تحدث خبير الشئون الفلسطينية آفي يسخاروف، اليوم الثلاثاء، عن خمسة أسباب ستؤدي إلى نشوب انتفاضة ثالثة بعد وصول اليمين المتطرف إلى سدة الحكم.
وقال آفي يسخاروف، في مقال له على صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "إنّ السبب الأول هو المسجد الأقصى والمحاولات المتواصلة لإيتمار بن غفير ورفاقه الذين سيواصلون السماح للمستوطنين لأداء الطقوس التلمودية في المسجد، باعتبار ذلك أبرز نشاطاته السياسية، وما سيشهده حي الشيخ جراح والبلدة القديمة، لأنه لم يتردد في إشعال المنطقة خلال السنوات التي لم يكن فيها بالحكومة".
وأضاف: "ومن المتوقع أنه سيحاول السعي الآن لتحقيق إنجاز سياسي بإخلاء الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح، أو السماح باقتحام يومي لأداء الطقوس التلمودية في الأقصى بإذن وبدون إذن".
وتابع يسخاروف: "إنّ السبب الثاني يتمثل في احتمالية عالية للغاية أنّ تقوم حماس بإطلاق الصواريخ نحو أهداف إسرائيلية، رغم الهدوء النسبي الذي يسود على حدود غزة".
وأشار إلى أنّ حركة "حماس" خلقت معادلة أمام "إسرائيل" خلال جولة القتال في أيار/ مايو 2021 إبان نهاية حكومة نتنياهو السابقة، وبموجبها أي إجراء إسرائيلي في القدس قد يؤدي لتصعيد كبير، لاسيما إن تعلق الأمر بتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى.
وأكمل: "أما السبب الثالث يتمثل في إصرار اليمين المتطرف على هذه المطالب رغم المخاطرة التي تعنيها، لأن تراجعه عن ذلك يعني أنه سيدفع ثمناً باهظاً في الانتخابات المقبلة، وفي حال إطلاق الصواريخ من غزة سيكون هناك احتمالية بأنّ يدفع العديد من الوزراء في الحكومة لتنفيذ عملية برية في قطاع غزة، ولن يقلدوا بيني غانتس أو يائير لابيد اللذان فضلاً القصف الجوي، من خلال إعطاء ناخبيهم إجابة للضغط على "حماس" عبر عملية برية، رغم أنها ستجلب خسائر وانتقادات شديدة".
وأردف الخبير الإسرائيلي: "والسبب الرابع يتمثل باستعادة نتنياهو لسيناريو ضم أجزاء من الضفة الغربية، بعد تراجعه عنها أمام الضغط الأمريكي مقابل اتفاقيات التطبيع".
واستطرد: "أما السبب الخامس مرتبط بنشوب مواجهات في المدن المختلطة بالداخل الفلسطيني لأنهم يعتبرون نتائج الانتخابات الحالية تحدياً وجوديا لهم، الأمر الذي يذكرنا بصورة أريئيل شارون حين اقتحم الأقصى عشية اندلاع الانتفاضة في سبتمبر 2000، التي شكلت الشرارة التي أشعلت حريقًا يغلي لسنوات طويلة".
يُذكر أن الضفة الغربية تشهد في الآونة الأخيرة تصاعد في العمليات الفلسطينية ضد قوات جيش الاحتلال والمستوطنين، وبالتحديد في شمال الضفة والتي تنطلق من جنين ونابلس، ولاتزال قوات الجيش والشاباك تنفذ حملة اعتقالات ليلية يومية في أنحاء الضفة الغربية في محاولة لإيقاف موجة العمليات الحالية، والقضاء على البنى التحتية للمسلحين في المدن الفلسطينية.