من هو الطرف الأضعف، أوروبا ام روسيا؟ من هو الطرف الأقوى، أمريكا والناتو أم روسيا والصين وايران والمحور الآخر؟
على ارض أوكرانيا حرب جديدة بكل المقاسات. الأدوات والضحايا والصواريخ والدبابات والاعلام والتضليل والوعي والتحالفات والاقتصاد والنقل البحري والغاز .
من يقول ان هذه الحرب ستؤدي الى مواجهة نووية لاحقا قد يكون صادقا. ومن يقول لن تصل الأمور الى النووي ولكنها أكثر بشاعة من النووي قد يكون صادقا أيضا .
الفلسطينيون مثل الإسرائيليين يتابعون بكل جوارحهم ما يحدث هناك. كيف تنقلب التحالفات؟ وكيف تدور المناورات؟ وكيف يتسبب كل طرف بأكبر قدر ممكن من الألم للطرف الآخر. والاهم في كل هذه الحرب عدم الوقوع في فخ الاستعجال. فالحرب لم تبدأ بعد والشتاء يقترب، والغاز ثم الطاقة ثم المواد الغذائية هي شبح البرد الأوروبي القارص هذه المرة.
الحكومة الإسرائيلية بقيادة يائير لبيد حسمت نفسها كليا مع زيلانسكي ضد روسيا وهذا يزيد من وضوح الصورة ويسهل الاختيار على غالبية الجمهور الفلسطيني الذي يقف تلقائيا ضد إسرائيل في كل مكان وكل زمان. ولا شك ان هذا الاختيار عاطفيا، ويتعلق بالصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي ولا يتعلق بأوكرانيا وملفاتها قطعا .
لا شك أن الإسرائيليين أكثر قلقا من الفلسطينيين، فلو انتصرت روسيا فان خسارة إسرائيل لن تقدّر بثمن. وسوف تدخل إسرائيل في منعطف يصعب الخروج منه. ولو انتصرت أمريكا والناتو فان إسرائيل سوف تخسر روسيا شعبيا الى غير رجعة .
لقد فرض الامر الواقع نفسه على تل ابيب لتحسم امرها. وهو امر حاول الصهاينة الهروب منه.
الانتخابات الامريكية القادمة، والانتخابات التركية القادمة أهم بكثير من الانتخابات الإسرائيلية القادمة. وفي كل يوم يمضي على المعارك في أوكرانيا، يتعلم الفلسطينيون ان عجلة الزمان لا تبقى على حالها، وان هيبة أمريكا انكسرت، ومعها هيبة إسرائيل .