القدس بحاجة لأفعال وليس لاجتماعات وبيانات

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم: ابراهيم دعيبس


القدس مدينة لا مثيل لها بالعالم، وهذا الكلام ليس مبالغة او لمجرد الخطب اللفظية ولكنه الواقع، ففي القدس كنيسة القيامة اعظم موقع للمسيحيين ولا مثيل له، والقدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لكل المسلمين، وعلى مر العصور وكثرة الذين احتلوها وحاولوا تغيير واقعها، ظلت هي المدينة الخالدة والحافظة، لمواقعها وآثارها.


ومنذ الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 والسلطات الاسرائيلية المتعاقبة تبذل كل الجهود لتهويد المدينة وتهجير اهلها واصحابها، ومن يعيش فيها او يزورها يرى حجم البناء الاستيطاني سواء داخل البلدة القديمة او في المحيط الواسع لعاصمتنا الموعودة، وهذه الانتهاكات واعمال الاستيطان لا تتوقف، واليوم تجري حملة اسرائيلية مكثفة لهدم المباني الفلسطينية لتقوية الحملات الاستيطانية، وآخر هذه المخططات وليس اخيرها ما ينوون فعله في منطقة قلنديا شمالي القدس في اطار تضييق الخناق على القدس والمقدسيين.


ومناسبة هذا الكلام هو الاجتماع العربي والدولي الذي ينعقد بالقاهرة اليوم الاحد لبحث ما يجري بالقدس وكيفية مواجهة ذلك، وقد تسابق القادة والزعماء، وبينهم الرئيس ابو مازن للمشاركة في هذا الاجتماع.


والمطلوب اتخاذ خطوات عملية فعالة لمواجهة التحديات وليس اصدار بيان يفيض بالعنتريات والكلام المكرر، والمطلوب تخصيص ميزانية مالية ضخمة لتقوية الوجود الوطني ارضا وعمارات وشعبا، والمطلوب الآخر الذي لا يقل اهمية هو وقف هذا التطبيع مع الاحتلال واغلاق العواصم العربية امام الوفود التي تزورها وتقيم معها علاقات سياسية واقتصادية.


هذا لا يعني ابدا ان الحرب هي البديل، او ان المطلوب خلق حالة من العداء والتوتر واسالة الدماء، ولكن المطلوب هو الدفاع عن الحقوق والوطن والمستقبل. وهذا ما تقرره كل القوانين والمؤسسات الانسانية الدولية.


ولا بد من الاشارة في هذا السياق ايضا الى ان المستوطنين يتدفقون على الضفة ويعملون على نهب الارض في مختلف المواقع ولا سيما ان اسعار الارض ترتفع امامهم وتصبح القضية قضية تجارية ايضا.


كفى كلاما واجتماعات فقد مللنا ذلك ولم يعد يثير اي اهتمام وان كنتم جادين في الدفاع عن القدس وحماية مقدساتها، وبالمقدمة الاماكن التاريخية الدينية، فان عليكم العمل ميدانيا وتقديم كل ما يلزم من دعم مادي وسياسي في كل المجالات وقبل فوات الاوان، والساحة مفتوحة والامور واضحة .. فهل من يسمع ويستجيب؟!