المقاومة تُفعل أدواتها

تقرير: رمضان ساخن ينتظر المنطقة.. "إسرائيل" تُصعد جرائمها ونائب الضيف يُحذر!!

الضيف
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

في ظهورٍ نادر، لنائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مروان عيسى، حرص قبل أيام من قدوم شهر رمضان المبارك، على تحذير الاحتلال الإسرائيلي، من أنَّ أيّ تغيير في الوضع القائم بالمسجد الأقصى المبارك، سيُحوّل المنطقة إلى زلزال.

تغيير الواقع في الأقصى سيؤدي إلى زلزال بالمنطقة

وأشار عيسى وهو الذي انتخب عضوً في المكتب السياسي لحركة "حماس" في آخر دورة انتخابية، إلى أنَّ "إتاحة الفرص للمقاومة في الضفة لا يعني تركها، ولا يعني بقاء غزّة صامتة"، مُضيفاً: "سنُدافع عن شعبنا بكل قوة عندما يستوجب التدخل المباشر".

وتابع في مقابلة مع فضائية الأقصى التابعة لحركة "حماس": "نتيح المجال ونعطي الفرص للمقاومة في الضفة الغربية والقدس، لأنّها ساحات الفعل والتأثير الاستراتيجي في المرحلة الحالية".

مُراكمة القوة

وأردف: "الروح الاستشهادية لأهلنا في الضفة غير مسبوقة وأهلنا ومقاومتنا في الضفة بألف خير على مستوى الوعي بصوابية مشروع المقاومة والوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال".

وأكّد على ضرورة إشعال العمل المقاوم في جميع ساحات فلسطين ودعمها مادياً، ومعنوياً وإعلامياً وهذا لا يعني تركها وحدها.

ولفت إلى استمرار مُراكمة القوة وبناء استراتيجية المقاومة التي توصلنا إلى التحرير والدفاع عن شعبنا في كل فرصة تستوجب التدخل المباشر.

الاحتلال تعامل مع تصريحات عيسى بجدية

من جهته، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أنَّ تصريحات نائب أركان كتائب القسام في قطاع غزة، مروان عيسى، غاية في الأهمية، وقد تعامل معها الاحتلال، بجدية وقام بإبرازها في وسائل إعلامه، مُعتقداً أنَّ توقيت ظهور عيسى "حساس"؛ كونه يأتي قبل شهر رمضان.

وقال منصور، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ أهمية تصريحات عيسى تكمن في أنّها جاءت في ظل الأزمة التي تعيشها إسرائيل التي توغل في الاستيطان والقتل والأسر ضد الفلسطينيين، وكذلك في ضوء التحضيرات لإضراب الأسرى بالتزامن مع بدء شهر رمضان المبارك".

وأشار إلى أنَّ المقاومة بدأت بتفعيل حالة من الردع اتجاه الاحتلال؛ بإيصال رسائل مفادها أنَّ السياسية الحالية ستؤدي إلى تصعيد الأمور، وأنَّها جاهزة للتعامل مع الأمر.

وأعتقد أنَّ ظهور "عيسى" قبل شهر رمضان، يحمل رسالة للاحتلال مفادها أنَّ المقاومة لديها من القوة ما يردع الاحتلال وتعمل على تفعيل أوراق الرد؛ لإعطاء أجوبة للاحتلال على ممارساته في الأشهر الأخيرة ضد الفلسطينيين.

وبالحديث عن رسائل "عيسى" للجمهور الفلسطيني من خلال ظهوره النادر، أوضح منصور، أنَّ "ظهوره، يحمل رسائل للخارج أي للاحتلال، وللداخل أيّ لجمهور الضفة الغربية، بدعوته لتصعيد المقاومة وحركات المقاومة، وأنَّ حماس ليست بعيدة عما يحدث، وهي لاعب أساسي في المعادلة".

وختم منصور حديثه، بشأن السيناريوهات المتوقعة في رمضان، بالقول: "إنَّ الأمر يتوقف على إسرائيل وسياساتها وما تمخض عن قمة العقبة، فإذا كانت تتجه لاحتواء التصعيد، سيكون هناك نوع من البرودة في الأجواء، أو إذا استمرت في سياساتها فمن الممكن أنّ تتصعد الأحداث في الضفة وتنضم لها غزّة بشكل أو بآخر".

من هو مروان عيسى؟

ولد مروان عيسى الذي يكنى بـ"أبو البراء" عام 1965 لأسرة لاجئة من بلدة بيت طيما قرب مدينة المجدل إبان النكبة عام 1948.

اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993) مدة 5 أعوام، بسبب نشاطه التنظيمي في صفوف حماس التي التحق بها في سن مبكرة.

كان في شبابه رياضياً بارعاً في لعبة "كرة السلة" ويُرعب حضوره الخصوم في الملاعب، وبحسب ما أورد موقع "الأقصى الرياضي" -التابع لحماس- فقد كان يُلقب بـ"كوماندوز فلسطين"، وله صولات وجولات في ملاعب كرة السلة ضمن فريق "نادي خدمات البريج" بالمخيم الذي ولد وترعرع بين أزقته وشوارعه.

ورغم تألقه في هذه الرياضة، لم يُكتب لمروان أنّ يُكمل طريقه الرياضي، واعتزل الرياضة جراء اعتقاله مجدداً من قبل إسرائيل، ثم لبضع سنوات من قبل السلطة الفلسطينية التي خرج من سجونها مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.

انتقل مروان عيسى من ملاعب كرة السلة إلى ساحات المقاومة ومقارعة الاحتلال، وارتقى إلى أنّ أصبح الرجل الثاني في قيادة كتائب القسام، نائباً لقائد الأركان فيها محمد الضيف، وخلفاً لأحمد الجعبري الذي اغتالته إسرائيل عام 2012.

وإضافةً إلى دوره العسكري، فهو عضو في المكتب السياسي لحركة حماس، ويُعتبر حلقة الوصل بين المستويين السياسي والعسكري في الحركة.

ونظراً  لدوره الرئيسي في صفقة تبادل الأسرى المعروفة شعبياً باسم "صفقة شاليط" عام 2011 إلى جانب الجعبري، يعلم مروان عيسى أنّه في دائرة الاستهداف الإسرائيلية، ولذلك فإنّه يتحرك بسرية تامة، وهيأته غير معلومة لغالبية سكان غزة الذين ينسجون حكايات عن بطولة الرجل الذي قاد -إلى جانب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف- الحرب الأخيرة على غزة التي تسميها المقاومة "معركة سيف القدس".

وتقول أوساط أمنية وعسكرية إسرائيلية إنَّ "إسرائيل" حاولت الوصول إلى مروان عيسى لتصفيته جسدياً أكثر من مرة، وقد أصيب في غارة جوية عام 2006، كما دمرت مقاتلات حربية منزله مرتين خلال العدوان الأخير وفي عدوان 2014.

وتضع تقارير أمنية واستخباراتية إسرائيلية مروان عيسى من بين أبرز المسؤولين عن تطور القدرات العسكرية للكتائب، وأنه طالما ظل على قيد الحياة فإن ما تصفه بــ"حرب الأدمغة" بين حماس وإسرائيل ستبقى متواصلة.