تقوم السلطات الإسرائيلية، باعتداءات واضحة، داخل المناطق الفلسطينية، داخل منطقة (أ) أو مناطق (ب - ج). ما جرى من اعتداءات هو ممنهج ومدروس، وعند التوقف عندها، من السهل معرفة مراميها وأهدافها.
في مطلع هذا العام، بثت مواقع إسرائيلية، خبراً حول مرض الرئيس محمود عباس، ونقله الى الأردن، وبعد ذلك بقليل قامت قوة إسرائيلية مدرعة باقتحام قرية سردا، وقامت بإطلاق نيران كثيفة، وقنابل ضوء وهدمت منزلا من طابقين يعود لعائلة.
وفي فجر الاثنين ١١ / ١ / ٢٠١٦ اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي حرم جامعة بيرزيت، وعاثت فساداً في جانب من محتوياتها. يأتي ذلك، في ظل ازدياد دخول دوريات إسرائيلية، داخل شوارع وأحياء رام الله، وغيرها من المدن الفلسطينية.
لعل قراءة متأنية، لتلك الاعتداءات، الممنهجة ووضعها في الإطار السياسي والأمني الذي جرت خلاله، يمكننا القول، إن هدف تلك الاعتداءات لا ينحصر بالبعد الأمني فقط، بل يتعداه لتحقيق أهداف سياسية، يأتي في المقدم منها، الحرب على السلطة الوطنية الفلسطينية، ومحاولة المس بوجودها ومصداقيتها.
تأتي تلك الاعتداءات لتقول للناس، إننا كجيش إسرائيلي، لا نزال قادرين على ممارسة ما نريد، وبالمكان الذي نريد، دون الرجوع لأحد!
وعبر هذا السلوك العدواني، تهدف إسرائيل الى هز معنويات الشعب الفلسطيني، ودفعه نحو اليأس والإحباط. وعلى هوامش ذلك، تأتي إشاعات من هنا وهناك، وتفسيرات لما يحدث، وكأن السلطة الفلسطينية، هي من تقوم بالاعتداءات .. وبأن التنسيق الأمني، هو الذي يرتب لاقتحام الجامعات وهدم البيوت، وغيرها من الاعتداءات .. المسألة واضحة، في حال وضع الاعتداءات الإسرائيلية، في أطرها الزمانية والمكانية، وما يحددها من أبعاد سياسية وأمنية، لعله من نافلة القول ان إسرائيل ستستمر بأفعالها العدوانية تلك، وعلى نحو ممنهج، وبهدف محاربة ما يجري من عمليات طعن ودهس، وبالوقت نفسه لمحاربة السلطة، ومحاولة إضعافها، وإظهارها على غير مظهرها، وغير وظيفتها.
المسألة تحتاج الى درجة من الوعي الشعبي، الذي يحول دون تحقيق الأهداف الإسرائيلية، من وراء عدوانها، وهذا الوعي، تحديدا يحتاج الى عدة عوامل ومفاعيل، أهمها الوضوح، وضوح موقف السلطة إزاء ما يجري، والتطرق الواضح لمرامي هذا العدوان الإسرائيلي، والدفع الى تأطير فضحه فلسطينيا ودوليا على حد سواء.
ما جرى في جامعة بيرزيت يحتاج الى دعم الأطر الأكاديمية والطلابية، بهدف فضح ما جرى، وتقديم الجيش الإسرائيلي على حقيقته، داخل الأطر الأكاديمية والطلابية العالمية، وعلى أوسع نطاق.
ما تهدف إليه إسرائيل من وراء عدوانها، إضعاف السلطة، وخلق شرخ عميق بينها وبين الشارع.
بإمكان السلطة، توظيف العدوان الإسرائيلي، في مسار فضح الطبيعة العدوانية للاحتلال الإسرائيلي، ومدى بعد الجيش عن القواعد الأخلاقية والإنسانية، ولعله من نافلة القول، ان ذلك يحتاج للجان مختصة وقادرة على المتابعة لفضح وتوظيف كل عملية عدوان، ووفقا لاختصاصات متنوعة، طلابي، عمالي، قانوني وغيرها.