على غرار مجزرة الحرم الإبراهيمي

مستشار ديوان الرئاسة لـ"خبر": بن غفير يُخطط لارتكاب مجزرة في الأقصى تمهيداً لتقسيمه زمانياً ومكانياً

بن غفير في الأقصى
حجم الخط

القدس المحتلة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

حذَّر مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس، المحامي أحمد الرويضي، من ارتكاب قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة في المسجد الأقصى المبارك على غرار مجزرة الحرم الإبراهيمي؛ لفرض التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى المبارك.

وأكّد الرويضي، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، على أنَّ الاحتلال يتحمل مسؤولية التصعيد في المسجد الأقصى المبارك، مُشيراً إلى أنَّ تعهدات إدارة الرئيس الأمريكي والتزماته بمنع التصعيد في الأقصى خلال شهر رمضان، خلال قمة العقبة الأخيرة، باتت على المحك.

"بن غفير" يُخطط لمجزرة في الأقصى

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين داخله واعتقلت المئات منهم، ورداً على الاقتحام أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ من غزّة باتجاه "إسرائيل" التي ردت بقصف مواقع في القطاع.

كما دعت "جماعات المعبد" و"جبل الهيكل" أنصارها من المستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، اليوم الأربعاء، بمناسبة "عيد الفصح" اليهودي، والممتد لمدة أسبوع.

وقال الرويضى: "إنَّ المتطرف إيتمار بن غفير، يُخطط لارتكاب مجزرة بالمسجد الأقصى على غرار ما حدث بالمسجد الإبراهيمي في 25 فبراير 1994؛ تمهيداً لتقسيمه مكانياً وزمانياً"، مُستشهداً بـ"مدح بن غفير" لمرتكب مجزرة الإبراهيمي باروخ غولدشتاين، في وقت سابق.

وأضاف: "إنَّ بن غفير الآن في موقع الحكم حيث يشغل منصب وزير الأمن القومي، ويلقى الرعاية من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وكذلك من الكنيست؛ وبالتالي هو يريد تنفيذ برنامجه لإقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك".

و"بن غفير" ولد في الخامس من مايو/أيار 1976 في أحد أحياء مدينة القدس لأبوين من يهود العراق، وهو حاصل على بكالوريوس في الحقوق، وعمل كمحام ودافع عن عدد من القضايا البارزة وعلى رأسها قضايا المستوطنين.

وبدأ بن غفير في سن مبكر نشاطه في حركة "كاخ" اليهودية المتطرفة التي أسسها الحاخام مائير كاهانا.

وينتمي بن غفير لليمين المتطرف، الذي يرى أنَّ "إسرائيل" دولة يهودية قومية وصهيونية، ويناهض تأسيس دولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل".

اقتحامات الأقصى لا تقل خطورة عن القرابين

وشدّد الرويضى، على أنَّ الخطر في الأقصى ليس بإدخال القرابين فقط، بل اقتحام جنود الاحتلال للحرم وكذلك توفير الحماية للمستوطنين لاقتحامه، مُشيراً إلى الرفض الكامل للاقتحامات التي تعتبر اعتداء سافر على مقدس إسلامي يُعتبر جزء من العقيدة الإسلامية.

وأوضح أنَّ اقتحام الأقصى بمثابة اعتداء على الوصاية الأردنية التي تتولي الأوقاف الإسلامية تنفيذ برنامجها، مُحذّراً من أنَّ الحرب الدينية تطرق أبواب الجميع باعتداء "إسرائيل" على الأقصى الذي يعتبر جزء من عقيدة 2 مليار مسلم.

كما حذّر من مخطط "إسرائيل" الذي يُهدد المسجد الأقصى في شهر رمضان، مُؤكّداً في ذات الوقت على أنَّ تصعيد الاحتلال سيبدأ في الأقصى وسينتقل إلى كافة الأراضي الفلسطينية.

الاتصالات لم تفضي لمنع اقتحام الأقصى

وبالحديث عن المساعي الدولية والإقليمية لتهدئة الأوضاع في المسجد الأقصى، كشف الرويضى، أنَّه تم التواصل مع أطراف دولية لوضعها في صورة الخطورة الناتجة عن تصرفات حكومة نتنياهو في الأقصى والقدس.

وأكمل: "نتنياهو يتهرب من أزمته الداخلية على حساب دمائنا ومقدساتنا، وذلك بالحرب على الشعب الفلسطيني، وبالاعتداء على الأقصى والتهديد بالعدوان على غزّة وكذلك بالتهديد باجتياح المدن الفلسطينية في الضفة الغربة؛  لذلك هناك حديث من بعض الدول لكن لم تصل بعد إلى تحميل إسرائيل مسؤولية جريمتها في الأقصى، وانسحاب الاحتلال من الأقصى حيث تتعدى وتمارس الإرهاب على المصلين هناك".

الصمت العربي ضوء أخضر لإسرائيل

وخلص إلى أنَّ الصمت الدولي يُعطي الضوء الأخضر، للاحتلال لمواصلة عدوانه على الأقصى، مُضيفاً: "الأمور على المحك وفي مفصل صعب، فإما أنّ نكون بقدر ما تحتاجه القدس من دعم حقيقي وفعلي ينقل القضية لجهد يشعرنا كفلسطينيين من هو مهتم، أو أنَّ إسرائيل الطفل المدلل تحميها من أيّ اعتداء في المحكمة الدولية أو الجنائية".

وختم الرويضى حديثه، بالقول: "رسالتنا لأمتنا العربية والإسلامية، صمتكم يُعطي الضوء الأخضر للاحتلال؛ وبالتالي لابّد من موقف حقيقي يتجاوز البيان الإعلامي والقرارات التي تصدر عن القمم، لأنَّ المسألة تحتاج إلى دعم حقيقي يحمي القدس وأهلها من جرائم الاحتلال"، مُردفاً: "كذلك الإدارة الأمريكية التي دعت لاجتماعات إقليمية قبل شهر رمضان -قمتي العقبة وشرم الشيخ- مطلوب منها موقف واضح اتجاه تصرفات نتنياهو الخطيرة التي تحصل في الأقصى".