صفعات عربية "مفاجئة" لنتنياهو..من حيث لم يحتسب!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 بالتأكيد، سيبقى توقيع "اتفاق بكين" لـ "ترميم" العلاقات السعودية – الإيرانية، الصفعة الكبرى لحكومة التحالف الفاشي في تل أبيب في السنوات الأخيرة، وخاصة بعدما اقترب كثيرا من تحقيق "حلم صهيوني" بتنفيذ بعضا من شعارهم بالحضور في منطقة الخليج، بأشكال مختلفة، وصلت الى حد أن يكون "راعي أمني" بديل للراعي الأمريكي.

ولكن، وخارج سياق حسابات نتنياهو وحكومته، تلقى صفعة أو ربما صفعات متتالية من دولة الإمارات، التي تمتلك علاقات خاصة هي الأكثر شمولية من دول التطبيع العربي، والأولى التي تدخل باب الاقتصاد والاستثمار داخل الكيان، بعدما أوقفت شراء تكنلوجيا "دفاعية"، وفقا لما نشرته وسائل إعلام عبرية، الى حين أن "يسيطر نتنياهو على وزراء حكومته"، وبالتحديد بن غفير وسموتريتش.

ولا تقف الصفعة الإماراتية المفاجئة عند حدود وقف شراء تكنولوجيا "دفاعية"، بل برفضها استقبال نتنياهو مرتين، بعدما أعلن أنه سيقوم بزيارة أبو ظبي، لكن ذلك لم يحدث، ارتباطا بما أقدمت عليه حكومته من مجازر في الفترة الأخيرة.

ورغم أن دولة الإمارات لم تعلن موقفا علنيا واضحا، لكنها لم تنف تلك المعلومات، رغم خروج مكتب نتنياهو بنفي وقف شراء التكنولوجيا دون ان ينفي رفض الاستقبال، ما يمكن اعتباره "ضربة سياسية من تحت الحزام" دون ضجيج لحكومة التحالف الفاشي في تل أبيب، ما سيعزز حركة حصارها داخليا ويزيد من قوة "حركة الغضب" المتسارعة ضد سياسته، وقد يعجل في اساقطها.

"الصفعة الإماراتية"، تزامنت مع صفعة سعودية، بعدما رفضت منح تأشيرة دخول الى وفد إسرائيلي من بلدة كفر كنا الشركسية، بعدنا تم اختيارها كقرية "نموذجية" سياحيا، لحضور فعالية بإشراف الأمم المتحدة في بلدة "العلا" بالعربية السعودية.

رفض منح التأشيرات للوفد الإسرائيلي، بعدما سبق أن منحت لوفود من الكيان العنصري، والسماح باستخدام الأجواء السعودية لطيران دولة الكيان، رسالة غضب دون ضجيج، وعل بعضا من قيمتها أن تأتي بعد "اتفاق بكين"، رغم انه لا ربط بين الحدثين، لكنها رسالة تحمل ملمحا سياسيا خاصا.

لعل "الصفعات الناعمة" من الإمارات والسعودية، لا تمثل ردا سياسيا بحجم مجازر الكيان العنصري، لكن قيمتها تكمن في أن "سلاح التطبيع" الذي اعتقدت دولة الفاشية المعاصرة، انه سيكون "سلاحا" ضد الفلسطيني، كما تفاخر نتنياهو في وقت سابق عبر تصريحات إعلامية، بأن يكون "سلاحا مضادا" ضدها، ليصبح قوة التأثير مضاعفة، بعدما اعتقدت حكومة الاحتلال الاحلالي أنها أغلقت جبهة حيوية لدعم فلسطين.

ومن الصعب ان يخرج نتنياهو وحكومته باتهام الإمارات والسعودية، بأنهما دول "معادية للسامية" كما يفعل مع أي دولة تتخذ خطوات عقابية، أو الذهاب الى اتهامات ترهيبة كما حدث مع دولة جنوب أفريقيا، أثر مطالبة برلمانها بتخفيض درجة التمثيل مع تل أبيب، ورغم انها "خطوات" لا تتوافق مع التمني الوطني الفلسطيني، بالذهاب الى خطوات أكثر قوة وردعا، بإعلان صريح لوقف كل مسار التطبيع مع "الحكومة الفاشية" الى أن تتوقف وتذهب لتنفيذ ما عليها التزاما في القضية الفلسطينية، لكنها خطوات تحفيزية للدفع نحو مزيد.

صفعات عربية مفاجئة من حيث لم يحتسب نتنياهو وحكومته الإرهابية، تكسر "روح العنطزة السياسية" التي رافقته منذ عودته للحكم، حاول أن يخترق جدار الحصار بالذهاب الى الخليج، خاصة وانه من بدأ توقيع اتفاقات التطبيع معهم.

اهتمام الإعلام العبري بالصفعات الإماراتية السعودية ضد نتنياهو حكومته، تكشف قيمتها، والذي قد لا يوازيه اهتمام عربي فلسطيني، لأسباب معلومة أن الأصل رفض العلاقة، لكن واقع الحركة السياسية لا يجب تجاهل أهمية الخطوات، لتصبح سلاحا حادا لصالح فلسطين لتأكيد أنها لا زالت القضية المركزية، رفضا لاعتقاد الفاسد نتنياهو.

ما حدث يجب أن يدفع "الرسمية الفلسطينية" نحو كسر حركة "الخوف السياسي" الذي يحاصرها باسم "البديل"، وان تفكر في العمل على ولادة طرق مستحدثة لمحاصرة دولة الكيان من زوايا متعددة الرؤوس.

ملاحظة: مفرح للروح الفلسطينية وأهل حوارة بالتحديد، ان يخرج المئات من الأمريكان بنيهم يهود ليحاصروا فندق إقامة الإرهابي الوزير سموتريتش..ما اجبره أن يجدد "اعتذاره" مستعيرا بمنهج معلمه السياسي نتنياهو بالكذب المستمر..بس الصراحة الناس كاشفته منيح..في ستين داهية!

تنويه خاص: يعني لو الصور والفيديهوات اللي انتشرت عن تراكم أكوام "الزبالة" في شوارع باريس نشرت في مواقع غير رسمية فرنسية لقلنا هاي فيلم سينما..بس الصراحة باريس صارت "مزبلة" لانه الحكومة رفضت تقيم وزن لعمال جمع النفايات..فكان العقاب بكبها...وعيش يا ماكرون!