بعد فشله الأمني في الضفة والقدس

تحليل: هل سيقود التحريض الإسرائيلي إلى مواجهة قريبة مع غزّة؟

حرب
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

على الرغم من إعلان الاحتلال عن إضعاف وتفكيك مجموعة "عرين الأسود"، بعد اغتيال قائدها وديع الحوح، في 25 أكتوبر الماضي، في عملية عسكرية بالبلدة القديمة في نابلس حيث معقل العرين، والتي كانت بإشراف كبار قادة المنظومة الأمنية في "إٍسرائيل" وما تبعها من عملية اغتيال لأحد كبار كتيبة جنين، فاروق سلامة في الثالث من نوفمبر الجاري، إلا أنَّ عمليات العرين وكتيبة جنين لا زالت تتوسع وإنّ كانت بوتيرة أقل.

لكِن اللافت هو أنّ أسلوب المحاكاة والتقليد لأسلوب عمل المجموعتين، انتشر في كافة مخيمات ومدن الضفة الغربية، فهناك كتيبة بلاطة، في مخيم بلاطة بنابلس، وعش الدبابير في جنين، ومُؤخرًا الاحتلال تحدث عن مجموعة "الكهف الأسود".

ويبقى الأخطر على أمن الاحتلال، هو ارتفاع معدل ما تُطلق عليهم عمليات "الذئاب الزرقاء"، في إشارة إلى العمليات الفردية، كعملية الشهيد محمد صوف قرب مستوطنة آرئيل في نابلس والشهيد محمد الجعبري في  الخليل وعدى التميمي قرب حاجز شعفاط.

كما أنَّ الفشل الأمني "الإسرائيلي" في إحباط اختطاف جثة "إسرائيلي" درزي في جنين ومن ثم تسليمه بعد تدخل وسطاء عرب والأمم المتحدة والصليب الأحمر، وعملية التفجير المزدوجة في قلب القدس الغربية، كانا أكبر التحديات الأمنية للاحتلال خلال الـ48 ساعة الماضية، مما يؤكد صحة التقارير التي أِشارت إلى أنّ الضفة الغربية هي التحدي الأمني الأكبر للاحتلال خلال الفترة المقبلة في ظل الحالة النضالية المتصاعدة هناك.

كل ما سبق يطرح تساؤلات حول التطور في أداء المقاومة من أجل تحرير جثامين الشهداء، وهل ستبتكر المقاومة في الضفة أساليب أخرى لتحرير جثامين الشهداء من عدمه؟، وهل سيقود التحريض الإسرائيلي إلى مواجهة قريبة مع غزة أم لا؟.

اختطاف الإسرائيلي.. حادثة غير مسبوقة

المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، قال: "إنَّ حادثة اختطاف جثة إسرائيلي درزي غير مسبوقة، وكان من الممكن أنّ تؤدي إلى حالة من الشرخ مع فلسطينيي الداخل، وذلك في حال تم تكرار الحادثة، كون المختطف عربي درزي".

وأضاف منصور، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ إسرائيل تعاملت مع الحدث بكل بساطة عندما أصيب العربي الدرزي الذي يحمل الهوية الإسرائيلية، بحادث قرب الجامعة العربية الأمريكية في جنين، وتُرك للعلاج في أحد مشافي جنين، مُستدركاً: "لكِن لو كان المصاب إسرائيلي لتم إحضار طائرة إسرائيلية لإنقاذه".

وأشار إلى أنَّ المقاومة تُحاول تحرير الأسرى باختطاف جنود الاحتلال، وهو أمر ليس جديد، مُؤكّداً على أنَّ سعي المقاومة لتحرير جثامين الشهداء يقع ضمن مسؤولياتها ويُعدُ هدفاً إيجابياً، لكِن الوسيلة للوصول إلى الهدف النبيل وهو تحرير جثامين الشهداء، تحتاج إلى طريقة تجلب الدعم الدولي وتُوحد الشعب الفلسطيني حولها وتخدم نضال شعبنا ككل.

ورأى أنَّ الاحتلال فشل في القضاء على المقاومة المسلحة بالضفة الغربية، بدليل أنّ الحالة النضالية تتصاعد، رغم البطش والتنكيل بسكان الضفة والقدس.

واعتقد أنّ دخول غزّة على خط المواجهة بوقوف المقاومة في غزّة خلف العمليات بالضفة؛ خاصةً عملية القدس الأخيرة، سيقود إلى توجيه ضربات للمقاومة في غزّة أو حتى الخارج لتوسع دائرة الرد وتشمل الكل الفلسطيني.

تحريض كبير على غزة

من جهته، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي، باسم أبو عطايا، أنَّ "الاحتلال بعد فشله في تحديد الجهة التي تقف خلف عملية التفجير المزدوجة في القدس، يوم أمس، يُحرض بشكلٍ كبير على غزّة، في محاولة منه لنقل المواجهة من الضفة إلى غزّة".

وبالحديث عن طبيعة الأسباب التي قد تدفع الاحتلال للتصعيد في غزة بعد تصاعد المقاومة بالضفة، قال أبو عطايا، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الرد الإسرائيلي بعملية سور واقي 2 في الضفة حالياً أمر معقد وغير وارد، لأنّه سيؤدي إلى إضعاف السلطة وهو الأمر الذي لا يُريده الاحتلال".

اغتيال قادة المقاومة

واعتبر أبو عطايا، أنَّ "كشف الاحتلال، صباح اليوم عن إحباط عملية تفجير خطط لها عامل من غزة بدعم من الجهاد الإسلامي، يأتي في إطار توظيف كل الإمكانات وتكوين رأي عام داخل دولة الاحتلال بضرورة أنّ يكون الرد في غزة؛ للحد من قدراتها حيث تتهم "إسرائيل" المقاومة في غزّة بالتحريض وتمويل العمليات المقاومة بالضفة".

وأوضح أنَّ محاولة الرد الإسرائيلي على غزّة، تأتي للتغطية على فشلة في القضاء على حالة المقاومة المتصاعدة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ وجود حكومة انتقالية يُضعف من احتمالات الذهاب إلى عملية سور واقي 2 في الضفة.

أما عن طبيعة رد المقاومة حال قيامه بعملية اغتيال في غزّة لحرف البوصلة عن المقاومة في الضفة، قال أبو عطايا: "إنَّ فصائل المقاومة متيقظة لأيّ محاولة اغتيال من خلال الاحتياطات الأمنية المشددة في تحركاتها"؛ مُردفاً: "الاحتلال هو من سيُقرر كيف سيكون الرد وكيف ستكون المواجهة من خلال طبيعة ونوعية وحجم الاغتيال الذي سيقوم به".