تستمر ماكينة القتل الإسرائيلية بحصاد المزيد من أرواح أولادنا في قطاع غزة، وفجر اليوم بدأ تصعيد جديد أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي نحو اجتياح رفح، آخر مربع لجوء في قطاع غزة، راح ضحيته 100 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، رفح تأوي أكثر من 1.4 مليون إنسان في ظروف قاسية وسط القتل والجوع والعطش والبرد والأوبئة، حيث تستمر إسرائيل في ارتكاب جرائم الإبادة التي بدأتها في غزة، ومحاولات التهجير التي لا زالت قائمة وخططها جاهزة للتنفيذ،
ولكن شعبنا لن يترك أرضه ولن يهجرها. هناك محاولات إسرائيلية لإبعاد السلطة عن قطاع غزة من خلال حجز الأموال، وإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ومنع إيصال أي مساعدات من الضفة الغربية والقدس اليها، ولكن سوف نستمر في المساعدة بكل الطرق والوسائل. إسرائيل تمارس تدمير اقتصادي ومالي للسلطة عبر الحواجز والتفتيت الجغرافي، ومنع العمال من الوصول إلى أماكن عملهم، واحكام السيطرة على المناطق المسماة "ج" ومنع تنميتها وتطويرها، وهناك اليوم أكثر من 700 حاجز عسكري وبوابات وغيرها، وقد أدى ذلك إلى تراجع وتيرة الاقتصاد، إضافة إلى استمرار الاقتطاعات المالية من أموالنا. لقد بدا من الواضح ان الذي يعبث ويخرب ويدمر ويقتل هنا في الضفة الغربية ليس جيش الاحتلال فقط، بل المستوطنون بحماية جيش الاحتلال، لقد أصبح للمستوطنين اليد العليا في كل الأعمال الاستعمارية فيما يتعلق بالأرض الفلسطينية، وجميعهم مسلحون ويخدمون في الجيش، فلا فرق بين الجندي والمستوطن، في الليل جندي وفي النهار مستوطن، ويمارسون كل أشكال الإرهاب،
ان من ينادي بحل الدولتين يجب أن يحارب الاستيطان بكل مدخلاته ومخرجاته وادواته وشخوصه ومموليه، ان الاستيطان الذي هدفه ديني أمني سياسي يجب ان يتوقف. إن الـ 400 يوم الماضية منذ بداية العام الماضي 2023، وحتى اليوم، هي الأكثر دموية في تاريخ فلسطين المعاصر، حيث فقدنا أكثر من 100 ألف شهيد وجريح ومفقود في قطاع غزة منذ 7/10/2023، وأكثر من 640 شهيد في الضفة الغربية وأكثر من 10 آلاف أسير، وهذه ليست أرقاما، هذه تدلل على أطفال ونساء وشيوخ وشباب وصبايا، وتدلل على أهلنا وشعبنا كل منهم له تاريخ ومكانة واسم، وكان له مستقبل قتلت إسرائيل مستقبله. اليوم تم احتلال جميع الأراضي الفلسطينية من مدن وقرى ومخيمات وقطاع غزة وبأدوات متجددة، وتدمير للبنية التحتية وقصف طيران مسير ومستعمرين، واستهداف لكل ما هو فلسطيني والقدس والمقدسات في صلب الاستهداف الممنهج. إسرائيل تريد من خلال القتل والتدمير ومحاولة التهجير إعادة صياغة الميزان الديموغرافي ليصبح لصالحها بعد أن تحول لصالح فلسطين لأول مرة منذ عام 1948.
من جانبنا نواجه كل ذلك شعبيا ووطنيا وسياسيا ودوليا، ومع أصدقاء فلسطين في العالم، وعبر كل المنصات الدولية السياسية والدبلوماسية والقضائية. برنامجنا الإصلاحي يسير بشكل جيد، من أجل إنجاز ذلك هناك بعض القضايا تحتاج إلى بيئة محفز على الإصلاح من جهة، ورفع الحصار المالي المفروض علينا من جهة أخرى، ومن المهم القول إن أي ترتيب داخلي وطني يجب أن يضمن وقف العدوان على غزة، وانسحاب جيش الاحتلال من هناك، وتمكين السلطة، وعدم ضياع الفرصة المتعلقة بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، والاعترافات الثنائية بيننا وبين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. مجلس الوزراء يتابع العدوان على شعبنا في غزة، وما يجري في رفح الآن وهنا في الضفة أيضا، ونستمر في جهدنا، وندين قرار لجنة الكابينت الإسرائيلية التي أوصت بإغلاق مقر "الأونروا" في القدس، هذا القرار هو بدء تنفيذ الحرب المعلنة على "الأونروا" لتصفيتها، وإذا استمرت إسرائيل بانتهاك مؤسسات الأمم المتحدة يجب طرد إسرائيل من الأمم المتحدة.