نتنياهو خطوة الى الوراء..الانقسام في إسرائيل "خطوتان الى الأمام؟!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 بعد 12 أسبوع من الحراك التظاهري في داخل الكيان الإسرائيلي، وصلت في يوم 27 مارس الى لحظة بدأت وكأنها نقطة فصل كبير، بعدما توحدت "نقابات العمال - الهستدروت" مع رجال الأعمال في سابقة فريدة، وانضمت الى قوى ما بات يعرف بـ "حراك مقاومة الديكتاتورية"، والمعارضة السياسية الرسمية التي قادها لابيد -غانتس، أعلن نتنياهو انه سيعلق "مؤقتا" التشريعات التي عمل لها تحالفه الحكومي، حول ما يعرف بـ "الانقلاب القانوني".

الضغط الكبير، بل الأكبر في تاريخ دولة الكيان أجبر نتنياهو الى أن يرتعش أمام تطورات لم تكن ضمن حساباته الخاصة، ويعلن عن قراره بتعليق ما كان سيكون، في محاولة لشراء وقت سياسي ضمن مناورة تفاوضية، تصل الى محاولة "لثم" حدة الحراك العالم، وتنهك قادة المعارضة الرسمية، محاولة يرى أنها قد تكسر "وحدة" الموقف المعارض بين طموح غانتس، الذي بدأت استطلاعات الرأي تبرزه بأنه المفضل، والتي ربما تكون "طعما خاصا" لنشر فرقة بمظهر جديد.

الحقيقة الأبرز، ليس ما قاله نتنياهو "تعليقا" للتعديلات كهروب مؤقت نحو تفاوض برعاية رئيس دولة الكيان هرتسوغ، والترحيب الحذر بل والمشكك به وبما عرض من مقترحات، لكن مسار الأحداث خلال الأسابيع الأخيرة، التي أنجبت قوى مختلفة، خارج "البناء التقليدي" في المعارضة السياسية، والتي ذهبت لاختيار تعبير محدد لوصف ذاتها بـ "قوى مقاومة الديكتاتورية"، الرافضة من حيث المبدأ وقف حركة الغضب والحراك الميداني ليس فقط لتعليق "التعديلات" فحسب، بل وقفها كليا والذهاب نحو صياغة "دستور جديد" يفصل الدين عن الدولة..وتلك من أبرز المتغيرات السياسية التي جاءت بها حركة الـ 12 أسبوع الغاضبة.

"مناورة نتنياهو" الزمنية، صاحبها ملامح تكشف أن الفاشية لم تعد سمة ثانوية، بل تعمقت لتصبح جزء من ثقافة وفكر قوى منظمة داخل الحكم، تتجه الى تشكيل أداتها المسلحة الخاصة، بعدما تمكن رئيس "قوة يهودية" الإرهابي بن غفير بالحصول على صلاحية تشكيل "حرس وطني" خاص به، والمسمى والتشكيل هو إعلان رسمي بولادة قوة فاشية – إرهابية بشكل "قانوني"، سيكون خارج القانون الأمني "شرطة وجيش وأجهزة أمنية أخرى".

موافقة نتنياهو بتشكيل "الحرس الوطني" ليس ترضية لبن غفير ومجموعته الحزبية فقط، كما قد يبدو، لكنها خطوة لمستقبل استخدامي خلال الفترة المقبلة، كقوة خاصة بيد التحالف مع تصاعد التوتر السياسي – الاجتماعي في دولة الكيان، والذي بدأت ملامحه الأولى من خلال ما شهدته مظاهرات فجر الثلاثاء في القدس وتل أبيب، من اعتداءات همجية نفذها "أنصار الحرس الوطني"، مظاهر لن تمر مرورا عابرا ولن تكون خبرا ينتهي مع قراءته، بل هي الشرارة الأولى نحو انقسام عميق وعامودي لا ينتهي ببيان "تصالحي" عبر مفاوضات تدور على "طاولة من المتفجرات".

ملامح تعميق التوتر السياسي – الاجتماعي في داخل الكيان العنصري تتنامى بشكل متسارع، وتتعمق أكثر فأكثر لتصبح سمة لا تتوقف بحديث كلامي عن وعود ملتبسة.

 خطوة نتنياهو الى الوراء دفعت الانقسام في إسرائيل خطوتان الى الأمام...وما كان قبل 27 مارس 2023 لن يعود أبدا...فالقادم سيكون جديدا أي كان مساره!

ملاحظة: موافقة نتنياهو على تشكيل "الحرس الوطني" بأمرة بن غفير كأداة خاصة ..تعيد الذاكرة الفلسطينية لموافقة الرئيس محمود عباس لحركة حماس بتشكيل "قوة تنفيذية" خاصة..فكانت رأس حربة الانقلاب الحزيراني الكالح..لهيك تفاؤلوا خيرا!

تنويع خاص: توقيع شركة أرامكو السعودية اتفاقًا بقيمة 12.2 مليار دولار لبناء مجمع للبتروكيماويات في الصين...يمكن اعتباره صفعة ناعمة بالمصاري على "قفى" إدارة بايدن..و"شي" ما فوتها فهاتف بن سلمان وهمس في "أذنه" فعلناها يا أبو حميد...يااااه شو مريح للنفس كل صفعة لرأس الحية!