تعمير العلاقات الوطنية والدور الشعبي غير منتجين في غياب دور الرئيس الحاسم.
بعد عقدين من زمن الإنقسام وغياب المؤسسات التشريعية وتناقض مواقف القوى مع مركز السياسة الرسمية لمنظمة التحرير الممثلة في الرئيس واللجنة التنفيذية بات واضحا الخلل الذي يشوب الحالة الوطنية ولا أثر للحديث النظري ورفع الشعارات عن بناء استراتيجيات جديدة ولا تفعيل لاستراتيجيات قديمة واستمرار الحالة الفلسطينية مرتبكة وغير قادرة على التصدي للإحتلال سواء كانت حكومة الاحتلال متطرفة أو أيا كانت ماهيتها يمينية أو دينية قومية أو يسارية.
تعمير العلاقات الوطنية ودور الجماهير يفقد فعاليته عندما يصطدم بموقف غير متناغم من الرئيس واللجنة التنفيذة التي تحولت إلى صاحبة الموقف والقرار الآن لغياب المجالس التمثيلية كالمجلس التشريعي وترهل فعل المجلس الوطني.
دور الجماهير و الدور الشعبي في حالتنا الفلسطينية المرتبكة وغير المتناغمة مع سياسات ومواقف المركز يصبح عقيما وبلا فائدة مهما قدم من تضحيات ولن يحسم أي موقف بل يعود بالخسائر ويزيد حالة إرباك واضعاف المجتمع للخطوة التالية، تماما مثل الحروب التي حلت بغزة وأهلها بعد كل جولة حرب، لأن (هناك انقسام معطل من حماس ورئيس معطل للقرارات في المجلس المركزي) أنتج ذلك دوامة معطلة واضحة أسبابها تشوب الحالة الفلسطينية لا تسمح بانجاز ملموس لتضحيات الناس والمجتمع وعليه يصبح الوقت والجهد والتضحيات دون نتائج وبالعكس تمنح الاحتلال التقدم نحو مزيد من سياسات جديدة اكثر تطرفا وتمنحه مكاسب جديدة يتوحش في تنفيذها وتكبير خسائر الشعب والأرض وتمكن الاحتلال من فرض وقائع جديدة على الأرض والمستقبل السياسي لأي حلول إن كان هناك أفق أو إن بقي هناك أفق لحلول، وبالتالي لا تندهشوا أو تتفاجأوا من حلول مسخ وغير مرضية تثقل المستقبل القريب والبعيد.
الخلاصة، الواقع المؤكد في حالتنا الفلسطينية يتمحور حول خطأين استراتيجيين يلفان الحالة الفلسطينية ويمنعان نجاح أي دور لتعمير العلاقات الوطنية ودور الجمهور مهما كان من قوة، لأنه يتكسر على مذبح الخطأين الأساسيين وهما الإنقسام ودور الرئيس المتقاعس عن اتخاذ القرارات المتناغمة مع الموقف الشعبي العام وتعطيل قرارات اتخذها المجلس المركزي ..
نؤكد أن سبب ضعف الموقف الفلسطيني وقوة وتوحش الموقف الاسرائيلي وغياب الدعم العربي والدولي سببه حماس وعباس وهما يتحملان المسؤولية الآنية والتاريخية عما يشوب الحالة الفلسطينية من ضعف وخسائر ولن تتطور الحالة الفلسطينية مادام الانقسام موجود ومادامت مواقف الرئيس غير فاعلة وليست في الإتجاه الصحيح والمناسب لمواجهة خطط الاحتلال.
أنا لا أؤمن بدور الجمهور وحراكاته مادام الجمهور في واد وحماس وعباس في أودية أخرى وأستغرب من طرح يطلقه سياسيو الفصائل وآخرين لبناء استراتيجيات وطنية جديدة وحوارات عقيمة للفصائل والأمناء العامين وجولات وجولات أقرب للهزل السياسي والحل يكمن في نقطتين هما تراجع حماس عن حكم غزة واجبار الرئيس على تنفيذ قرارات المجلس المركزي لإطلاق الحالة الفلسطينية من محبسها لبناء كل الخطوات اللاحقة والتصدي الناجح لأي خطط للإحتلال يمينية او يسارية أو أيا كان نوعها.
لعباس وحماس أقول، أأدلكم على تجارة رابحة ليس للمناكفة أو انتهاز الفرص للإفلات من المستحق عليكم أو استخدام الفكرة التي أطرحها للهروب بعدم تنفيذها كما تعودتم أو اللف والدوران .
التجارة الرابحة التي أقولها أن تقايضوا ترك حكم غزة مقابل تنفيذ قرارات المجلس المركزي، والصادق والوطني والمسؤول منكم فيما يدعيه بأنكم تعدون العدة لمواجهة حكومة نتنياهو المتطرفة وهذا الوضع الخطير، لنرى من يسارع منكم ويسبق الآخر في التنفيذ لأنقاذ الوطن، حماس ام عباس؟!!