منذ نشأة الحركة الأسيرة ارتقى قرابة الـ208 شهداء، وبإضراب الأسير الصحفي محمد القيق منذ ما يقارب من الشهرين يبرز التساؤل هل يرتفع العدد إلى 209 جراء الإهمال المتعمد لوضعه الصحي ورفض تلبية مطالبه العادلة، فهل يكون استشهاده الشرارة لإندلاع حرب رابعة على القطاع بتحلل الأذرع العسكرية من الهدنة مع إسرائيل؟ أم من المكن الرد على اغتياله بوسائل أخرى؟ حسبما يرى مراقبون.
تحرك...هزيل والسبب؟!
وحول مستوى التفاعل الرسمي والشعبي مع قضية الأسير القيق يقول موفق حميد مدير عام مؤسسة حسام للأسرى أن" الأسير القيق كتب وصيته التي تضمنت رسالتين الأولى للإحتلال برفضه لسياسية الاعتقال الإداري ومضيّه في إضرابه حتى تحقيق مطالبه حتى لو أدى لاستشهاده".
وأضاف: ان الرسالة الثانية هي للشعب الفلسطيني بذكر تفاصيل ما بعد استشهاده كدليل على رغبته في التحرك الشعبي والرسمي مع قضيته.
ونوه حميد إلى أن حركة فتح تنظم اليوم وقفة تضامنية في موقع النصر، وكذلك قامت حركة الجهاد الإسلامي بعمل جداريات أمام الصليب الأحمر، مستدركا أن جماهير المصلين يوم الجمعة الماضية في الأقصى قامت عقب الصلاة بالهتاف بحياته لكن الأمر لا يكفى عند هذا الحد مع خطورة وضعه.
وألقى باللوم على التحرك الشعبي الذي وصفه بالهزيل والضعيف معللاً أن السبب في ذلك هو الإنقسام البغيض الذي تعاني منه الساحة الفلسطينية وانشغال الشعب بانتفاضة القدس.
من جانبه يؤكد مدير عام إذاعة صوت الأسرى طارق عز الدين أن الأسير الصحفي يمثل شريحة مهمة مستهدفة من شعبنا وهي شريحة الصحفيين موجها نداء لنقابة الصحفيين الفلسطينيين واتحاد الصحفيين بالتحرك العاجل لانقاذ حياته.
وندد عز الدين بتواطؤ المؤسسات الدولية التي تأخرت في إصدار موقف يدين إسرائيل وسياستها الظالمة بحقه، حتى لا تضغط عليه معتبرا إصدار كلا من الأمم المتحدة والصليب الأحمر لموقف يأتي لإنقاذ إسرائيل من وضعها في دائرة الحرج والمسؤولية.
بدوره يصف الأسير المقدسي المبعد إلى قطاع غزة ضمن صفقة شاليط فؤاد الرازم أن " التفاعل الشعبي والرسمي مع قضية القيق ضعيفة جدا، خاصة مع تدهور وضعه الصحي، مضيفا أن تحرك مؤسسات حقوق الإنسان ضعيف ,متسائلا: هل تنتظر أن يصبح الأسير القيق الشهيد 209 للحركة الأسيرة حتى تتحرك".
وأكد الرازم على أن خطورة وضعه تستدعي تحرك رسمي على المستوى الدولي والدبلوماسي الفلسطيني لإثارة قضية الأسرى العادلة.
جريمة... وعقاب
وحول ما هل يؤدى استشهاد الأسير القيق مع تحذيرات من خطورة وضعه الصحي إلى تحلل الأذرع العسكرية للفصائل من اتفاق التهدئة مع إسرائيل يقول طارق عز الدين أن "الاحتلال يحاول لفت الانتباه عن الانتفاضة الحالية في الضفة والقدس وجر غزة إلى المواجهة مشددا على أنه لا أحد يتمنى الحرب على غزة".
ونوه إلى أنه توجد وسائل ضاغطة غير الحرب كي لا نطفئ وهج انتفاضة القدس .
وشدد على أنه في حال استشهاد الأسير القيق فإنه يجب أن تدفع إسرائيل الثمن حتى لا يصبح الأسرى الشهداء كما الشباب الذي يعدم بدم بارد في الضفة.
أما موفق حميد فيذكر أن عدد شهداء الحركة الأسيرة 208، ومن الممكن أن يرتقى إلى 209 في حال ارتقاء الأسير القيق، في الوقت الذي كانت حركة الجهاد الأسرى هددت بالتحلل من أي تهدئة في حال استشهاد أحد من قادتها وقت إضراب الشيخ خضر عدنان ومحمد علام والسرسك.
ورجح حميد أن يؤدي استشهاد القيق لتصاعد انتفاضة القدس وتحولها لعسكرية مع استبعاد تصاعد الوضع في غزة.
بدوره يؤكد الأسير المحرر فؤاد الرازم أن قضية الأسرى حاضرة وموجودة في وعي وفكر المقاومة الفلسطينية والدليل يكمن في الصفقة الكبرى صفقة وفاء الأحرار التي أدت لتحرير 400أسير وفي الوقت الذي لا يزال يقبع 30 أسير قبل العام 1993 في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد على أن الاحتلال من خلال إعلامه يروج للحرب على غزة بالحديث عن استعدادات المقاومة دون حاجته لوجود مبرر لشن أي عدوان.