ليست مفاجئة، تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن وجود مفاوضات متقدمة على الأسرى والمفقودين مع حركة حماس، فقد جاءت لتمتص غضب عائلات الجنود "الإسرائيليين" الأسرى، بعد الاحتجاج على تسليم جثامين ثلاثة شهداء من نابلس، أول أمس، نفذوا عمليات إطلاق نار قبل 55 يوماً.
حركة حماس، من جهتها، لم تُعلق على تصريحات بنيامين نتنياهو، حيث تم الكشف في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي صباح أمس، عن إحراز تقدم في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى مع حماس. حسبما نقلت القناة السابعة العبرية.
حقيقة تصريحات نتنياهو عن الصفقة
وزعمت "القناة 12" العبرية التي نقلت الخبر، أنَّ هذا جاء رداً على الانتقادات التي تعرض لها رئيس وزراء حكومة الاحتلال بعد تسليم جثامين عدد من الشهداء مؤخراً.
ووفقاً للقناة 12، فقد قال نتنياهو، خلال اجتماع الحكومة: "بتنا أقرب من أيّ وقت مضى من إتمام اتفاق لاستعادة الأسرى، إلا أنَّ الضغط الإسرائيلي يؤثر سلباً على هذه الجهود"، حيث كان يقصد عائلات الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول التي هاجمت الحكومة مؤخراً على ضوء تسليم عدد من جثامين الشهداء دون التوصل لحل يضمن استعادة الجنود".
وبحسب القناة العبرية فهنالك مفاوضات سرية بين حماس والكيان بعدة وساطة دولية، وأنَّ هنالك تقدماً بهذا السياق، الأمر الذي يفسر "تصرفات حماس المنضبطة" مؤخراً، حسب قولها.
وبيّنت القناة أنَّ التقدم يشمل استعداداً من جانب حماس لإبداء ليونة في عدد ونوعية الأسرى الأمنيين المنوي إبعادهم إلى قطاع غزّة مقابل "جثث الإسرائيليين".
ومع ذلك، فقد نوهت القناة إلى أنَّ التقدم لا يعتبر بمثابة اختراق نحو صفقة تبادل، حيث بدا نتنياهو معنياً بتحقيق اتفاق مع حماس، وذلك في ظل فشله في تحقيق ذلك على مدار قرابة 10 سنوات مضت.
الظروف غير مهيئة لإتمام صفقة تبادل
بدوره، رأى المختص بالشأن الإسرائيلي، محمد أبو علان، أنَّ الظروف السياسية الداخلية المحيطة بحكومة نتنياهو، لن تُمكنها من تنفيذ صفقة تبادل، مع المقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة، مُستدركاً: "صحيح أنَّ نتنياهو هو من نفذ صفقة وفاء الأحرار عام 2011، لكِن حلفائه من اليمين المتطرف مثل ايتمار بن غفير ويتسئيل سموترش، لن يسمحوا بمثل هذه الصفقة وبالتالي الظروف السياسية داخل دولة الاحتلال غير مهيئة".
وأوضح أبو علان، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنّه من الممكن أنّ يكون هناك مفاوضات لتجهيز البنية التحتية لصفقة مستقبلية؛ لكِن خلال هذه المرحلة، من المستبعد أنّ يكون نتنياهو قادراً على عقد صفقة تبادل أسرى.
وحسب مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، فقد بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى إعداد هذا التقرير، 4900 أسيراً وأسيرة، من بينهم 30 أسيرة و160 طفلاً و 1016 معتقلاً إدارياً، موزعين على 23 سجناً ومركز توقيف للاحتلال أبرزها سجن النقب وريمون وجليوع.
نتائج صفقة وفاء الأحرار.. قيادة حماس الحالية
وبالحديث عن ضغوط عائلات الجنود الأسرى لدى حماس على حكومة نتنياهو، لإتمام صفقة التبادل، قال علان: "إنَّ حكومة نتنياهو، مضطرة للحديث بين الفنية والأخرى عن وجود مفاوضات واتصالات لإنجاز صفقة تبادل تؤدي إلى عودة الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة لدى حماس؛ بسبب ضغوط عائلاتهم وجماعات ضغط أخرى داخل المجتمع الإسرائيلي، لكِن مع أهمية التأكيد على أنَّ الظروف السياسية الحالية لا تؤهل لإنجاز صفقة".
نتنياهو لن يتخذ قرارات جوهرية
وأشار إلى أنَّ نتائج صفقة وفاء الأحراء، لا تزال تُشغل "إسرائيل"، حيث ترى دولة الاحتلال أنّها تدفع ثمنها، فعملياً "إسرائيل" أطلقت سراح القيادة الحالية لحماس، وعلى رأسها يحيي السنوار، وكذلك من يوجهون المقاومة في الضفة الغربية من داخل غزّة وخارجها.
وأردف: "وبالتالي الحكومة الاحتلالية الحالية، ترى أنّه يجب تجنب خسائر أيّ صفقة تبادل أسرى قادمة، مثلما حدث في صفقة وفاء الأحرار؛ وذلك بإطلاق سراح جثامين شهداء فلسطينيين نفذوا عمليات إطلاق نار مقابل جثث جنودها في غزّة، أو إطلاق سراح أسرى لن يكون لهم دور في تعزيز المقاومة كما كان الحال في صفقة وفاء الأحرار".
وصفقة "وفاء الأحرار" هي عملية تبادل أسرى بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، تمت في 18 أكتوبر 2011، حين أفرجت قوات الاحتلال عن 1047 أسيراً فلسطينياً مقابل تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وتمت العملية برعاية ووساطة مصرية.
وخلص أبو علان، في نهاية حديثه، إلى أنَّ "نتنياهو، في أكثر مراحله السياسية ضعفاً أمام اليمين المتطرف، ولن يتمكن من اتخاذ أيّ قرارات جوهرية في ظل الحكومة الحالية، وذلك بغض النظر عن تصريحاته بالتقدم في مفاوضات التبادل مع حماس".