"نُريد سداد الديون الي علينا الـ17 ألف دولار؛ علشان ما يكون مصيرنا الحبس وندخل في مشاكل كبيرة مع الشرطة والمباحث. لا نريد تعويض الخسائر إلنا، بدنا نسلك أمورنا لأصحاب شبكات الري والأدوية"، بهذه الكلمات عبَّر المزارع بدر صبح "29 عاماً" في حديثه لوكالة "خبر"، عن حاله بعد تدمير الاحتلال "الإسرائيلي" خلال عدوان الأيام الخمسة على قطاع غزّة، مزرعة البطيخ التي استأجرها.
17 ألف دولار خسائر الأخوة الأربعة
المزارع صبح، وثلاثة من أشقاءه الذين تتراواح أعمارهم بين 25 إلى 33 عاماً، باستئجار 30 دونم لزراعة البطيخ والشمام؛ للنهوض بوضعهم الاقتصادي حتى يتمكنوا من الزواج وإعالة أسرهم؛ لكِن الاحتلال الذي قصف الأرض بصاروخ F16، دمر حلمهم بغمضة عين.
طموح الأخوة الأربعة، لم يقتصر على زراعة الـ30 دونم بالبطيخ والشمام وهي فاكهة صيفية، يكثر الطلب عليها مع اقتراب موسم الصيف، وإنّما قاموا أيضاً بتربية 10 خلايا نحل، دُمرت جراء قصف الأرض بطائرات الاحتلال.
وما يزيد الأعباء على الأخوة الأربعة، صعوبة تعويض خسارتهم، استحالة البدء من جديد بزراعة شتلة البطيخ التي تحتاج إلى ري يومي مُنذ اليوم الأول حتى خمسة شهور؛ فشبكات الري دُمرت بل انعدمت وكذلك الأرض تحولت إلى حفرة كبيرة تحت الأرض.
الأولوية سداد الديون
ولم يتخيل الأخوة الأربعة، الذين يقومون بزراعة دونم واحد كل عام، أنّ يكون مصير توسيع مشروعهم التدمير الكامل من قبل طائرات الاحتلال. في المقابل، يشتكي صبح وأشقاءه من عدم تواصل الجهات المعنية؛ فلم يزرهم سوى وزراعة الزراعة بغزّة التي اكتفت بحصر الأضرار فقط دون أنّ تُقدم لهم أيّ دعم يحميهم من الحبس جراء دمار مشروعهم.
بدوره، أكّد المتحدث باسم وزارة الزراعة بغزة، أدهم البسيوني، على أنَّ الوزارة حريصة على تقديم المساعدات العاجلة للمزارعين الذين تضرروا من العدوان، مُتمنياً أنّ تتكلل الجهود بالنجاح خلال الأيام القامة.
الأضرار الأولية
وقدَّر البسيوني، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، الخسائر الأولية المباشرة التي لحقت في القطاع الزراعي خلال العدوان الغاشم على غزّة، بنحو 1.300275 دولار أمريكي، حيث تضررت وتلفت العديد من الدونمات المزروعة بالخصار والأشجار، نتيجة الاستهداف المباشر للأراضي أو نتيجة انقطاع مياه الري على المحاصيل خلال العدوان، ولم يتمكن المزارعون من الوصول إلى أراضيهم.
وأوضح أنَّ الثروة الحيوانية تعرضت لخسائر كبيرة، تمثلت بنفوق أعداد من الطيور والحيوانات نتيجة الاستهداف المباشر من قبل طائرات ومدفعية الاحتلال، مُشدّداً على أنَّ الاستهداف المباشر للقطاع الزراعي خلَّف أضراراً باالغة في المنشآت الزراعية والآبار والخطوط الناقلة الرئيسية والفرعية والبرك الزراعية ومخازن المعدات الزراعية والمبيدات ومزارع النحل.
وأشار إلى أنَّ استهداف الاحتلال للقطاع الزراعي، أدى إلى ضعف وانعدام القدرة التسويقية في بعض الأحيان للعديد من المنتجات الزراعية النباتية والحيوانية نتيجة تقييد الحركة وصعوبات الوصول للأراضي الزراعية، والمنشآت الحيوانية وكذلك تعطل الأسواق وغياب الفرص التصديرية للعديد من المنتجات الزراعية والأسماك، ما تسبب بانخفاض الأسعار والتضرر بخسائر فادحة.
وختم البسيوني حديثه، بالإشارة إلى ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات ذات الاختصاص، والضغط على الاحتلال من أجل رفع الحصار عن قطاع غزّة، والعمل على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وتعويض المزارعين عما تكبدوا من خسائر.