ما هي الرسائل التي حملها خطاب " أبو عبيدة" ..؟!

834e768172d55ff8376805896547dd42
حجم الخط

تكثر التوقعات والتحليلات قبيل أي خطاب يُعلن عنه للمتحدث بإسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس " أبو عبيدة" ، الذي لطالما عُرف بأنه رمزاً للتهديدات والوعيد، ولابد أن يحمل خطابه أنباءً عن تصعيد قادم أو ربما مواجهة جديدة، ولكن اختلفت التوقعات هذه المرة، حيث اتفق المحللون على أن هذا الخطاب يحمل معنى الهدوء أكثر من التصعيد لكنه لم يخلُ من لغة التهديد أيضاً .

المقاومة على أتم الاستعداد

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي حُسام الدجني إلى أن الخطاب مضمونه تهدئة اكثر من انه خطاب تصعيدي ابو عبيدة اراد ان يرسل رسائل لإسرائيل في ضل حالة التوتير ضد غزة، في حال بدأت إسرائيل بأي اعتداء على القطاع فإن المقاومة سترد بعنف.

وأضاف: أن الخطاب حمل رسائلاً ذات بعد معنوي ونفسي تعني أن المقاومة في تطور مستمر، وأن من كان يراهن على أن المقاومة سيبقى عملها محدود فإن مراهنته فشلت، لافتاً إلى أن هناك رسائل سياسية ومعنوية تستهدف كل من كان متآمراً على قطاع غزة خلال الحروب السابقة.

وأرجح الكاتب والمحلل السياسي "د.محمود العجرمي" أن ابو عبيدة  خلال خطابه عبّر عن استعداد المقاومة و جاهزيتها لمواجهة أي مغامرة عدوانية قادمة، مشيراً إلى أنه ومن خلال التقديرات على المستوى الزمني فإنه لا يمكن القول أن هناك عدوانا قريباً، لأن العدو منذ احتلاله فلسطين لم يخض معركة واحدة على جبهتين، إحداها "جبهة الانتفاضة" التي يستهلك فيها العدو نصف جيشه والجبهة الأخرى " الحرب على قطاع غزة".

الأسرى أولوية الصندوق الأسود

وفي سياق الرسائل التي أراد أبو عبيدة إيصالها من خلال خطابه، بيّن الدجني، أن المقاومة في قطاع غزة ليست معنية في التصعيد أو بتفجر الامور، ولكن الخطاب دلّ على أنه في حال كان هناك عدوان اسرائيلي فإنه المقاومة سترد بعنف وتدافع عن قطاع غزة.

ويرى  "د. العجرمي" أن هذا الخطاب جاء في الوقت الملائم رداً على كثير من الاجواء التي اثيرت والتصريحات المسمومة التي صدرت عن غير مستوى امني وعسكري صهيوني، مشيراً إلى أن" أبو عبيدة" كان واثقاً من كل  كلمة قالها، وكان واضحاً في خطابه أنه يمتلك اوراق حقيقية ستفرض على العدو الرضوخ للمطالب العادلة بشأن الأسرى.

وعن الأوراق التي ألمح إليها أبو عبيدة في خطابه، يعتقد الدجني ارتباطها بالأسرى الاسرائيليين لدى المقاومة أنها أكبر الأوراق ولكن ان كان هناك أوراقاً اخرى فإنه لا أحداً يستطيع الاطلاع على الصندوق الأسود لدى المقاومة.

وأضاف "الدجني" أن الرسالة الثانية التي حملها الخطاب اختصت بالأسرى ، أراد من خلالها أن يحرك المياه الراكدة في الوسط الإسرائيلي من خلال تحريك ملف الجنود المأسورين لدى المقاومة.

ويرى العجرمي ، أن الخطاب أظهر أن المقاومة تمتلك اوراق ستؤخذ على محمل الجد الى جانب ان العدو اذا تورط في أي عدوان ستحترق الارض من تحته وقد جرب ذلك سابقاً، مضيفاً :" العدو في كل مرة يُفاجأ من أوراق المقاومة، وهو يعلم جيداً مصداقية التصريحات."

يُشار إلى أن خطاب الناطق باسم القسام، جاء خلال حفل تأبين شهداء الأنفاق السبعة، والذي جعل منه خطاباً مميزاً ولافتاً بسبب دخوله ميدان التأبين على ظهر مدفعية أثارت دهشة الحاضرين .