يعتبر معبر رفح بوابة فلسطين الوحيدة إلى العالم الخارجي ,ورمز من رموز السيادة الوطنية ونافذة فلسطينية يتحرك من خلالها المواطنين لعدة أغراض ,أبرزها السفر والعلاج والطلبة وأصحاب الإقامات والتبادل التجاري والإقتصادي والسياسي.
إغلاق المعبر شكل في الآونة الأخيرة أزمة كبيرة على كافة القطاعات وخصوصا الحالات الإنسانية والطلبة وأصحاب الإقامات والمصالح المرتبطة بشتى المجالات في الخارج ,مما خلق أزمات كبيرة للمواطنين القاطنين في القطاع والذي بلغ عددهم قرابة الـ 2 مليون شخص محاصرين في بقعة جغرافية صغيرة لا تتجاوز حجم مدينة من مدن العالم الخارجي.
وأوضحت هيئة الحدود والمعابر بغزة في تقرير صنف العام 2015 بالأسوأ بخصوص فتح المعبر ، مؤكدة على أنه تم إغلاق معبر رفح خلال العام الماضي لمدة 315 يوماً وما زال مغلقاً لأكثر من 102 يوما على التوالي، في حين تم فتحه لمدة 19 يوماً فقط خلال العام المنصرم وعلى فترات متباعدة، الأمر الذي لم يُلبّ الحاجات الإنسانية لسكان القطاع.
"وكالة خبر" استطلعت بعض المواطنين الذين ينتظرون فتح معبر رفح لمعرفة أسباب سفرهم والمعيقات والتحديات التي يواجهونها وتعترض أهدافهم .
وروى المواطن أبو حاتم "34عاما" من مدينة خانيونس معاناته جراء اغلاق معبر ,وقال لوكالة "خبر": " أنتظر فتح المعبر لكي أجدد اقامتي في الامارات ، والتي تتطلب مني السفر كل ثلاثة شهور لتجديدها من أجل الحفاظ عليها سارية المفعول ، ولكن أزمة معبر رفح وعذاب الانتظار سيفقدني إقامتي هناك ".
لم يتوقف الحال على أصحاب الاقامات بل وصلت لتطال معاناة المرضى الذين ينتظرون فتح المعبر .
وبالإشارة إلى ما سبق ,أوضحت المواطنة سماح أبو عمشة "38عاما" معاناتها مع معبر رفح قائلة: " لدي ابنة مريضة بعمر الثمانية أعوام وهي تعاني من مرض السرطان في الدماغ وتحتاج الى علاج ورعاية صحية وبسبب حالتها السيئة تحتاج للعلاج في الخارج مثلما نصحني الأطباء بغزة ، وفي ظل أوضاع المعبر الصعبة أحاول ايجاد البديل والعلاج في مستشفيات الداخل الفلسطيني المحتل ولكن دون جدوى ,مشيرةً إلى انها ستبقى أسيرة صالة الانتظار الى حين الفرج ".
وتمنت المواطنة رهام عليان أن يكون العام 2016 أفضل من العام الماضي داعية لتظافر الجهود وتكاتف الجميع من أجل تحييد المعبر عن المناكفات السياسية وفتحه بشكل منتظم أمام المواطنين.
الإغلاق أيضا ألقى بظلاله على المعتمرين الذين سجلوا لأدائها منذ العام الماضي ,وباتوا ينتظرون فتح المعبر لأداء مناسكها.
ووصلت أعداد المواطنين لأكثر من 25 ألف مواطن من الحالات الإنسانية (مرضى، طلاب، حملة إقامات، حملة جوازات سفر أجنبية) المُسجلين في كشوفات دائرة التسجيل، والتي ستتضاعف في غالب الأمر نظراً لتواصل إغلاق المعبر في حال فتح باب التسجيل للسفر مجدداً.
وبدوره أوضح مدير الاعلام في معبر رفح وائل أبو عمر أنه حتى اللحظة لا يوجد أخبار عن فتح المعبر.
ووصف مدير عام المعابر والحدود سابقا ماهر أبو صبحة أزمة معبر رفح قائلا :" ما زالت معاناة المعبر قائمة ,مشيرا الى أن الآلاف من المواطنين يحتاجون للسفر.
وأضاف: منذ أن توليت منصب ادارة معبر رفح ,حاولنا قدر المستطاع مساعدة الناس لنسهل عملية تحركهم من الطرف الفلسطيني الى الطرف المصري، مطالبا بمبادرات جادة لفتح المعبر بشكل منتظم ، وتقليص معاناة المواطنين الذين لديهم حاجة لمغادرة القطاع من أجل العلاج أو التعليم أو اصحاب الاقامات ".
ومن جهته أوضح الناطق باسم وزارة الداخلية اياد البزم لـ"خبر" لآلية التي تعمل عليها الوزارة والتسهيلات التي تقدمها لخدمة المواطنين.
وقال : فور الإعلان عن فتح المعبر تستنفر الداخلية طواقمها من أجل حفظ الأمن وتسهيل حركة المسافرين وفق الأسماء التي تسجل بالكشوفات والتي بلغ عددها مؤخرا في اخر فترة فتح فيها المعبر1200 مسافر ، بالإضافة الى كشف أرسلته الجهة المصرية ويبلغ عدد المسافرين في هذا الكشف 300 مسافر ، حيث قمنا بإرسال هذه الحافلات ومن ثم ارسال باقي حافلات المسافرين " .
ومتابعة لآخر المستجدات بخصوص معبر رفح ,أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد، أنَّه تمَّ التوصل إلى تفاهم مؤقت مع مصر لفتح منفذ رفح البري بمعزل عن حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، للتخفيف عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات صحفية ، قبل مغادرة الاحمد لمدينة القاهرة متوجهًا إلى الأردن، في طريقه إلى رام الله، بعد زيارة لمصر استغرقت أربعة أيام، في إطار جولة بدأها بزيارة لبنان.
وقال عزام الأحمد في تصريحه، إنَّه بحث مع كبار المسؤولين المصريين خلال زيارته للقاهرة التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، وملف معبر رفح البري، وتفعيل التفاهم المؤقت الذي تمَّ التوصل إليه مع مصر لفتحه بمعزل عن حركة حماس للتخفيف عن الشعب الفلسطيني، إلى حين التوصل إلى حل جذري لقضية المعبر، وهي لن تتم إلا بانتهاء الانقسام الفلسطيني.
ومن جهتها نفت القيادة المصرية أي إتفاق حول المعبر مع أي من القيادات الفلسطينية.
وبالرغم من التناقضات في التصريحات بخصوص المعبر إلا أن المواطن الفلسطيني لازالت عينه على بقعة الضوء في النفق المظلم.