البعض والمؤسسات التي تقدم هذه الجوائز.
ولي ملاحظة حول هذا الموضوع ارجو ان تصل الى من يعنيهم الامر، انا اوافق على تقديم الجوائز، ولكن ليس بهذه المبالغ الضخمة، واقترح تقديم جوائز بسيطة، نسبيا، وتقديم المبلغ الاكبر الى المؤسسات التي تقدم الخدمات الاجتماعية او الصحية والانسانية وما يشبه ذلك، لأن فيها مساعدة اكبر وخدمة اوسع للمواطنين والوطن.
الانتخابات الاسرائيلية والقوائم العربية !
ستجري في الاول من تشرين الثاني المقبل انتخابات لاختيار اعضاء الكنيست، وهناك اربعون قائمة بينها ثلاث قوائم عربية. وعلى المستوى اليهودي فان رئيس الوزراء السابق نتانياهو هو يبدو الاكثر احتمالا للفوز بعدد يجعله رئيس الوزراء القادم.. ونحن لا يهمنا من سيفوز من اليهود لانهم كلهم بين متطرف واكثر تطرفا. ولكن ما يهمنا هو القوائم العربية.
وبدون الدخول في الاسماء والتفاصيل فإن الانقسامات في الاحزاب العربية قد تجعل بعضها لا يجتاز نسبة الحسم، كما ان شرذمة الاصوات قد تجعل بعضها يذهب الى القوائم اليهودية المتطرفة التي لا تخدم الوجود العربي الفلسطيني اطلاقا.
والسؤال الكبير لماذا هذه الانقسامات ؟ ولماذا لا تكون هناك قائمة واحدة تجمع الكل العربي او على الاكثر قائمتان ؟!