أكّد القيادي في حركة فتح بمدينة القدس، رأفت عليان، على التزام أهالي مخيم شعفاط وعناتا وضاحية السلام ورأس خميس ورأس شحادة، شمال شرق القدس، بالعصيان المدني، ردًا على حصار قوات الاحتلال مُنذ نحو خمسة أيام لهذه البقعة الجغرافية الصغيرة التي يسكنها نحو 150 ألف نسمة؛ في ممارسة لسياسية العقاب الجماعي، بعد تنفيذ شاب فلسطيني عملية فدائية على حاجز مخيم شعفاط.
وقال عليان، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ أهالي (عناتا ومخيم شعفاط وضاحية السلام) يشعرون بالفخر والصمود؛لأنَّ مُنفذ العملية ضد جنود الاحتلال من بينهم ولا زال حرًا طليقًا، وهو الأمر الذي تم التعبير عنه من خلال الهتافات والشعارات التي انطلقت من حناجر الأهالي الذين خرجوا في مسيرات عفوية يُعلنون العصيان المدني ضد سياسية العقاب الجماعي، حيث يُعاني المرضى وكبار السن وطلبة المدارس والعمال من الحصار المشدد عليهم".
وأضاف: "إنَّ سكان عناتا ومخيم شعفاط وضاحية السلام، يتمنون وجود "حاضنة فلسطينية" لصمود وصبر أهالي المخيم"، مُتسائلاً: "لماذا الفصائل الفلسطينية المجتمعة في الجزائر لا تقطع زياراتها وتعود فورًا إلى أرض الوطن وتُشكل غرفة عمليات؛ لإدارة الأزمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني سواء في عناتا ومخيم شعفاط وضاحية السلام أو في المدينة المقدسة والوطن بشكل عام؟!".
وأكمل: "إنَّ ما يجري انتفاضة شعبية فلسطينية ضد حرب التهجير والقتل والتدمير الإسرائيلية التي يتعرض لها شعبنا، وذلك في ظل غياب القيادة الفلسطينية"، مُشدّداً في ذات الوقت على أنَّ من يقود ويُوجه تعليماته للشعب الفلسطيني ويلتزم الشعب بها هي مجموعة "عربن الأسود"، الأمر الذي يدل على عدم وجود ثقة بين الشارع الفلسطيني والقيادة الفلسطينية التي فشلت في احتضان ولملمة الجرح الفلسطيني الداخلي، كما أنَّ مؤشر ذلك هو عدم وجود سلطة للفصائل الـ 14 المجتمعة في الجزائر على شعبنا.
وبالحديث عن أهمية بدء "عصيان مدني" في وجه الاحتلال من مخيم شعفاط في القدس، قال عليان: "إنَّ بدء العصيان المدني من مخيم شعفاط وعناتا وضاحية السلام، يدل على غياب القرار المركزي للقيادة الفلسطينية"، لافتاً إلى أنَّ الشعب الفلسطيني كان يتعامل في السابق مع قرارات القيادة الفلسطينية عندما كانت خارج الوطن وكأنها من المسلمات؛ لكِن الآن أصبحت لا تؤخذ بعين الاعتبار نهائياً.
وأردف: "في حين أنَّ قرارات عرين الأسود، تُنفذ على أرض الواقع؛ ما يدل على أنّ شعبنا الفلسطيني يقود نفسه بنفسه دون احتضان من القيادة أو حتى من الفصائل؛ وهو ما يُبرهن أنَّ الشعب أخذ زمام المبادرة والمقاومة من قيادته في الفصائل وبدأ يُحارب ويُقاتل من أجل كرامته ومن أجل حريته من أجل استقلاله".
أما عن احتمالية إطالة الاحتلال أمد الحصار المفروض على مخيم شعفاط، رأى عليان، أنَّ الاحتلال الذي فشل أمنيًا في إلقاء القبض على مُنفذ العملية يُمارس "الإفلاس السياسي والأمني" ضد الشعب الفلسطيني والعقاب الجماعي لما يقارب من الـ150 ألف نسمة؛ نتيجة فشله الأمني في أنّ يُلقي القبض على مُنفذ العملية وهو الفشل الأمني الذي يُسجل على الاحتلال.
ورجّح مواصلة الاحتلال تصعيده الأمني ضد مخيم شعفاط وعناتا وضاحية السلام، طالما أنَّ منفذ العملية حرًا، داعيًا أهالي الضفة إلى إعلان النفير العام ضد الاحتلال؛ لأنَّ المعركة ليست في عناتا أو شعفاط، وإنّما مستمرة ضد الشعب باكمله، في ظل سعي الاحتلال لتمزيق شعبنا جغرافيًا وديمغرافيًا ووطنيًا.
وختم عليان حديثه، بالقول: "إنَّ الاحتلال يعتقد أنّه استطاع عزل مدن الضفة وغزّة والقدس عن بعضها البعض؛ لكِن شعبنا أثبت وحدته في الميدان بقيادة غرفة عمليات مشتركة"، مُشيراً في ذات الوقت إلى أنَّ الانقسام السياسي لا يمكن أنّ ينعكس على وحدة الميدان.