أوقفوا نزيف الهجرة

thumb.jpg
حجم الخط

بقلم محسن أبو رمضان

 

 

 كتبت مقالا بذات العنوان قبل أربعة سنوات من الان وقد اردت تكرار ذات العنوان بهذا الوقت .

كانت ظاهرة الهجرة بدات تبرز بوضوح  في مجتمع قطاع غزة .

لم أكن اعتقد انها ستنمو بهذة الصورة المتصاعدة التي لمستها بوضوح في زيارتي الأخيرة لبعض بلدان أوروبا.

تتراوح الاعداد حول عدد المهاجرين من قطاع غزة الا ان العدد متصاعد ويتزايد ويدعو للقلق .

يعود سبب القلق الي ان واحدة من  مرتكزات الصراع مع الاحتلال تعود الي العامل السكاني او الديموغرافي.

يستند المشروع الاستعماري الصهيوني علي طرد السكان الفلسطينين أصحاب الأرض الاصلانين واحلال المستوطنيين الصهاينة الجدد علي انقاضهم.

تعيش دولة الاحتلال حالة من عدم الارتياح لان عدد الفلسطينين علي ارض فلسطين التاريخية يتساوي اويزيد قليلا عن الاسرائيلين وهو ما يسبب المازق الاستراتيجي الرئيسي لدولة الاحتلال وللمشروع الصهيوني .

لا تستطيع دولة الاحتلال تكرار نماذج التطهير العرقي التي نفذتها عام 1948بذات الوسائل والاساليب ولكنها تحاول تنفيذ ذلك بوسائل اخري عبر التضيق علي حياة الفلسطينين ودفعهم نحو الهجرة الطوعية .

لقد أعلن سموتريتش في خطة الحسم ان أمام الفلسطينين ثلاثة خيارات اما الهجرة او العيش كعبيد تحت الاستعمار الكولنيالي او الموت اذا قرروا الكفاح والمقاومة من خلال قوة جيش الاحتلال حسب اعتقادة.

ان مسألة الصمود والبقاء بالوطن ليست مقولة عابرة فهي تتناقض مع المشروع الاستعماري الصهيوني وتعزز من القدرات الفلسطينية في مواجهة التحديات المصيرية التي تواجهة .

لا تكمن المسألة بالصمود الوطني فقط ولكنها تشمل أيضا استثمار الطاقات والقدرات الفلسطينية والتي تعني راسمال الاجتماعي في زيادة منعة وقوة المجتمع الفلسطيني.

لا يعقل قيام الأسرة باستثمار طاقاتها المالية والتربوية بالطالب او الشاب ثم توظف هذة النتائج لصالح مجتمعات العالم خارج دائرة المجتمع الفلسطيني.

ان وجود الفرد الفلسطيني في مجتمعات العالم يعني محاولة العمل علي نزعة من جذورة وانتماؤة وكذلك دمجة في آلة المجتمع الجديد باشتراطاتة ومتطلباتة الأمر الذي يقربة من الاهتمامات الذاتية بدلا من الاهتمامات الجمعية ذات العلاقة بالهم الوطني المشترك .

اعتقد ان هناك سببين رئيسيين للهجرة يكمن الأول بشظف العيش وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وعدم ايجاد فرص عمل خاصة للخريجين الجدد الذي يبلغ عددهم بقطاع غزة حوالي خمسة عشر  ألف خريجا لا يجد فرصة عمل منهم اكثر من الف .

ويكمن السبب الثاني بتقليص مساحة الحريات الناتجة عن الانقسام وغياب الانتخابات الدورية .

من غير المجدي تجاهل ظاهرة الهجرة والتبسيط منها والحديث انها ظاهرة إنسانية وعالمية .

ومن غير المفيد العمل علي تبهيتها بالاشارة الي ان المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة كثيف السكان ويتزايد بنسبة تفوق عدد المهاجرين.

اننا نملك خصوصية فريدة بالحالة الفلسطينة حيث أن الإنسان والأرض هما مرتكزات الصراع .

اننا مازلنا نمر في مرحلة تحرر وطني ديمقراطي تتطلب الحفاظ علي الأرض والإنسان .

اعتقد ان ظاهرة الهجرة تشكل مؤشرا سلبيا علي الحالة الوطنية الفلسطينية بما يتطلب العمل علي عقد لقاءً واسعا يعمل علي تسليط الضوء علي مخاطرها وصياغة الخطط والبرامج لمعالجتها .