وضعت حرب الأيام الخمسة أوزارها في قطاع غزّة، لكِن نزيف الفقد المادي والبشري لم يتوقف، فكثيرٌ من العوائل فقدت أحبتها بلمحة بصر، وآخرين أضحوا بلا مأوى، بعد أنّ هدَّم الاحتلال منازلهم بفعل القصف المتواصل على الأحياء السكنية في منطقة هي الأعلى من ناحية الكثافة السكانية على مستوى العالم.
تبدأ الفلسطينيون في قطاع غزّة بعد توقف العدوان "الإسرائيلي" بمعاينة الدمار الذي لحق بمنازلهم نتيجة القصف "الإسرائيلي" العنيف الذي طاولها خلال الأيام الخمسة، والتي شهِدت استخدام الغارات القوية والمركزة، وأدت لاسشتهاد 33 مواطناً وإصابة العشرات.
"سالي اللوح" وهي صاحبة أحد المنازل المهدمة جراء القصف "الإسرائيلي" في وسط قطاع غزّة، قالت: "إنَّ الاحتلال أعطاهم مهلة ثلاث دقائق لمغادرة المنزل ليتم قصفه بالطائرات الحربية، وفي حال عدم تنفيذ ذلك سيحدث مجزرة، لأنّه يقطن في المنطقة ما يزيد عن 70 شخصاً".
وأضافت اللوح، في حديثها لمراسلة "خبر": "غادرنا المنزل قبل انتهاء المهلة بدون أوراقنا الثبوتية الرسمية من هوايا وشهادات جاميعة وغيرها"، مُشيرةً إلى أنَّ عائلتها أصبحت بلا مأوى وتبحث عن منزل للإيجار تقطن فيه مؤقتاً.
أما رزق اللوح، وهو أحد أقارب سالي وصاحب منزل مجاور لهم وتم هدم بيته أيضاً، فقال: "نحن عمال نبحث عن رزق يومنا، وفي حال عملنا نستطيع توفير قوت يومنا أما العكس فلن نأكل"، مُردفاً: "بيوتنا تهدمت ولا يوجد بحوزتنا ما يجعلنا قادرين على إعادة البناء".
وأكمل اللوح، في حديثه لمراسلة "خبر": "كل ما حصلنا عليه حتى اللحظة هو وعودات فقط، والآن استأجرت منزلاً، وقمت بنقل ما يمكن استصلاحه من عفش منزلي على الرغم من عدم إمكانية الاستصلاح بسبب الدمار الكبير".
وكذلك الحال مع المواطن، يحيى أبو عبيد، وهو صاحب منزل تم هدمه بالقصف "الإسرائيلي"، حيث أوضح أنَّه كان نائماً في بيته فجاء إليه ابن شقيقه ليُخبره بنية الاحتلال قصف منزله، مٌضيفاً: "ذهبت إلى الشارع فوجدت الجميع يفر من المنطقة في مشهد مخيف".
وأردف أبو عبيد، في حديثه لمراسلة وكالة "خبر"، من أمام منزله المهدوم: "سألت الجيران ماذا يحدث فأجابوا سيتم هدم منزلك وأنا ليس لديَّ علم بالأمر، ولم نتمكن من حمل أيّ من المقتنيات الشخصية على الإطلاق".
وعوني أبو عبيد، وهو مختار عائلة أبو عبيد وصاحب منزل مُتضرر من العدوان في المحافظة الوسطى، أوضح أنَّ الاحتلال طلب منهم مغادرة المنزل على بعد مئة متر، وكان في نيته إلحاق أكبر ضرر ممكن في المنطقة، لأنّه لو كان لديهم نية لاغتيال أحد لفعلوا ذلك بصاروخ واحد من النافذة، وذلك بهدف إثارة حالة من الغضب الشعبي على المقاومة.