في ضوء حديث مشعل

تحليل: ما هو سيناريو التصعيد المحتمل في شهر رمضان؟ وهل الحرب باتت قريبة!!

حرب
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حذَّر رئيس حركة حماس في الخارج، إقليم الخارج، خالد مشعل، من تصعيد الأوضاع الميدانية خلال شهر رمضان؛ بسبب استمرار عدوان الاحتلال وجرائمه، قائلاً: "نحن مُقبلون على أيام ساخنة، والشعب الفلسطيني يعلم أنّه لا استرداد للوطن إلا بالمقاومة بكافة أشكالها".

ومُنذ ثلاثة أعوام تقريباً، يتزامن شهر رمضان المبارك، مع الأعياد اليهودية، حيث يحرص المستوطنون على أداء طقوس تلمودية في المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي يستفز مشاعر الفلسطينيين وكذلك المسلمين في كافة أماكن تواجدهم.

كما شدّد مشعل، على أهمية توحد الفلسطينيين في أرض المعركة، مُردفاً: "نحن أمام حكومة "البلطجيين" ولا بد من موقف موحد، كما توحدت المقاومة في نابلس وجنين وغزّة وغيرها".

وكانت قوى إقليمية "مصر والأردن" ودولية "الولايات المتحدة الأمريكية"، وبحضور السلطة الفلسطينية وإسرائيل، عقدت اجتماعاً في مدينة العقبة الأردنية بتاريخ 26 فبراير الماضي، من أجل تثبيت التهدئة مع الاحتلال خلال شهر رمضان المبارك ومنع التصعيد. 

تصريحات مشعل... تعكس تحضيرات التصعيد المحتمل

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، أنَّ "تصريحات مشعل بشأن التصعيد في شهر رمضان، تعكس رغبة أو قرار بالتحضيرات من الجانب الفلسطيني لأيّ تصعيد محتمل؛ خاصة أنَّ المناخ العام في الأراضي الفلسطينية يشي بذلك".

وأضف عوكل، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنَّ "شهر رمضان يُشكل دافعاً إيمانياً قوياً لتصعيد المقاومة، بالإضافة إلى أنَّ هذا الشهر يتصادف مع أعداد يهودية ويُرافقها طقوس تُشكل استفزازاً للفلسطينيين في القدس؛ وبالتالي قراءة الظروف المقبلة تُشير إلى أنَّ احتمالية التصعيد كبيرة؛ خاصةً أنّه لا أحد يستطيع الصبر على التصعيد الإسرائيلي".

التصعيد.. حرف البوصلة عن الصراع داخل الاحتلال

وبالحديث عن استبعاد ذهاب حماس لمواجهة شاملة مع الاحتلال خلال شهر رمضان المبارك، في ضوء التهدئة مقابل "التسهيلات الاقتصادية"، قال عوكل: "إنّه بغض النظر عن أسباب عدم ذهاب حماس للتصعيد، حيث يفسرها البعض بوجود تسهيلات اقتصادية وحياتية، فحركة حماس مُضطرة لهذه الحسابات حتى لا تصطدم في المجتمع الغزي من هذه التسهيلات".

وأكمل "لكِن في السياسة من الصعب أنّ تنحكم قوى كبيرة- يقصد حماس الحاكم الفعلي لغزّة- فقط بالعامل الاقتصادي الاجتماعي، حيث إنَّ الحساب السياسي الحكيم يقول (طالما إسرائيل تتآكل من داخلها، التناقضات تزداد حدة، والإسرائيليون مشغولون بالوضع الداخلي، الأفضل عدم دخول الفلسطينيين على الخط حتى لا تنحرف البوصلة)".

وخلص عوكل، إلى أنَّ نتنياهو، يُريد حدثاً خارجياً يوحد الإسرائيليون، وبالتالي هناك مقاومة في الضفة كافية وهناك تصدي للمستوطنين ولجيش الاحتلال كافي، وهناك تناقضات تزداد حدة، فالجمهور الإسرائيلي يتسع كل يوم في معارضة الحكومة التي تتعارض مع بعضها؛ فالأفضل تركها تُصارع بعضها.

التطورات.. ستُحدد شكل المواجهة القادمة

بدوره، أوضح الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حركة حماس، مصطفى الصواف، أنَّ "تصريحات مشعل تأتي في سياق قراءة الواقع؛ الذي يُشير إلى أنَّ التصعيد قادم وربما يشتد في شهر رمضان"، مُشدّداً على أنّه ليس مشعل فقط من يقول ذلك بل الكثير من المراقبين للوضع في الأراضي الفلسطينية؛ خاصةً في مدينة القدس.

وأردف الصواف، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "كما أنَّ المحللين السياسيين الصهاينة وبعض قادة الاحتلال يُحذرون من أنَّ رمضان القادم سيكون ساخناً، وكذلك الحملات التي تقوم بها جهات عربية إقليمية من خلال الاجتماعات التي تمت في العقبة، كلها تأتي في سياق محاولة تطويق أيّ تصعيد؛ لأنَّ كافة التوقعات تتجه نحو أنَّ شهر رمضان ربما يشهد عمليات كبيرة للمقاومة".

وبالحديث عن أشكال التصعيد المتوقع خلال شهر رمضان المبارك، اعتقد الصواف، أنَّ "الوضع على الأرض سيُحدد كيفية المواجهة، بمعنى أنَّ الإرهاب الذي سيُمارسه الاحتلال على الشعب الفلسطيني ومقدساته، هو من سيُحدد شكل الصراع سواء صراع ساحة أم ساحات".".

واستدرك: "الحديث يدور عن مواجهة واسعة قد تشمل كل الساحات الفلسطينية حتى غزة والضفة والقدس؛ لأنَّ إجرام الاحتلال يتزايد في كافة المناطق".

أما عن صعوبة ذهاب حماس لمواجهة شاملة مع الاحتلال، في ضوء التهدئة مقابل ما تُسمى بالتسهيلات الاقتصادية، نفى الصواف، "عقد حماس أيّ اتفاقيات مع الاحتلال، واصفاً الأمر بالإدعاءات الكاذبة من بعض الأطراف، لأنَّ حماس يدها مطلقة وتُخطط بالشكل الذي تسعى إليه"، وفق تعبيره.

وختم الصواف حديثه، بالقول: "إنَّ حديث مشعل عن التصعيد في رمضان، هي رسالة لكل الأطراف بأنَّ الأمور تتجه للتصعيد، ومن يريد أنّ يضع حداً للاحتلال فليتقدم، وكذلك رسالة للاحتلال أنّه يُمارس إرهاب سيُولد حالة تصعيد".